اليوم جمعهما القدر مرة أخرى لدقائق معدودة فى محطة القطار،
ولكن ليس من قبيل المصادفة بل عن موعد تواعدا عليه بعد أن اختار كلاهما البعد عن الآخر
إرضاءً لغروره ورضوخا لسلطان "العند" بداخل كل منهما.
"هو" ذلك الشاب الطيب العنيد ...تفيض عيناه ببراءة وصدق نادرين...
عيناه نافذتان مفتوحتان على ما بداخله وما يفكر فيه..
لا تستطيع عيناه أن تخفيا أبدا مشاعره وانفعالاته..
فإن أخبرتك عيناه شيئا فما عليك إلا أن تصدقهما فهما لا تكذبان أبدا.
"هى" تلك الفتاة الطيبة المجنونة...تلقائية الحديث والحركة....
حينما تراها معه كأنك ترى طفلة بريئة مبتهجة فى يوم العيد تقفز فرحا
دون أن تعبأ بما يمكن أن يقوله الناس عنها.
منذ سنوات قليلة عقدا العزم على الفراق...
كل منهما رأى أن الآخر قد أخطأ فى حقه
وأن الآخر لم يكن الشخص المناسب لاستكمال الحياة معه .
بحكم طفولة قلبها وبحكم طبيعة المرأة العاطفية كانت مترددة كثيرا فى هذا القرار
ولكنها تعلمت على يديه "العند" وعلمتها التجربة أنه كلما كانت مشاعرها أكثر صدقا واندفاعا
فإنها حين يصدمها إصرار الآخر على الفراق تصير هذه المشاعر المجروحة
هى من يلومها ويوبخها دائما إن فكرت للحظة فى الرجوع إلى الجنة التى لفظتها.
أما "هو" فدائما لا يسمح لنفسه بالندم على أى شىء...
حينما يباغته الندم وهو سائر فى طريقه
فإنه يدير وجهه عن هذا العابر غير المرحب به ,
فإن أصر "الندم" على ملاحقته لعله يظفر منه بدقيقة من وقته
فإنه يعطى الندم درسا قاسيا كفيلا بأن يجعله يقلع عن ملاحقته.
اليوم وبعد سنوات من الفراق تواعدا لدقائق ..
السبب الذى أعلنه كل منهما أمام نفسه كان متعلقا بأداء الواجب
وأداء حق العشرة والعيش والملح....
لم يشعر "هو" باللهفة أو أنه يحصى الدقائق منتظرا لحظة اللقاء المرتقبة
وربما هى الأخرى لم تكن كما كانت عند اقتراب أى لقاء بينهما فى الأيام الخوالى.
يبحث عنها بعينيه فى المكان المحدد لهذا اللقاء عند رصيف "3" ...
التقت عيونهما بعد غياب طويل...وكالعادة حينما تلتقى عيونهما تستيقظ سعادة غافية ...
تدب بها الحياة ....تنطلق ممسكة بيديهما حريصة على ألا تفلتهما هذه المرة.
لم يستطع أحدهما أن يخفى سعادته عن الآخر ولم يحاول أن يفعل...
كان اللقاء قصيرا جدا ....لكنه كان جميلا ....
تمنى "هو" ألا ينتهى اللقاء وأن تبقى معه وقتا أطول
وتمنت "هى" أن يتوقف الزمن فى هذه المحطة و لا يغادرها أبدا.
بادرته برجاء كان يتوقعه منها: أرجوك غير وجهتك...
اركب معى قطارى.
ابتسم لها فى ود قائلا: إن فاتنى هذا القطار سوف ترتبك كل ترتيباتى فى العمل.
اقترب موعد قطاره ..فنظر إليها متمنيا أن تقبل فكرته قائلا: -
تعالى معى ...غيرى وجهتك ...افعليها أنت
نظرت إليه وابتسمت قائلة : للأسف صعب.
كان قلبها فى هذه الأثناء كالطفل الذى يتوق إلى شىء
فيظل يجذب طرف ثوب أمه كى تسمع رجاءه وتستجيب لإلحاحه.
ركب "هو" قطاره ولازال يرجوها أن تطلق العنان لجنونها كما اعتاد منها...
تمنى أن تقبل فكرته بينما ظلت هى لآخر لحظة ترجوه أن يترك قطاره ليعود معها على قطارها.
أبى القطار أن يرق لحالهما...وأخذ يجر عجلاته ببطء ...جن جنونهما ..
تعانقت عيونهما بحرارة .. يتساءلان هل من لقاء قريب !..
هل سوف ننتظر سنوات أخرى !
ثم انطلق القطار بسرعة ليغادر المحطة تاركا خلفه فى هذا المكان أطلال لحظات سعيدة.
