قصة الملك ووزيره الثالث
يتشوق الأطفال كل ليلة لسماع قصص قبل النوم من آبائهم، ودائما يحاول الآباء البحث عن قصص هادفة ومثيرة، ليستفاد أطفالهم منها ويستمتعوا في نفس الوقت، فهي من القصص الأخلاقية الرائعة أيضا.
يحكى أنه منذ فترة طويلة من الزمن كان يعيش ملك ذكي، وهذا الملك كان يريد أن يعين رئيس لوزراء مملكته، فقرر أن يختبر حكمة وزرائه الثلاثة، بحيث يعين أحدهم رئيسا للوزراء.
بالفعل دعا الملك الذكي وزرائه ليحضروا في غرفته، وقال لهم، أريد من منكم أن تجلبوا أكبر عدد ممكن من الحيوانات الشابة في الغابة، فأنا أريدهم في حديقة الحيوانات الملكية، وكل واحد منكم لديه يوم واحد فقط لهذه المهمة، وبهذا أراد الملك الذكي أن يتحقق من ذكاء كل واحد منهم .
سرعان ما انطلق الوزراء الثلاثة بحثا عن الحيوانات الصغيرة، وذهبوا إلى أكبر عدد ممكن من الغابات، وبعد يوم واحد جلب الوزير الأول والثانى من أربعة إلى خمسة من الأفيال الصغيرة، واثنين من اشبال الدب، واثنين من اشبال النمر، بينما عاد الوزير الثالث خالى بدون أن يحضر أي حيوان معه، وتفاجأ الملك الذكي من حضور الوزير الثالث بدون أحضار أي حيوانات.
فسأل الملك وزيره الثالث لماذا حضرت خالى الوفاض بدون إحضار أي نوع من الحيوانات؟، فرد الوزير الثالث قائلا، أيها الملك صاحب السمو، هذه الحيوانات أصغر من أن تفصل عن أمهاتها، وفي الواقع فان أمهاتهم سوف يفتقدنهم أيضا بشكل مؤلم، ولم يكن لدي قلب للقيام بذلك، فابتسم الملك الذكي وعرف أنه قد وصل الوزير الحكيم الذي سوف يوليه منصب رئيس الوزراء.
قال الملك الذكى، أنا سعيد لأنك فكرت ودرست الأمر جيدا قبل أن تأتي بالحيوانات وتنفذ أوامرى، فأنا كنت أخطط لتعيين رئيسا للوزراء منكم، وحاولت أن اجرى عليكم اختبار بسيط حتى يتبين منكم من لديه حكمة، ويستطيع أن يقوم بمهام المنصب الجديد ويفيد بلدته، وفي نفس الوقت أعرب الملك الذكى تقديره للوزراء الآخرين، وأعلن أن الوزير الثالث هو الذي سيشغل منصب رئيس الوزراء في المملكة.