تعرف إلى أهمية استكشاف الفضاء.. ربما تعتمد حياتك عليه
في وقت الهبوط على سطح القمر، عام 1969، تصور العديد من الناس أنه بحلول بداية القرن 21، السفر في الفضاء سوف سيصبح شيء روتيني، وسوف نزور الكواكب الأخرى في نظامنا الشمسي وربما حتى توقع البعض وجود المغامرات في الفضاء بين النجوم.
من المؤسف أن هذا المستقبل لم يصل بعد، في الواقع، بدأ بعض الناس في التساؤل عما إذا كنا بحاجة إلى السفر إلى الفضاء بعد الآن، وأولئك الذين حلموا منذ فترة طويلة بالوصول للفضاء يقولون إن استكشاف الفضاء يوفر فوائد على الأرض في مجالات مثل الصحة والتعدين والأمن، وفوائد أكثر إلهاما أيضا، وهذه بعض من الأسباب الأكثر إقناعا لمواصلة استكشاف الفضاء، حسب موقع howstaffworks.
• الحماية من الكويكبات التي تسبب كوارث
إذا كنا لا نريد أن نذهب في طريق الديناصورات في يوم من الأيام، فنحن بحاجة إلى حماية أنفسنا ضد خطر التعرض لأن يصدمنا كويكب كبير، هذه الكويكبات كما تذكر وكالة "ناسا" الأمريكية للفضاء، عادة ما تصدم الأرض مرة كل 10 آلاف سنة تقريبا، والكويكب الصخري أو الحديدي في حجم ملعب كرة قدم ويمكن أن يحطم سطح كوكبنا وربما يسبب موجات مد كبيرة بما فيه الكفاية لغمر المناطق الساحلية.
هذه الكويكبات وحوش حقيقية، حقا ينبغي أن نشعر بالخوف، إذا اصطدم كويكب بالأرض سوف يطلق العنان لعاصفة من الحطام الساخن ويملأ الغلاف الجوي بغبار يحجب أشعة الشمس، الأمر الذي من شأنه أن يدمر الغابات والحقول ويؤدي لحدوث مجاعة رهيبة، إن برنامج استكشاف الفضاء يتيح لنا اكتشاف الأجسام الخطيرة قبل أن تضرب الأرض، ويمكن أيضا إرسال مركبة فضائية لزرع وتفجير هذا الجسم انفجارا نوويا يمكن أن يدفعه بعيدا عن مسار تصادمه.
• المزيد من الاختراعات الكبرى والمفيدة
وضِعت قائمة طويلة جدا من الأدوات والمواد والعمليات هي في الأصل لبرنامج الفضاء الأمريكي ولكن هذه المواد أوجدت تطبيقات أخرى على الأرض، وتمتلك "ناسا" قسم خاص يبحث عن سبل لإعادة استخدام تكنولوجيا الفضاء كمنتجات، مثل المواد الغذائية المجمدة المجففة، وعلى سبيل المثال، طور علماء وكالة "ناسا" مادة بلاستيكية مغلفة بعامل معدني عاكس لتعكس حوالي 80 % من حرارة أي جسم مما يوفر القدرة التي تساعد ضحايا الحوادث والعدائين ما بعد ماراثون على البقاء دافئين.
وهناك ابتكار آخر أكثر غموضا ولكن ذو قيمة هو "النيتينول" (nitinol)، وهو سبيكة مرنة طورت لتمكين الأقمار الصناعية من الانطلاق بعد طيها داخل صاروخ، تستخدم هذا الابتكار في تقويم الأسنان.
• إيجاد أدوية مفيدة للصحة
ولدت محطة الفضاء الدولية وحدها عشرات الابتكارات الطبية التي لها استخدامات على الأرض، مثل الأدوية المضادة للسرطان والأورام، والذراع الآلي الذي يمكن أن يجري جراحة حساسة وجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي.
وساعد علماء وكالة "ناسا" لاختراع دواء لعلاج مرض هشاشة العظام، يسمى "بروليا" أثناء محاولة لحماية رواد الفضاء من فقدان العظام والعضلات في بيئة الجاذبية الصغيرة للفضاء، وهو دواء يساعد على حماية المسنين من هشاشة العظام، وكان من الأسهل اختبار هذا الدواء في الفضاء حيث يفقد رواد الفضاء حوالي 1.5 في % من عظامهم كل شهر بسبب قلة الجاذبية، في حين أن الانسان المسن على الأرض يفقد 1.5 في % سنويا وهذا ما يسمى بهشاشة العظام.
الفضاء عنصر ملهم خاصة للأطفال، إذا أردنا أن يصبح أبناؤنا أطباء ومهندسين وعلماء علينا أن نواصل السفر للفضاء.
• الاستفادة بمواد خام من الفضاء
يوجد العديد من العناصر الهامة في الفضاء مثل الذهب والفضة والبلاتين وغيرها من المواد القيمة، وهناك مشروع خاص يهتم بعمليات التعدين على الكويكبات، غير أنه لن يضطر عمال المناجم الفضائية أن يذهبوا بعيدا لإيجاد الثروات.
القمر، على سبيل المثال، يعتقد أنه مصدر مربحا للهيليوم 3 (يستخدم لبعض أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي ويحتمل استخدامه كوقود لمحطات الطاقة النووية)، والهليوم 3 زادت ندرته على الأرض ووصل سعره إلى 5000 دولار (87.5 ألف جنية) للتر الواحد، ويعتقد أن القمر أيضا مصدر للعناصر الأرضية النادرة مثل "الأوروبيوم" و"التنتاليوم"، وهي عناصر ارتفع الطلب على استخدامها في الالكترونيات والألواح الشمسية وغيرها من الأدوات المتقدمة.
• الأمم يمكن أن تعمل معا سلميا
هناك فكرة حول الصراع الدولي في الفضاء. ولكن لا يجب أن يكون بطريقة ضارة، بل يجب أن تتعاون دول متعددة في محطة الفضاء الدولية، ويمكن لبرنامج الفضاء الأمريكي أن يسمح لدول أخرى كبيرة وصغيرة بالانضمام الى جهود الاستكشاف.
وتوضح وثيقة أعدها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهي مؤسسة أبحاث مقرها واشنطن، عام 2006، أن فوائد التعاون الدولي يمكن أن تكون توزيع التكاليف الضخمة للمشروع على أكثر من دولة، أو إقامة علاقات دبلوماسية أقوى بين الدول وبعضها، وهذا يساعد على خلق فرص عمل جديدة.
• يمكن أن تساعد على الإجابة عن أسئلة مهمة وعظيمة حقا.
يعتقد الكثير من البشر أن الحياة موجودة في مكان آخر في الكون، ولكن حتى الآن، لم تثبت عمليات المسح التي تجريها التلسكوبات الأرضية أي إشارات يحتمل أن تكون منارات من حضارات بعيدة، ربما لأن الغلاف الجوي للأرض يتداخل مع هذه الرسائل التي تصل إلينا.
ويرسل الباحثين عن الحضارات خارج كوكب الأرض المراصد المدارية مثل تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي، الذي من المتوقع إطلاقه في عام 2018، والذي يعتقد أنه سيكون لديه القدرة على البحث عن العلامات الكيميائية للحياة في أجواء الكواكب البعيدة خارج نظامنا الشمسي.