ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا
إن الكذب بوابة واسعة من ولج منها لا يجد إلا منظراً كئيباً وخراباً شاسعاً تنبعث منه الرائحة الكريهة التي تزكم الأنوف وتعافها النفس السوية، فالكذب أصل كل شر صغيراً كان أو كبيراً، فالكاذب لا يتورع عن اتباع الشهوات وارتكاب الموبقات ليقينه أن الحل في يده (ما فعلت، ما قلت، ما رأيت، ما سمعت، لم يحدث ذلك... إلخ)، وغير ذلك كثير من الطرق الملتوية والحيل الشيطانية.
والكذب أيضاً يكون سبباً في نقض العهود وعدم احترام المواثيق، كما يكون سبباً في ترويج الإشاعات وتجريح الشخصيات وقطع العلاقات فيتحول الحق إلى ضلال والكذب إلى حقائق ومُسلمات فتضيع الحقوق وتهدر الكرامات.
• إن أبشع أنواع الكذب هو الكذب على الله ورسوله. قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الأنعام: 21]. وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: سمعتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: " إنَّ كذبًا عليَّ ليس ككذِبٍ على أَحَدٍ، من كذبَ عليَّ متعمدًا فليتبوَّأْ مقعدَهُ من النارِ..." (رواه البخاري).
• إن الكاذب إنسان ضعيف الإرادة ضعيف الحُجَّة ضعيف الخلق ضعيف الصلة بالله تعالى لا يقوى على المواجهة ولا يقوى على أن يتحمل نتيجة أفعاله فيجد في الكذب ضالته ظناً منه أن فيه الخلاص ولكنه كمن يشرب من الماء المالح لا يرتوي منه أبداً أو كمن يلف الحبل حول رقبته فيشنق به نفسه من حيث لا يدري. قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴾ [النحل: 105].
أولاً: تعريف الكذب ودواعيه: جاء في لسان العرب لابن منظور رحمه الله: " الكَذِب نقيض الصِّدْقِ، كَذَبَ يَكْذِبُ كَذِبًا وكِذْبًا. فهو كَاذِب وكَذَّاب وكَذُوب، تقول: كذَّبت الرجل، إذا نسبته إلى الكذب، وأكْذَبتُه إذا أخبرت أن الذي يحدث به كذب ".
• وجاء في شرح الإمام النووي رحمه الله: " الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو، عمدًا كان أو سهوًا، سواء كان الإخبار عن ماض أو مستقبل ".
• ومن مرادفات الكذب: الزُّور، والتَّخرُّص، والإفك، والباطل، والفند، والانتحال، والبَهتان.... إلخ.
• وأما عن دواعي الكذب، قال الماوردي رحمه الله: " وأما دواعي الكذب فمنها: اجتلاب النفع واستدفاع الضر، فيرى أن الكذب أسلم وأغنم، فيرخص لنفسه فيه اغترارًا بالخدع، واستشفافًا للطمع. وربما كان الكذب أبعد لما يؤمِّل، وأقرب لما يخاف؛ لأنَّ القبيح لا يكون حسنًا، والشر لا يصير خيرًا. وليس يجنى من الشوك العنب ولا من الكرم الحنظل... ".
ثانياً: ذكر الكذب في القرآن الكريم: لقد حفل القرآن الكريم بالعديد من الآيات المباركات التي تحذر من آفة الكذب بداية من الكذب على الله ورسوله، مروراً بالكذب على العباد انتهاءً بالتحذير من مغبة مخالطة أهل الكذب والتحذير من مآل الكاذبين.
أ) بيَّن الله تعالى أنه لا أحد أظلم ممن يفتري على الله الكذب: قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الأنعام: 21].
2 - قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [الأنعام: 93].
3 - قال تعالى: ﴿... فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنعام: 144].
4 - قال تعالى: ﴿... فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ * هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ﴾ [الأنعام:157، 158].
5 - قال تعالى: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴾ [الأعراف: 37].
6 - قال تعالى: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يونس: 17].
7 - قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 18].
8 - قال تعالى: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ﴾ [الزمر: 32].
9 - قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ﴾ [العنكبوت: 68].
10 - قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الصف: 7].
11 - قال تعالى: ﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [المائدة: 103].
12 - قال تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ * وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ ﴾ [يونس: 59، 60].
13 - قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 78].
14 - قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴾ [النحل 105].
ب) تكذيب الرسل من الافتراء الذي حذر الله تعالى منه: قال تعالى: ﴿ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [الأعراف: 66].
2 - قال تعالى: ﴿ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ﴾ [هود: 27].
3 - قال تعالى: ﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [الشعراء: 185، 186].
4 - قال تعالى: ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [القصص: 38].
5 - قال تعالى: ﴿ وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾ [فاطر: 4].
6 - قال تعالى: ﴿ وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ ﴾ [فاطر: 25].
7 - قال تعالى: ﴿ وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴾ [ص: 4].
8 - قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴾ [غافر: 23، 24].
9 - قال تعالى: ﴿ فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ * أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ ﴾ [القمر: 24، 25].
ج) حذر الله تعالى من اتباع من يفتري على الله الكذب: قال تعالى: ﴿ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأنعام: 150].
2 - قال تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [يونس: 95].
د) حرم الله تعالى شهادة الزور وجعلها من أكبر الكبائر: قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ [الحج: 30].
2 - قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ [الفرقان: 72].
هـ) توعد الله تعالى من يكذب بآياته بالعذاب في الدنيا والآخرة: قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 39].
2 - قال تعالى: ﴿ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [آل عمران: 11].
3 - قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾ [المائدة: 10].
4 - قال تعالى: ﴿ وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [الأنعام: 27، 28].
5 - قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الأنعام: 39].
6 - قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ [الأنعام: 49].
7 - قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأعراف: 40].
8 - قال تعالى: ﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ ﴾ [الأعراف: 64].
9 - قال تعالى: ﴿ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 72].
10 - قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].
11 - قال تعالى: ﴿ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 136].
12 - قال تعالى: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 146، 147].
13 - قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾ [الأعراف: 182، 183].
14 - قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾ [يونس: 69].
15 - قال تعالى: ﴿ فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ ﴾ [يونس: 73].
16 - قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النحل: 116، 117].
17 - قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [الحج: 57].
18 - قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا * فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا * وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الفرقان: 35 - 37].
19 - قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ ﴾ [النمل: 83 - 85].
20 - قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ﴾ [الروم: 16].
21 - قال تعالى: ﴿ وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴾ [سبأ: 45].
22 - قال تعالى: ﴿... إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾ [الزمر: 3].
23 - قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [الزمر: 60].
24 - قال تعالى: ﴿ وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾ [غافر: 28].
25 - قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ﴾ [غافر: 70 - 72].
26- قال تعالى: ﴿ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ * يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ * ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴾ [الذاريات: 10 - 14].
27 - قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ * كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 41، 42].
28 - قال تعالى: ﴿... وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾ [المائدة: 10].
29 - قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [المجادلة: 14، 15].
30 - قال تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الجمعة: 5].
31 - قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [التغابن: 10].
32 - قال تعالى: ﴿ فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾ [القلم: 44، 45].
33 - قال تعالى: ﴿ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآبًا * لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا * إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا ﴾ [النبأ: 21 - 28].
• بعد استعراض هذه الآيات المباركات نجد أن الله تعالى ما ترك شاردة ولا واردة إلا بينها وجلاها لكي لا يكون للناس حُجة على الله تعالى.
ثالثاً: ذكر الكذب في السنة النبوية المطهرة: من ينظر للسنة النبوية المطهرة في هذا الجانب يجد أن الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم قد أحاط موضوع الكذب من كل جوانبه وفي العلاقات كلها وسد الثغرات المؤدية إلى هذه الآفة سداً منيعاً حِفاظاً على المجتمع المسلم الذي كانت أولى ملامحه الصدق والأمانة. عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: " لما نزَلَتْ: وأنذر عشيرتك الأقربين صَعَدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على الصَّفا، فجَعَل يُنادي: يا بني فِهْرٍ، يا بني عَدِيٍّ، لبطونِ قريشٍ، حتى اجتمعوا، فجَعَلَ الرجلُ إذا لم يَسْتَطِعْ أن يَخْرُجَ أَرَسَلَ رسولًا؛ ليَنْظُرَ ما هو، فجاءَ أبو لهبٍ وقريشٌ، فقال: أَرَأَيْتَكم لو أَخْبَرْتُكم أن خيلًا بالوادي تريدُ أن تُغِيرَ عليكم أَكُنْتُم مُصَدِّقِيَّ؟ قالوا: نعم، ما جَرَّبْنَا عليك إلا صدقًا. قال: فإني نذيرٌ لكم بينَ يَدَيْ عذابٍ شديدٍ. فقال أبو لهبٍ: تبًّا لك سائرَ اليومِ، أَلِهذا جَمَعْتَنَا! فنزَلَتْ: تبت يدا أبي لهب وتب. ما أغنى عنه ماله وما كسب " (رواه البخاري).
