قصة التاجر الذكي والميزان
قصص الأطفال تجعل الأطفال يستمتعون بقضاء أوقات طويلة مع آبائهم، ولذلك ينصح دائما بتناول الآباء والأمهات للقصص المتنوعة والشيقة، والتي لها هدف مما يجعل الأطفال يتعلمون السلوكيات الصحيحة،
يُحكى أنه كان يحكم مملكة كبيرة ملك غير عادل، وهذا الملك لم يكن مهتما برفاهية شعبه، بل كان مهتما فقط بمكاسبه الشخصية، وللأسف كان مجلس وزرائه فاسدين مثله، وأتفقوا مع الملك وكان يشجعوه على أن يظلم شعبه .
كان يعيش في تلك المملكة الكبيرة تاجر، لكنه كان يكره الملك بسبب سلوكه غير العادل وعانى من مشاكل كثيرة مع الملك، بسبب إنتقاده الدائم لما يفعله، وذات يوم وخلال مناقشة في المحكمة، قال التاجر "إذا كان الرجل ذكيا، يمكن عند تعرضه لأي موقف أن يقوم بحله"، وبسبب كلامه الصريح كان التاجر مكروها من الملك ووزرائه، ولذلك أمر الملك بمعاقبة التاجر بسبب سلوكه معه، بوضع عائلته في مسكن الخيول، وعلاوة على ذلك وضع الملك شرطا وهو إذا لم يقم التاجر وعائلته بمغادرة المبنى خلال شهر، سوف يأخذ منه 1000 من العملات الذهبية الخاصة به .
جلس التاجر يفكر في خطة يحل بها الموقف السئ الذي أصابه، وطلب من الملك السماح له بأخذ الميزان، وبالفعل سمح له الملك بذلك، وبمجرد أن كان التاجر داخل مسكن الخيول، بدأ أن يوزنها، وعندما شاهده الرجال الذين يرعون الخيول اعتقدوا بأنه قد فقد عقله .
لذلك توسلوا للتاجر وطلبوا منه ألا يخبر الملك بذلك، وفي المقابل دفع الرجال للتاجر الكثير من الأموال وقدموا له الكثير من الطعام، وعدلوا من سلوكهم وقاموا بإطعام الخيول بشكل صحيح، وعندما مرت فترة الشهر، دعا الملك للتاجر، وعند رؤية آلاف العملات الذهبية، أصبح الملك غاضبا، وفي هذه المرة عاقب الملك التاجر بأرساله في مكان بعيد عن المملكة بالقرب من النهر، وطلب منه أن يحصل على 2000 عملة ذهبية خلال شهر واحد .
فى تلك المرة سمح له الملك أيضا بأخذ الميزان، ولكن التاجر في تلك المرة بدأ يزن المياه، وعندما رآه الأشخاص الذين يركبون السفن، أصابتهم الدهشة، وقالوا له ماذا تفعل ؟ فقال لهم التاجر أنني أزن المياه، فردوا عليه هل طلب منك الملك القيام بهذا العمل؟، فقال لهم نعم، فأنا بعد أن أزن المياه، سأعرف منكم من يأخذ عدد ركاب أكثر من المسموح به، وسأبلغ الملك .
خاف أصحاب السفن، وبدأوا يلتزموا بعدد الركاب المسموح به فقط، وطلبوا من التاجر عدم إبلاغ الملك، وفي المقابل وافقوا على دفع له بعض الأموال الذهبية، وبهذه الطريقة حصل التاجر على 2000 من العملات الذهبية التي كان قد طلبها منه الملك .
عندما مر فترة الشهر، دعا الملك للتاجر، فحضر التاجر ومعه المبلغ من العملات الذهبية، واضطر الملك لقبول الأموال، وقال للتاجر أنت على حق فيما قلته " أن الرجل الذكى يمكن أن يقابل أية ظروف ويتعامل معها"، وكافأه الملك بالعمل في القصر وأصبح المستشار الأول للملك .