قصة الغربان السبعة الشيقة للأطفال
عندما يكون الأطفال في سن الحضانة فإنهم يكونوا أكثر تشوقا لمعرفة العالم من حولهم، وبالطبع فإن ذلك يلزم معرفة السلوكيات الصحيحة وتجنب العادات الخاطئة حتى ينشأ الأطفال نشأة سوية، وقد يساعد قراءة الآباء والأمهات للقصص الصغيرة في معرفة الأطفال للكثير من السلوكيات الصحيحة بشكل غير مباشر،
يُحكى أنه في أحد الأيام، طلب الأب من أبنائه الخروج وإحضار بعض الماء، وأمر أبناءه بأن يذهبوا إلى البئر الذي يوجد به المياه الشافية، وبالفعل انطلق الأخوة السبعة نحو البئر، وسرعان ما وجدوا البئر، ولكن قبل أن يتمكنوا من جلب الوعاء الذي به المياه إلى منزلهم والدهم، وجدوا أن المياه لم تكن موجودة بالوعاء، وبدأ الأولاد السبعة الفقراء يفكرون في أي فكرة تجعلهم يحصلون على المياه مرة أخرى .
بعد مرور فترة طويلة من الوقت، شعر الأب بالغضب الشديد، وقال في نفسه بالتأكيد أن هؤلاء الأولاد ذهبوا إلى مكان للعب، وعندما يحضرون سأعلمهم درسا، ففكر الأب في تحويل ابناؤه السبعة إلى غربان .
قصة الغربان السبعة
لم يستطع الأولاد الفقراء أن يعودوا إلى منزلهم بعد ذلك، وفي تلك الأثناء ظهرت فتاة شابة جميلة ورقيقة أمام الوالد وزوجته في مزرعته، ففكروا في أن يتبنوها حتى تكون أبنة لهم، لأنهم كانوا حزنين على فقدان أولادهم، على الرغم، وبالفعل تعرفوا عليها ووافقت الفتاة الجميلة أن تعيش معهم في سعادة.
لكن سرعان ما سمعت الفتاة عن أخوانها من الجيران، وسمعت أيضا عن أختفائهم الغامض، وقد قال لها أحد الجيران أن الوالد قد لعن أولاده وحولهم إلى غربان، وعندها قررت الفتاة الجميلة أن تواجه والديها بالحقيقة، فأخبروها بأن هذا الكلام صحيح وقد حدث فعلا، فقررت الفتاة أن تبحث عن أخوانها وتنقذهم.
وفي أحدى الليالى خرجت الفتاة وأخذت معها حلقة صغيرة كتذكار، وأخذت وعاء للمياه، وبعض الخبز وكرسى صغير، حتى تجلس عليه في حالة تعبها، وكانت الفتاة مصممة على إنقاذ أشقائها، وأثناء رحلتها ظهرت الشمس كالمعتاد لكنها كانت ساخنة جدا، ولم تجد مكان تحتمي فيه من حر وسخونة الشمس، وبينما جاء الغروب وبدأت تغرب الشمس فإذا بالجو يصبح باردا بشدة، وعندما جاء الليل وظهر ضوء القمر، إنجذب نظر الفتاة إلى أشكال النجوم في السماء، وفجأة ظهرت لها نجمة الصباح وقالت لها "عليكي أن تذهب إلى الجبل الزجاجى في آمان، لأن أخوتك يعيشون هناك"، وبالفعل سمعت الفتاة كلام نجمة الصباح وذهبت تبحث عن الجبل الزجاجي في الطريق .
بعد البحث يمينا ويسارا على طول الطريق، وجدت الفتاة الجبل الزجاجى، وحاولت أن تعثر على إخوانها، لكنها لم تعثر عليهم، وفي نفس الوقت كان يمر قزم صغير بالقرب من الجبل الزجاجى ولاحظ أن الفتاة تبحث عن شئ، وأنها تتلفت كثيرا، فسألها بأسلوب جميل وقال لها ما الذي تبحثين عنه ؟، فأخبرتها عن قصة أخوانها الذين تحولوا إلى غربان، وأنهم موجودون في الجبل الزجاجى، فقال لها القزم الصغير أن عليها أن تنتظر قليلا، وأنه سيحاول مساعدتها، وبالفعل ظلت الفتاة تنتظر لكنها كانت تشعر بالجوع، وفي نفس الوقت كان القزم الصغير يجهز مائدة كبيرة مليئة بالأطعمة المختلفة، فلم تستطيع الفتاة أن تمتلك نفسها وأقتربت من المائدة وبدأت في تناول الطعام الموجود.
أثناء تناولها للطعام سمعت الفتاة صوت عالي يقترب إلى المكان الموجودة به، فركضت الفتاة بعيدا لتختبئ، ووقتها قال القزم الصغير لقد حضر الغربان السبعة، وأقترب الغربان من طاولة الطعام التي احضرها القزم، لكنهم لاحظوا أن أحدا قد أكل من طعامهم، فتساءل الغربان من الذي أكل طعامنا ؟ .
وأثناء ما كان الغربان يتساءلون عن الشخص الذي أكل طعامهم، وجد واحد منهم الحلقة التي كانت مع الفتاة موجود بالقرب من الطبق، فقال لأخوانهم أنها أختنا، فصاح الجميع أنها يمكن أن تحولنا إلى بشر مرة أخرى، وعندما سمعت الفتاة هذا خرجت من المكان التي كانت تختبئ به لمقابلتهم، وفي تلك اللحظة نظر الغربان السبعة إليها بشدة، وبسبب تلك النظرة تحولوا مرة أخرى إلى بشر، وحينها أحتضن كل منهما الآخر، وشكروا أختهم كثيرا أنها لم تتركهم، وعاش الأبناء السبعة مع أختهم في سلام وسعادة.