♦ ونذكر هنا بعض ما ورد من أحاديث في هذا الجانب:-
1- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عليكم بالصِّدقِ. فإنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البرِّ. وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّةِ. وما يزالُ الرَّجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ صِدِّيقًا. وإيَّاكم والكذِبَ. فإنَّ الكذِبَ يهدي إلى الفجورِ. وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النَّارِ. وما يزالُ الرَّجلُ يكذِبُ ويتحرَّى الكذِبَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ كذَّابًا ". وفي روايةٍ: بهذا الإسنادِ. ولم يُذكرْ في حديثِ عيسَى ويتحرَّى الصِّدقَ. ويتحرَّى الكذبَ. وفي حديثِ ابنِ مسهرٍ حتَّى يكتُبَه اللهُ " (رواه مسلم).
2- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ الصِّدقَ برٌّ. وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّةِ. وإنَّ العبدَ ليتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ صدِّيقًا. وإنَّ الكذبَ فجورٌ. وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النَّارِ. وإنَّ العبدَ ليتحرَّى الكذِبَ حتَّى يُكتبَ كذَّابًا " (رواه مسلم).
3- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إياكمْ والكذبَ؛ فإنَّ الكذبَ يهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النارِ، وإنَّ الرجلَ ليكذبُ ويتحرَّى الكذبَ حتى يُكتب عندَ اللهِ كذَّابًا؛ وعليكمْ بالصدقِ، فإنَّ الصدقَ يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنةِ، وإنَّ الرجلَ ليصدقُ ويتحرَّى الصدقَ حتى يُكتب عندَ اللهِ صدِّيقًا " (صححه الألباني).
4- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ الكذِبَ لا يَصلُحُ منه جدٌّ ولا هزلٌ ولا أن يعِدَ الرَّجلُ ابنة ثم لا يُنجزُ له إنَّ الصِّدقَ يَهْدي إلى البرِّ وإنَّ البرَّ يَهْدي إلى الجنَّةِ وإنَّ الكذِبَ يَهْدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفجورَ يَهْدي إلى النَّارِ إنَّهُ يقالُ للصَّادقِ: صدقَ وبرَّ، ويقالُ للكاذبِ: كَذبَ وفجرَ وإنَّ الرَّجلَ ليصدقُ حتَّى يُكْتبَ عندَ اللَّهِ صِدِّيقًا أو يَكْذبَ حتَّى يُكْتبَ عندَ اللَّهِ كَذَّابًا " (رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد على شرط الشيخين).
5 – عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر إذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر " (رواه ابن حزم في المحلى).
6 – عن عبدالله بن عمرو و أبي هريرة و أنس بن مالك رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه فهو مُنافِقٌ، وإنْ صامَ وصلَّى، وقال: إنِّي مُسلمٌ: مَنْ إذا حدَّثَ كَذَبَ، و إذا وعَدَ أخْلفَ، وإذا ائْتُمن خانَ " صححه الألباني).
7- عن عائشةُ أم المؤمنين رضيَ اللَّهُ عنها قالت: " ما كانَ من خُلقٍ أشدَّ على أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ منَ الكذِبِ ولقَد كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يطَّلعُ على الرَّجلِ من أصحابِهِ على الكذبِ فما ينجَلي من صَدرِهِ حتَّى يعلمَ أنَّهُ قد أحدثَ توبةً للَّهِ عزَّ وجلَّ منها " (رواه العراقي في تخريج الإحياء).
8- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهمْ اللهُ يومَ القِيامةِ ولا يُزَكِّيهِمْ (قال أبُو مُعاوِيَةَ: ولا يَنظُرُ إليهِمْ) ولَهُمْ عذابٌ ألِيمٌ: شَيْخٌ زانٍ. ومَلِكٌ كذَّابٌ. وعائِلٌ مُستَكْبِرٌ " (رواه مسلم).
9- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: " جاء أعرابيٌّ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ، ما الكبائرُ؟ قال: (الإشراكُ باللهِ). قال: ثم ماذا؟ قال: (ثم عقوقُ الوالدَينِ). قال: ثم ماذا؟ قال: (اليمينُ الغموسُ). قلتُ: وما اليمينُ الغموسُ؟ قال: (الذي يقتطعُ مالَ امرئٍ مسلمٍ، هو فيها كاذبٌ) " (رواه البخاري).
10- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهم اللهُ يومَ القيامةِ، ولا ينظرُ إليهم: رجلٌ حلف على سلعةٍ: لقد أعطى بها أكثرَ مما أعطى وهو كاذبٌ، ورجلٌ حلف على يمينٍ كاذبةٍ بعد العصرِ ليقتطعَ بها مالَ امرئٍ مسلمٍ، ورجلٌ منع فضلَ ماءٍ، فيقول اللهُ يومَ القيامةِ: اليوم أمنعُك فضْلِي كما منعتَ فضلَ ما لم تعمل يداكَ " (رواه البخاري).
11- عن صفوان بن سليم رضي الله عنه قال: قيل لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيكونُ المؤمِنُ جَبانًا؟ قال: نَعَمْ، فقيل: أيكونُ المؤمِنُ بَخيلًا؟ قال: نَعَمْ، فقيل له: أيكونُ المؤمِنُ كَذَّابًا؟ قال: لا " (رواه ابن عبد البر في التمهيد).
12- عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من حلفَ بملةٍ سوى الإسلامِ كاذبًا متعمدًا فهو كما قال. ومن قتل نفسَه بشيءٍ عذّبَه اللهُ به في نارِ جهنمَ. هذا حديث سفيان. وأما شعبة فحديثُه أن رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال: من حلف بملةٍ سوى الإسلامِ كاذبًا فهو كما قال. ومن ذبح نفسَه بشيءٍ ذُبحَ به يومَ القيامةِ " (رواه مسلم).
13- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مَن حلَف يَمينًا كاذِبًا، لِيَقْطع مالَ رجلٍ - أو قال أخيهِ - لَقيَ اللَّهَ وهو عليهِ غَضْبانُ). وأنزل الله تصديقَ ذلك في القرآن: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا ﴾ [آل عمران: 77]. الآية، فَلَقِيَنِي الأَشْعَثُ فقال: ما حَدَّثَكُم عبدُ اللَّهِ اليومَ؟ قُلْت: كذا وكذا، قال:فيَّ أُنْزِلَتْ " (رواه البخاري).
14- عن عبدالله بن سلام رضي الله عنه قال: " لَمَّا قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم المدينةَ انجَفَل الناسُ إليه وقيل قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فجِئْتُ في الناسِ لِأَنْظُرَ إليه فلما استَثْبَتُّ وجهَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عَرَفْتُ أن وجهَه ليس بوجهِ كذابٍ وكان أَوَّلُ شيءٍ تكلم به أن قال أَيُّها الناسُ أَفْشُوا السلامَ، وأَطْعِمُوا الطعامَ، وصَلُّوا والناسُ نِيَامٌ، تَدْخُلوا الجنةَ بسَلَامٍ " (رواه الترمذي). * انجفل: أسرع.
15- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: " رجلُ قذف امرأتًه، فقال: فَرَّقَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بين أخويْ بني العجلان، وقال: اللهُ يعلمُ أن أحدَكما كاذبٌ، فهل منكما من تائبٍ؟ فأبيا، وقال: اللهُ يعلمُ أن أحدَكما كاذبٌ، فهل منكما من تائبٍ؟ فأبيا، فقال: اللهُ يعلمُ أن أحدَكما كاذبٌ، فهل منكما من تائبٍ، فأبيا، فَفَرَّقَ بينهما " (رواه البخاري).
16- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: " بينما أنا أَمْشِي مع ابنِ عمرَ رضي الله عنهما آَخِذٌ بيدِه؛ إذ عَرَضَ رجلٌ فقال: كيف سَمِعْتَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في النَّجْوى؟ فقال: سمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: إن اللهَ يُدْنِي المؤمنَ، فيَضَعُ عليه كنفَه ويَسْتُرُه، فيقولُ: أتَعْرِفُ ذنبَ كذا: أَتَعْرِفُ ذنبَ كذا؟ فيقول: نعم. أَيْ ربِّ، حتى إذا قرَرَّه بذنوبِه، ورأى في نفسِه أنه هلَكَ، قال: ستَرْتُها عليك في الدنيا، وأنا أغفِرُها لك اليوم، فيُعْطَى كتابُ حسناتِه. وأما الكافرُ والمنافقُ، فيقولُ الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين " (رواه البخاري).
17- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: " انطلق سعد بن معاذ معتمراً، قال: فنزل على أمية بن خلف أبي صفوان، وكان أمية إذا انطلق إلى الشأم فمر بالمدينة نزل على سعد، فقال أمية لسعد: انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت فطفت، فبينا سعد يطوف إذا أبو جهل، فقال: من هذا الذي يطوف بالكعبة؟ فقال سعد: أنا سعد، فقال أبو جهل: تطوف بالكعبة آمنا، وقد آويتم محمد وأصحابه؟ فقال: نعم، فتلاحيا بينهما، فقال أمية لسعد: لا ترفع صوتك على أبي الحكم، فإنه سيد أهل الوادي، ثم قال سعد: والله لئن منعني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشام. قال فجعل أمية يقول لسعد: لا ترفع صوتك، وجعل يمسكه، فغضب سعد فقال: دعنا عنك، فإني سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم يزعم أنه قاتلك، قال: إياي؟ قال: نعم، قال: والله ما يكذب محمد إذا حدث، فرجع إلى امرأته، فقال: أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي، قالت: وما قال؟ قال: زعم أنه سمع محمدا يزعم أنه قاتلي، قالت: فوالله ما يكذب محمد، قال: فلما خرجوا إلى بدر، وجاء الصريخ، قالت له امرأته: أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي، قال: فأراد أن لا يخرج، فقال له أبو جهل: إنك من أشراف الوادي فسر يوما أو يومين، فسار معهم، فقتله الله " (رواه البخاري).
18- عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: " لمَّا قتلَ الحجَّاجُ بنُ يوسفَ عبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيْرِ دخلَ الحجَّاجُ على أسماءَ بنتِ أبي بَكْرٍ، فقالَ لَها: يا أمَّة، إنَّ أميرَ المؤمنينَ أوماني بِكِ، فَهَل لَكِ من حاجةٍ؟ فقالت: لستُ لَكَ بأمٍّ ولَكِنِّي أمُّ المصلوبِ على رأسِ الثَّنيَّةِ، وما لي مِن حاجةٍ، ولَكِنِ انتظر حتَّى أحدِّثَكَ بما سَمِعْتُ منَ رسولِ اللَّهِ، سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: يخرجُ من ثقيفٍ كذَّابٌ ومبيرٌ، فأمَّا الكذَّابُ فقد رَأيناهُ، وأمَّا المبيرُ فأنتَ، فقالَ الحجَّاجُ: مُبيرُ المُنافقينَ! " (رواه البيهقي في دلائل النبوة).
• الكذاب كان المختار بن أبي عبيد، وكان يتشيع وينتصر للحسين.
• المبير: الذي يسفك الدماء، ويعتدي على الناس، ويظلمهم ومنهم الحجاج بن يوسف الثقفي.
19- عن عروة بن الزبير رضي الله عنه أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالتْ له، وهو يسألها عن قول الله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ ﴾ [يوسف: 110]. قال: قُلْت: أكُذِبوا أم كُذِّبوا؟ قالتْ: عائِشةُ: كُذِّبوا، قُلْت: فقَدِ استَيقَنوا أنَّ قَومَهُم كَذَّبوهُم فما هو بالظَّنِّ؟ قالتْ: أجَل لَعَمري لقدِ استَيقَنوا بذلك، فقلتُ لها: وظنُّوا أنهم قد كُذِبوا، قالتْ: مَعاذَ اللهِ، لم تكُنِ الرسلُ تظُنُّ ذلك بربِّها، قلتُ: فما هذه الآيةُ؟ قالتْ: هم أتباعُ الرسلِ الذينَ آمَنوا بربِّهم وصدَّقوهم، فطال عليهمُ البَلاءُ واستَأخَر عنهمُ النصرُ، حتى إذا استَيأَس الرسلُ ممن كذَّبهم من قَومِهم، وظنَّتِ الرسلُ أنَّ أتباعَهم قد كذَّبوهم، جاءهم نصرُ اللهِ عِندَ ذلك " (رواه البخاري).
20- عن تميم بن حذلم رضي الله عنه قال: " قَرَأْتُ علَى عبدِ اللهِ القرآنَ فلم يأخُذْ علَيَّ إلَّا حَرْفَيْنِ قلْتُ: ﴿ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ﴾ [النمل: 87] قال: ﴿ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ﴾ [النمل: 87] وقلْتُ: ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا ﴾ [يوسف: 110] قال: ﴿ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا ﴾ [يوسف: 110] " (رواه الهيثمي في مجمع الزوائد).
21- عنِ ابنِ عباسٍ رضي الله عنه في هذه الآيةِ ﴿ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا ﴾ [يوسف: 110] قال: آيسَ الرسلُ من إيمانِ قومِهم، وظن قومُهم أنَّ الرسلَ كُذِبوا " (رواه ابن حجر العسقلاني في فتح الباري).
22- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " لما فُتِحَتْ خَيْبَرَ، أُهْدِيَتْ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شاةٌ فيها سُمٌّ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: اجمَعوا لي مَن كان ها هنا مِن اليهودِ. فجمعوا له، فقال لهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إني سائلُكم عن شيءٍ، فهل أنتم صادقي عنه؟ فقالوا: نعم يا أبا القاسمِ. فقال لهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَن أبوكم؟ قالوا: أبونا فلانٌ. فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كذَبْتُم، بل أبوكم فلانٌ. فقالوا: صَدَقْتَ وبَرَرْتَ. فقال: هل أنتم صادقي عن شيءٍ إن سألتُكم عنه؟ فقالوا: نعم يا أبا القاسمِ، وإن كذَبْناك عَرَفْتَ كَذِبَنا كما عَرَفْتَه في أبينا، قال لهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَن أهلُ النارِ؟ فقالوا: نكونُ فيها يسيرًا، ثم تَخْلُفُوننا فيها. فقال لهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: اخسؤوا فيها، والله لا نَخْلُفُكم فيها أبدًا. ثم قال لهم: فهل أنتم صادقي عن شيءٍ إن سألتُكم عنه؟ قالوا: نعم. فقال: هل جَعَلْتُم في هذه الشاةِ سُمًّا؟ فقالوا: نعم. فقال: ما حَمَلَكم على ذلك؟ فقالوا: أَرَدْنا إن كنتَ كَذَّابًا نستريحُ منك، وإن كنتَ نبيًّا لم يَضُرَّك " (رواه البخاري).
23- عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: " شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر رضي الله عنه، فعزله واستعمل عليهم عمارا، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل اليه فقال: يا أبا إسحق إن هؤلاء يزعمون انك لا تحسن تصلي؟ قال أبو إسحق: أما أنا، والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرم عنها، أصلي صلاة العشاء، فأركد في الاولين، وأخف في الأخريين. قال: ذاك الظن بك يا أبا إسحق. فأرسل معه رجلا، أو رجالا، إلى الكوفة، فسأل عنه أهل الكوفه، ولم يدع مسجدا إلا سأل عنه، ويثنون معروفا، حتى دخل مسجدا لبني عبس، فقام رجل منهم، يقال له أسامة بن قتادة، يكنى أبا سعدة، قال: أما إذ نشدتنا، فإن سعدا كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية. قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا، قام رياء وسمعة، فأطل عمره، واطل فقره، وعرضه بالفتن. وكان بعد إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد. قال عبد الملك: فأنا رأيته بعد، قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن " (رواه البخاري).
