إفشاء السلام: الكنز العظيم والأجر الكريم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
إفشاء السلام من صنائع الخير العظيمة، ولقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على إفشاء السلام والبدء بالسلام
في أحاديث نبوية كريمة؛ رَوى أبو داود عن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إنَّ أولى الناسِ باللهِ من بدأهم بالسلامِ»، والحديث صحَّحه الألباني، وهذا شرف عظيم يسارع المسلم إليه فلا يسابقه
أحد في المبادرة بإلقاء السلام، ويقتنص الفرص لإلقاء السلام على المارة من المسلمين في كل مكان.
روى الترمذي أنَّ رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «السلام عليكم، قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: عشرٌ
وجاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عشرون، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثون» والحديث صحَّحه الألباني، وفي هذا الحديث الشريف يجب أن ندرك العاقبة الحسنى للحرص
على إلقاء السلام كاملا؛ ثلاثون حسنة في كل مرة نلقي فيها السلام، ولو أدرك المسلم ما يفوته من الأجر يوميا لتحسر على ذلك
قد يقابل المسلم يوميا ما يقارب من مائة مسلم من جيرانه وزملائه في العمل والمارة ممن يقابلهم يوميا عند قضاء حوائجه.
السعي لإلقاء السلام كاملا على كل من نقابلهم هو نهر مستمر من الخيرات؛ فلو ثابر المسلم على إلقاء السلام كاملا على مائة مسلم يوميا
يحصل على ثلاثة آلاف حسنة يوميا، وفي الشهر تسعين ألف حسنة، ويؤدي هذا الأمر إلى القرب من الله تعالى، واكتساب
أجورا عظيمة نحن في أشد الحاجة إليها. أخي الكريم: اسع لإلقاء السلام كاملا عند ركوبك وسائل المواصلات، وعند قيامك
بالشراء من البائع، وعند ذهابك للعمل، وألق السلام كاملا على المارة من المسلمين من عرفت منهم ومن لم تعرف
وفي كل مرة تحصل بفضل الله جل جلاله على ثلاثين حسنة! وقم بإحياء هذه السنة الكريمة بتبليغها للغير فتنال أجر
الدلالة على الخير، ويتضاعف رصيد الطاعات، وتتحصل على رافد عذب من الحسنات.
طريق الإسلام