ولكن ليس من قبيل المصادفة بل عن موعد تواعدا عليه بعد أن اختار كلاهما البعد عن الآخر
إرضاءً لغروره ورضوخا لسلطان "العند" بداخل كل منهما.
"هو" ذلك الشاب الطيب العنيد ...تفيض عيناه ببراءة وصدق نادرين...
عيناه نافذتان مفتوحتان على ما بداخله وما يفكر فيه..
لا تستطيع عيناه أن تخفيا أبدا مشاعره وانفعالاته..
فإن أخبرتك عيناه شيئا فما عليك إلا أن تصدقهما فهما لا تكذبان أبدا.
"هى" تلك الفتاة الطيبة المجنونة...تلقائية الحديث والحركة....
حينما تراها معه كأنك ترى طفلة بريئة مبتهجة فى يوم العيد تقفز فرحا
دون أن تعبأ بما يمكن أن يقوله الناس عنها.
منذ سنوات قليلة عقدا العزم على الفراق...
كل منهما رأى أن الآخر قد أخطأ فى حقه
وأن الآخر لم يكن الشخص المناسب لاستكمال الحياة معه .
بحكم طفولة قلبها وبحكم طبيعة المرأة العاطفية كانت مترددة كثيرا فى هذا القرار
ولكنها تعلمت على يديه "العند" وعلمتها التجربة أنه كلما كانت مشاعرها أكثر صدقا واندفاعا
فإنها حين يصدمها إصرار الآخر على الفراق تصير هذه المشاعر المجروحة
هى من يلومها ويوبخها دائما إن فكرت للحظة فى الرجوع إلى الجنة التى لفظتها.
أما "هو" فدائما لا يسمح لنفسه بالندم على أى شىء...
حينما يباغته الندم وهو سائر فى طريقه
فإنه يدير وجهه عن هذا العابر غير المرحب به ,
فإن أصر "الندم" على ملاحقته لعله يظفر منه بدقيقة من وقته
فإنه يعطى الندم درسا قاسيا كفيلا بأن يجعله يقلع عن ملاحقته.
اليوم وبعد سنوات من الفراق تواعدا لدقائق ..
السبب الذى أعلنه كل منهما أمام نفسه كان متعلقا بأداء الواجب
وأداء حق العشرة والعيش والملح....
لم يشعر "هو" باللهفة أو أنه يحصى الدقائق منتظرا لحظة اللقاء المرتقبة
وربما هى الأخرى لم تكن كما كانت عند اقتراب أى لقاء بينهما فى الأيام الخوالى.
يبحث عنها بعينيه فى المكان المحدد لهذا اللقاء عند رصيف "3" ...
التقت عيونهما بعد غياب طويل...وكالعادة حينما تلتقى عيونهما تستيقظ سعادة غافية ...
تدب بها الحياة ....تنطلق ممسكة بيديهما حريصة على ألا تفلتهما هذه المرة.
لم يستطع أحدهما أن يخفى سعادته عن الآخر ولم يحاول أن يفعل...
كان اللقاء قصيرا جدا ....لكنه كان جميلا ....
تمنى "هو" ألا ينتهى اللقاء وأن تبقى معه وقتا أطول
وتمنت "هى" أن يتوقف الزمن فى هذه المحطة و لا يغادرها أبدا.
بادرته برجاء كان يتوقعه منها: أرجوك غير وجهتك...
اركب معى قطارى.
ابتسم لها فى ود قائلا: إن فاتنى هذا القطار سوف ترتبك كل ترتيباتى فى العمل.
اقترب موعد قطاره ..فنظر إليها متمنيا أن تقبل فكرته قائلا: -
تعالى معى ...غيرى وجهتك ...افعليها أنت
نظرت إليه وابتسمت قائلة : للأسف صعب.
كان قلبها فى هذه الأثناء كالطفل الذى يتوق إلى شىء
فيظل يجذب طرف ثوب أمه كى تسمع رجاءه وتستجيب لإلحاحه.
ركب "هو" قطاره ولازال يرجوها أن تطلق العنان لجنونها كما اعتاد منها...
تمنى أن تقبل فكرته بينما ظلت هى لآخر لحظة ترجوه أن يترك قطاره ليعود معها على قطارها.
أبى القطار أن يرق لحالهما...وأخذ يجر عجلاته ببطء ...جن جنونهما ..
تعانقت عيونهما بحرارة .. يتساءلان هل من لقاء قريب !..
هل سوف ننتظر سنوات أخرى !
ثم انطلق القطار بسرعة ليغادر المحطة تاركا خلفه فى هذا المكان أطلال لحظات سعيدة.