24 – عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: سمعتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: " إنَّ كذبًا عليَّ ليس ككذِبٍ على أَحَدٍ، من كذبَ عليَّ متعمدًا فليتبوَّأْ مقعدَهُ من النارِ، سمعتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: من نِيحَ عليهِ يُعَذَّبُ بما نِيحَ عليهِ " (رواه البخاري).
25 – عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من تحلَّمَ بحلمٍ لم يرَهُ كُلِّفَ أن يعقدَ بين شعيرتيْنِ، ولن يفعل، ومن استمع إلى حديثِ قومٍ، وهم له كارهون، أو يفرُّون منه، صُبَّ في أذنِه الآنكُ يومَ القيامةِ.." (رواه البخاري).
• كُلّف أن يعقد بين شعيرتين.. أي: يُكلف أن يعقد حبتي شعير يوم القيامة، وهذا غير ممكن مهما حاول وتحايل، وهذا نوع عذاب.
• قال صاحب كتاب تحفة الأحوذي – رحمه الله - عن الحكمة من هذا العذاب: فإن قيل إن كذب الكاذب في منامه لا يزيد على كذبه في يقظته، فلم زادت عقوبته ووعيده وتكليفه عقد الشعيرتين؟ قيل: قد صح الخبر أن الرؤيا الصادقة جزء من النبوة، والنبوة لا تكون إلا وحياً، والكاذب في رؤياه يَّدعي أن الله تعالى أراه ما لم يره، وأعطاه جزءاً من النبوة لم يعطه إياه، والكاذب على الله تعالى أعظم فرية ممن كذب على الخلق أو على نفسه.
26 – عن نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ألا أنبِّئُكم بأَكبَرِ الكبائرِ. قُلنا: بلَى يا رسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشراكُ باللَّهِ، وعقوقُ الوالدينِ - وَكانَ متَّكِئًا فجلسَ فقالَ - ألا وقولُ الزُّورِ وشَهادةُ الزُّورِ، ألا وقولُ الزُّورِ وشَهادَةُ الزُّورِ. فما زالَ يقولُها، حتَّى قلتُ: لا يسكتُ " (رواه البخاري).
27 – عن نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة رضي الله عنه قال: " كُنَّا عندَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم فقال: ألا أنَبِّئُكم بأكبرِ الكبائرِ؟ (ثلاثًا) الإشراكُ باللَّهِ، وعقوقُ الوالدينِ، وشهادَةُ الزُّورِ، (أو قولُ الزُّورِ) وكان رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم متَّكِئًا فجلَسَ. فما زال يكرِّرُها حتَّى قُلنا: ليتَهُ سكَتَ " (رواه مسلم).
28 – عن خريم بن فاتك الأسدي رضي الله عنه قال: " صلَّى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ صلاةَ الصُّبحِ فلمَّا انصرفَ قامَ قائمًا وقالَ: " عدلت شهادةُ الزُّورِ بالإشراكَ باللَّهِ ثلاثَ مرَّاتٍ. ثمَّ قرأَ (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيرَ مُشْرِكِينَ بِهِ) " (رواه ابن حجر العسقلاني في تخريج مشكاة المصابيح وقال حديث حسن).
29 – عن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس الكذَّابُ الَّذي يُصلحُ بين النَّاسِ، ويقولُ خيرًا ويُنمي خيرًا ". قال ابنُ شهابٍ: " ولم أسمعْ يرخِّصُ في شيءٍ ممَّا يقولُ النَّاسُ كذِبٌ إلَّا في ثلاثٍ: الحربُ، والإصلاحُ بين النَّاسِ، وحديثُ الرَّجلِ امرأتَه وحديثُ المرأةِ زوجَها " (رواه مسلم) وفي روايةٍ: بهذا الإسنادِ. إلى قولِه ونمَّى خيرًا ولم يذكرْ ما بعدَه.
30 – عن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إِنَّ بين يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابينَ فَاحْذَرُوهُمْ " (صححه الألباني).
31 – عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " سيَكونُ في آخرِ أمَّتي أناسٌ يحدِّثونَكم ما لَم تسمعوا أنتُم ولا آباؤُكم. فإيَّاكُم وإيَّاهُم " (رواه مسلم).
32 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يكونُ في آخِرِ الزمانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ. يأتونَكم من الأحاديثِ بما لم تَسْمَعُوا أنتم ولا آباؤُكم. فإيَّاكم وإيَّاهم. لا يُضِلُّونَكم ولا يَفْتِنُونَكم " (رواه مسلم).
33 – عن مطرف بن عبدالله بن الشخير رضي الله عنه قال: " صحبتُ عمرانَ بنَ حصينٍ من الكوفةِ إلى البصرةِ فما أتى علينا يومٌ إلا أنشدنا فيهِ شعرًا وقال إنَّ في المعاريضِ مندوحةٌ عن الكذبِ " (رواه ابن جرير الطبري). "المعاريض: تجميل الكلام وتزيينه".
• جاء في غريب المعاني لأبي عبيد رحمه الله قال: " والمعاريض أن يريد الرجل أن يتكلم الرجل بالكلام الذي إن صرح به كان كذبًا، فيعارضه بكلام آخر يوافق ذلك الكلام في اللفظ، ويخالفه في المعنى، فيتوهم السامع أنَّه أراد ذلك ".
• قال الإمام النووي - رحمه الله - في كتاب الأذكار: " واعلم أن التورية والتعريض معناهما: أن تطلق لفظًا هو ظاهر في معنى، وتريد به معنى آخر يتناوله ذلك اللفظ، لكنه خلاف ظاهره، وهذا ضرب من التغرير والخداع ". وقال أيضاً: قال العلماء: "... فإن دعت إلى ذلك مصلحة شرعية راجحة على خداع المخاطب، أو حاجة لا مندوحة عنها إلا بالكذب، فلا بأس بالتعريض، وإن لم يكن شيء من ذلك فهو مكروه وليس بحرام، إلا أن يُتوصل به إلى أخذ باطل أو دفع حقٍّ، فيصير حينئذ حرامًا، هذا ضابط الباب ".
34 – عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كفى بالمرءِ كذبًا أن يُحَدِّثَ بكلِّ ما سمِع " (رواه مسلم).
35 – عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " دَعْ ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك، فإنَّ الصدقَ طمأنينةٌ وإنَّ الكذبَ رِيبةٌ " (رواه الترمذي).
بعد استعراض هذه الأحاديث ما يسعنا إلا أن نقول يا له من دين ويا له من نبي ربى أصحابه رضوان الله عليهم على حب الصدق والأمانة وذم الكذب والخيانة فبصدقهم وأمانتهم فتحوا المشرق والمغرب ودانت لهم العرب والعجم.
رابعاً: أقوال في ذم الكذب: لحرص الصحابة والتابعين والعلماء والحكماء على التحذير من آفة الكذب نظموا من الأقوال ما يكتب بماء العيون لما فيها من معان دقيقة وفائدة عظيمة.
1- قال الفاروق عمر رضي الله عنه: " لأن يضعني الصدق - وقلَّما يضع - أحبُّ إليَّ من أن يرفعني الكذب، وقلَّما يفعل ".
2- قال ابن عباس رضي الله عنه: " الكذب فجور، والنَّمِيمَة سحرٌ، فمن كذب فقد فجر، ومن نمَّ فقد سحر".
3- قال الإمام ابن القيم رحمه الله: " إياك والكذب؛ فإنه يفسد عليك تصور المعلومات على ما هي عليه، ويفسد عليك تصويرها وتعليمها للناس ".
4- قال الجاحظ رحمه الله: الصدق والوفاء توأمان، والصبر والحلم توأمان، فيهن تمام كلِّ دين، وصلاح كلِّ دنيا، وأضدادهنَّ سبب كلِّ فرقة، وأصل كلِّ فساد ".
5- قال أحد الحكماء: " من استحلى رضاع الكذب عسر فطامه ".
وختاماً: نذكر بقول الشاعر:
لا يكذبُ المرءُ إِلا من مهانتِه
أو عادةِ السوءِ أو من قلةِ الأدبِ
لَبعضُ جيفةِ كلبٍ خيرُ رائحةٍ
من كذبةِ المرءِ في جدٍّ وفي لعبِ
اللهمَّ طهِّرْ قلوبنا من النفاقِ وأعمالنا من الرياءِ وألسنتنا من الكذبِ وأعيننا من الخيانةِ.
