الرجل والحلم الغريب في الغابة مع الأسد والبئر
يحكى أن كان هناك رجلا يسير في الغابة ويتمتع بمناظر الاشجار وصوت العصافير والمناظر الخلابة التي تحتويها هذه الغابة والروائح العطرة التي تفوح من ازهارها , واذا به يسمع صوت عدو سريع يقترب منه والصوت يزداد قوة ويقترب اكثر حتى نظر الرجل والتفت الى الخلف , وإذا به اسد ضخم يجري بكل سرعة نحوه والاسد يبدو عليه في شدة جوعه , وأخذ الرجل يجري بسرعة والاسد يجري خلفه , وكان الاسد يقترب اكثر واكثر منه , وعندها رأى الرجل بئراً قديما ومن شدة خوفه قفز الرجل داخل البئر وامسك بالحبل الذي يسحب منه الماء من البئر واخذ الرجل يتدحرج داخل البئر , وبعد فترة هدأت انفاس الرجل وهدأ زئير الاسد , سمع الرجل صوت فحيح ثعبان ضخم الرأس كبير الحجم في اسفل البئر , أخذ الرجل يفكر في طريقة يتخلص منها من الاسد ومن الثعبان وإذا به يرى فأرين الأول أسود والآخر أبيض يصعدان إلى أعلى الحبل الذي يمسكه وبدءا يقطعان الحبل ففزع الرجل خوفاً وظل يهز الحبل بقوة متمنيا أن يذهب الفأران وبدأ يتحرك يمينا وشمالا بقوة ويتخبط في جوانب البئر ، وفيما هو كذلك أحس بشئ رطب اصطدم بيده وإذا بذلك الشئ عسل النحل التي تبني بيوتها في الجبال وعلى الاشجار وفي الكهوف. فقام الرجل بتذوقه وكرر ذلك ومن شدة حلاوة العسل نسى الرجل الموقف الذي هو فيه ونسى الفأران والثعبان والاسد !!! وفجأة استيقظ الرجل من النوم فقد كان حلما مزعجا !!!! وقرر الرجل الذهاب لشخص يفسر له هذا الحلم , وذهب الرجل الى عالم وأخبره عن الحلم وطلب منه تفسيره فضحك الشيخ وقال : ألم تعرف تفسيره ؟؟ قال الرجل : لا، قال له العالم : ان الأسد الذي كان ورائك هو ملك الموت , والبئر الذي به الثعبان فهو قبرك والحبل الذي كنت تتعلق به فهو عمرك والفأرين فهما الليل والنهار يأكلان من عمرك ، قال : والعسل يا شيخ ؟؟ قال هي الدنيا من حلاوتها أنستك أن وراءك موت وحساب .