الأحرف المقطعة في القرآن الكريم
الدكتور نايف سعيد الزهراني
الأحرف المقطعة يصح أن يراد بها: اسم لله أو اسم الله الأعظم أو اسم للقرآن أو اسم للسورة ونحو ذلك مماورد عن السلف واختاره ابن جرير وهو الصواب
والسؤال هنا: من أين قال السلف ذلك؟ الجواب من أحد وجهين:
الأول: أن العرب قد تجتزئ ببعض الكلام ولو بحرف منه إن كان معلوما للسامع مراد المتكلم به. قلنا لها قفى فقالت: قاف فالحرف المفرد له معنى في موضع، ولا معنى له في موضع آخر.
الثاني: اكتسبت تلك الأحرف معناها لما وضعت في ذلك السياق: "فواتح السور" فاحتملت كل المعاني التي قالها السلف وهو ما ألجم كفار العرب عن الاعتراض عليها في معانيها والمراد منها. وهذا مفتاح فهم الكلام والغفلة عنه توقع في شذوذ الأقوال .
القول بأن الأحرف المقطعة لا معنى لها. ينبغي هجره واستبعاده لأنه لايخلو أن يكون باطلا إن أريد به أنه لا معنى لها في نفسها ولافيما سيقت له أو يكون موهما لمعنى باطل إن أراد صاحبه أنه لا معنى لها في نفسها ولها معنى سيقت له. كما أن القول بأن: معناها لم يعرف في زمن السلف والأئمة وإنما عرف الآن. من أجهل الأقوال وأقلها فهما لكلام السلف وأئمة التفسير وفيه تجهيل لعلماء السلف من الصحابة والأئمة، وأين المشركون عن تلك الحجة في الاعتراض على القرآن بأن فيه ما لا معنى له مفهوم!
الأحرف المقطعة من كلام الله فليتق الله من يتكلم فيها برأيه بلاعلم أو يجهل علماء السلف والأئمة وليعلم أن من فسروها هم من فسروا القرآن كله .
كلام الصحابة في الأحرف المقطعة دليل أنها من العلم المدرك على سنن لسانهم وما يعهدونه في مخاطباتهم زمن التنزيل.وعدم اعتراض المشركين على الأحرف المقطعة دليل منهم على قبول معناها من ضمن ما سمعوه ولم يستنكروه مما قبل هذه الأحرف ومما بعدها.ونحن نعلم مواضع وقع اعتراض المشركين على ما فيها من الأحكام والأخبار، ولم تكن هذه الأحرف المقطعة منها، على كثرت ورودها في كتاب الله.
عن تغريدات الدكتور نايف سعيد الزهراني