إن الكذب بوابة واسعة من ولج منها لا يجد إلا منظراً كئيباً وخراباً شاسعاً تنبعث منه الرائحة الكريهة التي تزكم الأنوف وتعافها النفس السوية، فالكذب أصل كل شر صغيراً كان أو كبيراً، فالكاذب لا يتورع عن اتباع الشهوات وارتكاب الموبقات ليقينه أن الحل في يده (ما فعلت، ما قلت، ما رأيت، ما سمعت، لم يحدث ذلك... إلخ)، وغير ذلك كثير من الطرق الملتوية والحيل الشيطانية.
والكذب أيضاً يكون سبباً في نقض العهود وعدم احترام المواثيق، كما يكون سبباً في ترويج الإشاعات وتجريح الشخصيات وقطع العلاقات فيتحول الحق إلى ضلال والكذب إلى حقائق ومُسلمات فتضيع الحقوق وتهدر الكرامات.
• إن أبشع أنواع الكذب هو الكذب على الله ورسوله. قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الأنعام: 21]. وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: سمعتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: " إنَّ كذبًا عليَّ ليس ككذِبٍ على أَحَدٍ، من كذبَ عليَّ متعمدًا فليتبوَّأْ مقعدَهُ من النارِ..." (رواه البخاري).
• إن الكاذب إنسان ضعيف الإرادة ضعيف الحُجَّة ضعيف الخلق ضعيف الصلة بالله تعالى لا يقوى على المواجهة ولا يقوى على أن يتحمل نتيجة أفعاله فيجد في الكذب ضالته ظناً منه أن فيه الخلاص ولكنه كمن يشرب من الماء المالح لا يرتوي منه أبداً أو كمن يلف الحبل حول رقبته فيشنق به نفسه من حيث لا يدري. قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴾ [النحل: 105].
أولاً: تعريف الكذب ودواعيه: جاء في لسان العرب لابن منظور رحمه الله: " الكَذِب نقيض الصِّدْقِ، كَذَبَ يَكْذِبُ كَذِبًا وكِذْبًا. فهو كَاذِب وكَذَّاب وكَذُوب، تقول: كذَّبت الرجل، إذا نسبته إلى الكذب، وأكْذَبتُه إذا أخبرت أن الذي يحدث به كذب ".
• وجاء في شرح الإمام النووي رحمه الله: " الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو، عمدًا كان أو سهوًا، سواء كان الإخبار عن ماض أو مستقبل ".
• ومن مرادفات الكذب: الزُّور، والتَّخرُّص، والإفك، والباطل، والفند، والانتحال، والبَهتان.... إلخ.
• وأما عن دواعي الكذب، قال الماوردي رحمه الله: " وأما دواعي الكذب فمنها: اجتلاب النفع واستدفاع الضر، فيرى أن الكذب أسلم وأغنم، فيرخص لنفسه فيه اغترارًا بالخدع، واستشفافًا للطمع. وربما كان الكذب أبعد لما يؤمِّل، وأقرب لما يخاف؛ لأنَّ القبيح لا يكون حسنًا، والشر لا يصير خيرًا. وليس يجنى من الشوك العنب ولا من الكرم الحنظل... ".
ثانياً: ذكر الكذب في القرآن الكريم: لقد حفل القرآن الكريم بالعديد من الآيات المباركات التي تحذر من آفة الكذب بداية من الكذب على الله ورسوله، مروراً بالكذب على العباد انتهاءً بالتحذير من مغبة مخالطة أهل الكذب والتحذير من مآل الكاذبين.
أ) بيَّن الله تعالى أنه لا أحد أظلم ممن يفتري على الله الكذب: قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الأنعام: 21].
2 - قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [الأنعام: 93].
3 - قال تعالى: ﴿... فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنعام: 144].
4 - قال تعالى: ﴿... فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ * هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ﴾ [الأنعام:157، 158].
5 - قال تعالى: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُولَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴾ [الأعراف: 37].
6 - قال تعالى: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يونس: 17].
7 - قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 18].
8 - قال تعالى: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ﴾ [الزمر: 32].
9 - قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ﴾ [العنكبوت: 68].
10 - قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الصف: 7].
11 - قال تعالى: ﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [المائدة: 103].
12 - قال تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ * وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ ﴾ [يونس: 59، 60].
13 - قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 78].
14 - قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴾ [النحل 105].
ب) تكذيب الرسل من الافتراء الذي حذر الله تعالى منه: قال تعالى: ﴿ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [الأعراف: 66].
2 - قال تعالى: ﴿ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ﴾ [هود: 27].
3 - قال تعالى: ﴿ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ * وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [الشعراء: 185، 186].
4 - قال تعالى: ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَاهَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [القصص: 38].
5 - قال تعالى: ﴿ وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾ [فاطر: 4].
6 - قال تعالى: ﴿ وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ ﴾ [فاطر: 25].
7 - قال تعالى: ﴿ وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴾ [ص: 4].
8 - قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴾ [غافر: 23، 24].
9 - قال تعالى: ﴿ فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ * أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ ﴾ [القمر: 24، 25].
ج) حذر الله تعالى من اتباع من يفتري على الله الكذب: قال تعالى: ﴿ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأنعام: 150].
2 - قال تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [يونس: 95].
د) حرم الله تعالى شهادة الزور وجعلها من أكبر الكبائر: قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ [الحج: 30].
2 - قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ [الفرقان: 72].
هـ) توعد الله تعالى من يكذب بآياته بالعذاب في الدنيا والآخرة: قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 39].
2 - قال تعالى: ﴿ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [آل عمران: 11].
3 - قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾ [المائدة: 10].
4 - قال تعالى: ﴿ وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ [الأنعام: 27، 28].
5 - قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الأنعام: 39].
6 - قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ [الأنعام: 49].
7 - قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأعراف: 40].
8 - قال تعالى: ﴿ فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ ﴾ [الأعراف: 64].
9 - قال تعالى: ﴿ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 72].
10 - قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].
11 - قال تعالى: ﴿ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 136].
12 - قال تعالى: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ * وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 146، 147].
13 - قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾ [الأعراف: 182، 183].
14 - قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾ [يونس: 69].
15 - قال تعالى: ﴿ فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ ﴾ [يونس: 73].
16 - قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النحل: 116، 117].
17 - قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [الحج: 57].
18 - قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا * فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا * وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [الفرقان: 35 - 37].
19 - قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ ﴾ [النمل: 83 - 85].
20 - قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ﴾ [الروم: 16].
21 - قال تعالى: ﴿ وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴾ [سبأ: 45].
22 - قال تعالى: ﴿... إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾ [الزمر: 3].
23 - قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [الزمر: 60].
24 - قال تعالى: ﴿ وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾ [غافر: 28].
25 - قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ﴾ [غافر: 70 - 72].
26- قال تعالى: ﴿ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ * يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ * ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴾ [الذاريات: 10 - 14].
27 - قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ * كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ [القمر: 41، 42].
28 - قال تعالى: ﴿... وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾ [المائدة: 10].
29 - قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [المجادلة: 14، 15].
30 - قال تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الجمعة: 5].
31 - قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [التغابن: 10].
32 - قال تعالى: ﴿ فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴾ [القلم: 44، 45].
33 - قال تعالى: ﴿ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآبًا * لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا * إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا ﴾ [النبأ: 21 - 28].
• بعد استعراض هذه الآيات المباركات نجد أن الله تعالى ما ترك شاردة ولا واردة إلا بينها وجلاها لكي لا يكون للناس حُجة على الله تعالى.
ثالثاً: ذكر الكذب في السنة النبوية المطهرة: من ينظر للسنة النبوية المطهرة في هذا الجانب يجد أن الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم قد أحاط موضوع الكذب من كل جوانبه وفي العلاقات كلها وسد الثغرات المؤدية إلى هذه الآفة سداً منيعاً حِفاظاً على المجتمع المسلم الذي كانت أولى ملامحه الصدق والأمانة. عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: " لما نزَلَتْ: وأنذر عشيرتك الأقربين صَعَدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على الصَّفا، فجَعَل يُنادي: يا بني فِهْرٍ، يا بني عَدِيٍّ، لبطونِ قريشٍ، حتى اجتمعوا، فجَعَلَ الرجلُ إذا لم يَسْتَطِعْ أن يَخْرُجَ أَرَسَلَ رسولًا؛ ليَنْظُرَ ما هو، فجاءَ أبو لهبٍ وقريشٌ، فقال: أَرَأَيْتَكم لو أَخْبَرْتُكم أن خيلًا بالوادي تريدُ أن تُغِيرَ عليكم أَكُنْتُم مُصَدِّقِيَّ؟ قالوا: نعم، ما جَرَّبْنَا عليك إلا صدقًا. قال: فإني نذيرٌ لكم بينَ يَدَيْ عذابٍ شديدٍ. فقال أبو لهبٍ: تبًّا لك سائرَ اليومِ، أَلِهذا جَمَعْتَنَا! فنزَلَتْ: تبت يدا أبي لهب وتب. ما أغنى عنه ماله وما كسب " (رواه البخاري).
♦ ونذكر هنا بعض ما ورد من أحاديث في هذا الجانب:-
1- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عليكم بالصِّدقِ. فإنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البرِّ. وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّةِ. وما يزالُ الرَّجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ صِدِّيقًا. وإيَّاكم والكذِبَ. فإنَّ الكذِبَ يهدي إلى الفجورِ. وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النَّارِ. وما يزالُ الرَّجلُ يكذِبُ ويتحرَّى الكذِبَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ كذَّابًا ". وفي روايةٍ: بهذا الإسنادِ. ولم يُذكرْ في حديثِ عيسَى ويتحرَّى الصِّدقَ. ويتحرَّى الكذبَ. وفي حديثِ ابنِ مسهرٍ حتَّى يكتُبَه اللهُ " (رواه مسلم).
2- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ الصِّدقَ برٌّ. وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّةِ. وإنَّ العبدَ ليتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ صدِّيقًا. وإنَّ الكذبَ فجورٌ. وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النَّارِ. وإنَّ العبدَ ليتحرَّى الكذِبَ حتَّى يُكتبَ كذَّابًا " (رواه مسلم).
3- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إياكمْ والكذبَ؛ فإنَّ الكذبَ يهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النارِ، وإنَّ الرجلَ ليكذبُ ويتحرَّى الكذبَ حتى يُكتب عندَ اللهِ كذَّابًا؛ وعليكمْ بالصدقِ، فإنَّ الصدقَ يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنةِ، وإنَّ الرجلَ ليصدقُ ويتحرَّى الصدقَ حتى يُكتب عندَ اللهِ صدِّيقًا " (صححه الألباني).
4- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ الكذِبَ لا يَصلُحُ منه جدٌّ ولا هزلٌ ولا أن يعِدَ الرَّجلُ ابنة ثم لا يُنجزُ له إنَّ الصِّدقَ يَهْدي إلى البرِّ وإنَّ البرَّ يَهْدي إلى الجنَّةِ وإنَّ الكذِبَ يَهْدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفجورَ يَهْدي إلى النَّارِ إنَّهُ يقالُ للصَّادقِ: صدقَ وبرَّ، ويقالُ للكاذبِ: كَذبَ وفجرَ وإنَّ الرَّجلَ ليصدقُ حتَّى يُكْتبَ عندَ اللَّهِ صِدِّيقًا أو يَكْذبَ حتَّى يُكْتبَ عندَ اللَّهِ كَذَّابًا " (رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد على شرط الشيخين).
5 – عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر إذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر " (رواه ابن حزم في المحلى).
6 – عن عبدالله بن عمرو و أبي هريرة و أنس بن مالك رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه فهو مُنافِقٌ، وإنْ صامَ وصلَّى، وقال: إنِّي مُسلمٌ: مَنْ إذا حدَّثَ كَذَبَ، و إذا وعَدَ أخْلفَ، وإذا ائْتُمن خانَ " صححه الألباني).
7- عن عائشةُ أم المؤمنين رضيَ اللَّهُ عنها قالت: " ما كانَ من خُلقٍ أشدَّ على أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ منَ الكذِبِ ولقَد كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يطَّلعُ على الرَّجلِ من أصحابِهِ على الكذبِ فما ينجَلي من صَدرِهِ حتَّى يعلمَ أنَّهُ قد أحدثَ توبةً للَّهِ عزَّ وجلَّ منها " (رواه العراقي في تخريج الإحياء).
8- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهمْ اللهُ يومَ القِيامةِ ولا يُزَكِّيهِمْ (قال أبُو مُعاوِيَةَ: ولا يَنظُرُ إليهِمْ) ولَهُمْ عذابٌ ألِيمٌ: شَيْخٌ زانٍ. ومَلِكٌ كذَّابٌ. وعائِلٌ مُستَكْبِرٌ " (رواه مسلم).
9- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: " جاء أعرابيٌّ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ، ما الكبائرُ؟ قال: (الإشراكُ باللهِ). قال: ثم ماذا؟ قال: (ثم عقوقُ الوالدَينِ). قال: ثم ماذا؟ قال: (اليمينُ الغموسُ). قلتُ: وما اليمينُ الغموسُ؟ قال: (الذي يقتطعُ مالَ امرئٍ مسلمٍ، هو فيها كاذبٌ) " (رواه البخاري).
10- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهم اللهُ يومَ القيامةِ، ولا ينظرُ إليهم: رجلٌ حلف على سلعةٍ: لقد أعطى بها أكثرَ مما أعطى وهو كاذبٌ، ورجلٌ حلف على يمينٍ كاذبةٍ بعد العصرِ ليقتطعَ بها مالَ امرئٍ مسلمٍ، ورجلٌ منع فضلَ ماءٍ، فيقول اللهُ يومَ القيامةِ: اليوم أمنعُك فضْلِي كما منعتَ فضلَ ما لم تعمل يداكَ " (رواه البخاري).
11- عن صفوان بن سليم رضي الله عنه قال: قيل لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيكونُ المؤمِنُ جَبانًا؟ قال: نَعَمْ، فقيل: أيكونُ المؤمِنُ بَخيلًا؟ قال: نَعَمْ، فقيل له: أيكونُ المؤمِنُ كَذَّابًا؟ قال: لا " (رواه ابن عبد البر في التمهيد).
12- عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من حلفَ بملةٍ سوى الإسلامِ كاذبًا متعمدًا فهو كما قال. ومن قتل نفسَه بشيءٍ عذّبَه اللهُ به في نارِ جهنمَ. هذا حديث سفيان. وأما شعبة فحديثُه أن رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال: من حلف بملةٍ سوى الإسلامِ كاذبًا فهو كما قال. ومن ذبح نفسَه بشيءٍ ذُبحَ به يومَ القيامةِ " (رواه مسلم).
13- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مَن حلَف يَمينًا كاذِبًا، لِيَقْطع مالَ رجلٍ - أو قال أخيهِ - لَقيَ اللَّهَ وهو عليهِ غَضْبانُ). وأنزل الله تصديقَ ذلك في القرآن: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا ﴾ [آل عمران: 77]. الآية، فَلَقِيَنِي الأَشْعَثُ فقال: ما حَدَّثَكُم عبدُ اللَّهِ اليومَ؟ قُلْت: كذا وكذا، قال:فيَّ أُنْزِلَتْ " (رواه البخاري).
14- عن عبدالله بن سلام رضي الله عنه قال: " لَمَّا قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم المدينةَ انجَفَل الناسُ إليه وقيل قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قَدِمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فجِئْتُ في الناسِ لِأَنْظُرَ إليه فلما استَثْبَتُّ وجهَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عَرَفْتُ أن وجهَه ليس بوجهِ كذابٍ وكان أَوَّلُ شيءٍ تكلم به أن قال أَيُّها الناسُ أَفْشُوا السلامَ، وأَطْعِمُوا الطعامَ، وصَلُّوا والناسُ نِيَامٌ، تَدْخُلوا الجنةَ بسَلَامٍ " (رواه الترمذي). * انجفل: أسرع.
15- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: " رجلُ قذف امرأتًه، فقال: فَرَّقَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بين أخويْ بني العجلان، وقال: اللهُ يعلمُ أن أحدَكما كاذبٌ، فهل منكما من تائبٍ؟ فأبيا، وقال: اللهُ يعلمُ أن أحدَكما كاذبٌ، فهل منكما من تائبٍ؟ فأبيا، فقال: اللهُ يعلمُ أن أحدَكما كاذبٌ، فهل منكما من تائبٍ، فأبيا، فَفَرَّقَ بينهما " (رواه البخاري).
16- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: " بينما أنا أَمْشِي مع ابنِ عمرَ رضي الله عنهما آَخِذٌ بيدِه؛ إذ عَرَضَ رجلٌ فقال: كيف سَمِعْتَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم في النَّجْوى؟ فقال: سمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: إن اللهَ يُدْنِي المؤمنَ، فيَضَعُ عليه كنفَه ويَسْتُرُه، فيقولُ: أتَعْرِفُ ذنبَ كذا: أَتَعْرِفُ ذنبَ كذا؟ فيقول: نعم. أَيْ ربِّ، حتى إذا قرَرَّه بذنوبِه، ورأى في نفسِه أنه هلَكَ، قال: ستَرْتُها عليك في الدنيا، وأنا أغفِرُها لك اليوم، فيُعْطَى كتابُ حسناتِه. وأما الكافرُ والمنافقُ، فيقولُ الأشهاد: هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين " (رواه البخاري).
17- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: " انطلق سعد بن معاذ معتمراً، قال: فنزل على أمية بن خلف أبي صفوان، وكان أمية إذا انطلق إلى الشأم فمر بالمدينة نزل على سعد، فقال أمية لسعد: انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت فطفت، فبينا سعد يطوف إذا أبو جهل، فقال: من هذا الذي يطوف بالكعبة؟ فقال سعد: أنا سعد، فقال أبو جهل: تطوف بالكعبة آمنا، وقد آويتم محمد وأصحابه؟ فقال: نعم، فتلاحيا بينهما، فقال أمية لسعد: لا ترفع صوتك على أبي الحكم، فإنه سيد أهل الوادي، ثم قال سعد: والله لئن منعني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشام. قال فجعل أمية يقول لسعد: لا ترفع صوتك، وجعل يمسكه، فغضب سعد فقال: دعنا عنك، فإني سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم يزعم أنه قاتلك، قال: إياي؟ قال: نعم، قال: والله ما يكذب محمد إذا حدث، فرجع إلى امرأته، فقال: أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي، قالت: وما قال؟ قال: زعم أنه سمع محمدا يزعم أنه قاتلي، قالت: فوالله ما يكذب محمد، قال: فلما خرجوا إلى بدر، وجاء الصريخ، قالت له امرأته: أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي، قال: فأراد أن لا يخرج، فقال له أبو جهل: إنك من أشراف الوادي فسر يوما أو يومين، فسار معهم، فقتله الله " (رواه البخاري).
18- عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: " لمَّا قتلَ الحجَّاجُ بنُ يوسفَ عبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيْرِ دخلَ الحجَّاجُ على أسماءَ بنتِ أبي بَكْرٍ، فقالَ لَها: يا أمَّة، إنَّ أميرَ المؤمنينَ أوماني بِكِ، فَهَل لَكِ من حاجةٍ؟ فقالت: لستُ لَكَ بأمٍّ ولَكِنِّي أمُّ المصلوبِ على رأسِ الثَّنيَّةِ، وما لي مِن حاجةٍ، ولَكِنِ انتظر حتَّى أحدِّثَكَ بما سَمِعْتُ منَ رسولِ اللَّهِ، سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: يخرجُ من ثقيفٍ كذَّابٌ ومبيرٌ، فأمَّا الكذَّابُ فقد رَأيناهُ، وأمَّا المبيرُ فأنتَ، فقالَ الحجَّاجُ: مُبيرُ المُنافقينَ! " (رواه البيهقي في دلائل النبوة).
• الكذاب كان المختار بن أبي عبيد، وكان يتشيع وينتصر للحسين.
• المبير: الذي يسفك الدماء، ويعتدي على الناس، ويظلمهم ومنهم الحجاج بن يوسف الثقفي.
19- عن عروة بن الزبير رضي الله عنه أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالتْ له، وهو يسألها عن قول الله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ ﴾ [يوسف: 110]. قال: قُلْت: أكُذِبوا أم كُذِّبوا؟ قالتْ: عائِشةُ: كُذِّبوا، قُلْت: فقَدِ استَيقَنوا أنَّ قَومَهُم كَذَّبوهُم فما هو بالظَّنِّ؟ قالتْ: أجَل لَعَمري لقدِ استَيقَنوا بذلك، فقلتُ لها: وظنُّوا أنهم قد كُذِبوا، قالتْ: مَعاذَ اللهِ، لم تكُنِ الرسلُ تظُنُّ ذلك بربِّها، قلتُ: فما هذه الآيةُ؟ قالتْ: هم أتباعُ الرسلِ الذينَ آمَنوا بربِّهم وصدَّقوهم، فطال عليهمُ البَلاءُ واستَأخَر عنهمُ النصرُ، حتى إذا استَيأَس الرسلُ ممن كذَّبهم من قَومِهم، وظنَّتِ الرسلُ أنَّ أتباعَهم قد كذَّبوهم، جاءهم نصرُ اللهِ عِندَ ذلك " (رواه البخاري).
20- عن تميم بن حذلم رضي الله عنه قال: " قَرَأْتُ علَى عبدِ اللهِ القرآنَ فلم يأخُذْ علَيَّ إلَّا حَرْفَيْنِ قلْتُ: ﴿ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ﴾ [النمل: 87] قال: ﴿ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ﴾ [النمل: 87] وقلْتُ: ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا ﴾ [يوسف: 110] قال: ﴿ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا ﴾ [يوسف: 110] " (رواه الهيثمي في مجمع الزوائد).
21- عنِ ابنِ عباسٍ رضي الله عنه في هذه الآيةِ ﴿ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا ﴾ [يوسف: 110] قال: آيسَ الرسلُ من إيمانِ قومِهم، وظن قومُهم أنَّ الرسلَ كُذِبوا " (رواه ابن حجر العسقلاني في فتح الباري).
22- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " لما فُتِحَتْ خَيْبَرَ، أُهْدِيَتْ لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم شاةٌ فيها سُمٌّ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: اجمَعوا لي مَن كان ها هنا مِن اليهودِ. فجمعوا له، فقال لهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إني سائلُكم عن شيءٍ، فهل أنتم صادقي عنه؟ فقالوا: نعم يا أبا القاسمِ. فقال لهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَن أبوكم؟ قالوا: أبونا فلانٌ. فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كذَبْتُم، بل أبوكم فلانٌ. فقالوا: صَدَقْتَ وبَرَرْتَ. فقال: هل أنتم صادقي عن شيءٍ إن سألتُكم عنه؟ فقالوا: نعم يا أبا القاسمِ، وإن كذَبْناك عَرَفْتَ كَذِبَنا كما عَرَفْتَه في أبينا، قال لهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَن أهلُ النارِ؟ فقالوا: نكونُ فيها يسيرًا، ثم تَخْلُفُوننا فيها. فقال لهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: اخسؤوا فيها، والله لا نَخْلُفُكم فيها أبدًا. ثم قال لهم: فهل أنتم صادقي عن شيءٍ إن سألتُكم عنه؟ قالوا: نعم. فقال: هل جَعَلْتُم في هذه الشاةِ سُمًّا؟ فقالوا: نعم. فقال: ما حَمَلَكم على ذلك؟ فقالوا: أَرَدْنا إن كنتَ كَذَّابًا نستريحُ منك، وإن كنتَ نبيًّا لم يَضُرَّك " (رواه البخاري).
23- عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: " شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر رضي الله عنه، فعزله واستعمل عليهم عمارا، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل اليه فقال: يا أبا إسحق إن هؤلاء يزعمون انك لا تحسن تصلي؟ قال أبو إسحق: أما أنا، والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرم عنها، أصلي صلاة العشاء، فأركد في الاولين، وأخف في الأخريين. قال: ذاك الظن بك يا أبا إسحق. فأرسل معه رجلا، أو رجالا، إلى الكوفة، فسأل عنه أهل الكوفه، ولم يدع مسجدا إلا سأل عنه، ويثنون معروفا، حتى دخل مسجدا لبني عبس، فقام رجل منهم، يقال له أسامة بن قتادة، يكنى أبا سعدة، قال: أما إذ نشدتنا، فإن سعدا كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية. قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا، قام رياء وسمعة، فأطل عمره، واطل فقره، وعرضه بالفتن. وكان بعد إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد. قال عبد الملك: فأنا رأيته بعد، قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن " (رواه البخاري).
24 – عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: سمعتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: " إنَّ كذبًا عليَّ ليس ككذِبٍ على أَحَدٍ، من كذبَ عليَّ متعمدًا فليتبوَّأْ مقعدَهُ من النارِ، سمعتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: من نِيحَ عليهِ يُعَذَّبُ بما نِيحَ عليهِ " (رواه البخاري).
25 – عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من تحلَّمَ بحلمٍ لم يرَهُ كُلِّفَ أن يعقدَ بين شعيرتيْنِ، ولن يفعل، ومن استمع إلى حديثِ قومٍ، وهم له كارهون، أو يفرُّون منه، صُبَّ في أذنِه الآنكُ يومَ القيامةِ.." (رواه البخاري).
• كُلّف أن يعقد بين شعيرتين.. أي: يُكلف أن يعقد حبتي شعير يوم القيامة، وهذا غير ممكن مهما حاول وتحايل، وهذا نوع عذاب.
• قال صاحب كتاب تحفة الأحوذي – رحمه الله - عن الحكمة من هذا العذاب: فإن قيل إن كذب الكاذب في منامه لا يزيد على كذبه في يقظته، فلم زادت عقوبته ووعيده وتكليفه عقد الشعيرتين؟ قيل: قد صح الخبر أن الرؤيا الصادقة جزء من النبوة، والنبوة لا تكون إلا وحياً، والكاذب في رؤياه يَّدعي أن الله تعالى أراه ما لم يره، وأعطاه جزءاً من النبوة لم يعطه إياه، والكاذب على الله تعالى أعظم فرية ممن كذب على الخلق أو على نفسه.
26 – عن نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ألا أنبِّئُكم بأَكبَرِ الكبائرِ. قُلنا: بلَى يا رسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشراكُ باللَّهِ، وعقوقُ الوالدينِ - وَكانَ متَّكِئًا فجلسَ فقالَ - ألا وقولُ الزُّورِ وشَهادةُ الزُّورِ، ألا وقولُ الزُّورِ وشَهادَةُ الزُّورِ. فما زالَ يقولُها، حتَّى قلتُ: لا يسكتُ " (رواه البخاري).
27 – عن نفيع بن الحارث الثقفي أبو بكرة رضي الله عنه قال: " كُنَّا عندَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم فقال: ألا أنَبِّئُكم بأكبرِ الكبائرِ؟ (ثلاثًا) الإشراكُ باللَّهِ، وعقوقُ الوالدينِ، وشهادَةُ الزُّورِ، (أو قولُ الزُّورِ) وكان رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم متَّكِئًا فجلَسَ. فما زال يكرِّرُها حتَّى قُلنا: ليتَهُ سكَتَ " (رواه مسلم).
28 – عن خريم بن فاتك الأسدي رضي الله عنه قال: " صلَّى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ صلاةَ الصُّبحِ فلمَّا انصرفَ قامَ قائمًا وقالَ: " عدلت شهادةُ الزُّورِ بالإشراكَ باللَّهِ ثلاثَ مرَّاتٍ. ثمَّ قرأَ (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيرَ مُشْرِكِينَ بِهِ) " (رواه ابن حجر العسقلاني في تخريج مشكاة المصابيح وقال حديث حسن).
29 – عن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس الكذَّابُ الَّذي يُصلحُ بين النَّاسِ، ويقولُ خيرًا ويُنمي خيرًا ". قال ابنُ شهابٍ: " ولم أسمعْ يرخِّصُ في شيءٍ ممَّا يقولُ النَّاسُ كذِبٌ إلَّا في ثلاثٍ: الحربُ، والإصلاحُ بين النَّاسِ، وحديثُ الرَّجلِ امرأتَه وحديثُ المرأةِ زوجَها " (رواه مسلم) وفي روايةٍ: بهذا الإسنادِ. إلى قولِه ونمَّى خيرًا ولم يذكرْ ما بعدَه.
30 – عن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إِنَّ بين يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابينَ فَاحْذَرُوهُمْ " (صححه الألباني).
31 – عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " سيَكونُ في آخرِ أمَّتي أناسٌ يحدِّثونَكم ما لَم تسمعوا أنتُم ولا آباؤُكم. فإيَّاكُم وإيَّاهُم " (رواه مسلم).
32 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يكونُ في آخِرِ الزمانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ. يأتونَكم من الأحاديثِ بما لم تَسْمَعُوا أنتم ولا آباؤُكم. فإيَّاكم وإيَّاهم. لا يُضِلُّونَكم ولا يَفْتِنُونَكم " (رواه مسلم).
33 – عن مطرف بن عبدالله بن الشخير رضي الله عنه قال: " صحبتُ عمرانَ بنَ حصينٍ من الكوفةِ إلى البصرةِ فما أتى علينا يومٌ إلا أنشدنا فيهِ شعرًا وقال إنَّ في المعاريضِ مندوحةٌ عن الكذبِ " (رواه ابن جرير الطبري). "المعاريض: تجميل الكلام وتزيينه".
• جاء في غريب المعاني لأبي عبيد رحمه الله قال: " والمعاريض أن يريد الرجل أن يتكلم الرجل بالكلام الذي إن صرح به كان كذبًا، فيعارضه بكلام آخر يوافق ذلك الكلام في اللفظ، ويخالفه في المعنى، فيتوهم السامع أنَّه أراد ذلك ".
• قال الإمام النووي - رحمه الله - في كتاب الأذكار: " واعلم أن التورية والتعريض معناهما: أن تطلق لفظًا هو ظاهر في معنى، وتريد به معنى آخر يتناوله ذلك اللفظ، لكنه خلاف ظاهره، وهذا ضرب من التغرير والخداع ". وقال أيضاً: قال العلماء: "... فإن دعت إلى ذلك مصلحة شرعية راجحة على خداع المخاطب، أو حاجة لا مندوحة عنها إلا بالكذب، فلا بأس بالتعريض، وإن لم يكن شيء من ذلك فهو مكروه وليس بحرام، إلا أن يُتوصل به إلى أخذ باطل أو دفع حقٍّ، فيصير حينئذ حرامًا، هذا ضابط الباب ".
34 – عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كفى بالمرءِ كذبًا أن يُحَدِّثَ بكلِّ ما سمِع " (رواه مسلم).
35 – عن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " دَعْ ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك، فإنَّ الصدقَ طمأنينةٌ وإنَّ الكذبَ رِيبةٌ " (رواه الترمذي).
بعد استعراض هذه الأحاديث ما يسعنا إلا أن نقول يا له من دين ويا له من نبي ربى أصحابه رضوان الله عليهم على حب الصدق والأمانة وذم الكذب والخيانة فبصدقهم وأمانتهم فتحوا المشرق والمغرب ودانت لهم العرب والعجم.
رابعاً: أقوال في ذم الكذب: لحرص الصحابة والتابعين والعلماء والحكماء على التحذير من آفة الكذب نظموا من الأقوال ما يكتب بماء العيون لما فيها من معان دقيقة وفائدة عظيمة.
1- قال الفاروق عمر رضي الله عنه: " لأن يضعني الصدق - وقلَّما يضع - أحبُّ إليَّ من أن يرفعني الكذب، وقلَّما يفعل ".
2- قال ابن عباس رضي الله عنه: " الكذب فجور، والنَّمِيمَة سحرٌ، فمن كذب فقد فجر، ومن نمَّ فقد سحر".
3- قال الإمام ابن القيم رحمه الله: " إياك والكذب؛ فإنه يفسد عليك تصور المعلومات على ما هي عليه، ويفسد عليك تصويرها وتعليمها للناس ".
4- قال الجاحظ رحمه الله: الصدق والوفاء توأمان، والصبر والحلم توأمان، فيهن تمام كلِّ دين، وصلاح كلِّ دنيا، وأضدادهنَّ سبب كلِّ فرقة، وأصل كلِّ فساد ".
5- قال أحد الحكماء: " من استحلى رضاع الكذب عسر فطامه ".
وختاماً: نذكر بقول الشاعر:
لا يكذبُ المرءُ إِلا من مهانتِه
أو عادةِ السوءِ أو من قلةِ الأدبِ
لَبعضُ جيفةِ كلبٍ خيرُ رائحةٍ
من كذبةِ المرءِ في جدٍّ وفي لعبِ
اللهمَّ طهِّرْ قلوبنا من النفاقِ وأعمالنا من الرياءِ وألسنتنا من الكذبِ وأعيننا من الخيانةِ.