كيف نحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
فـــي ظـــلال آيـــــــة
يقول المولى عز وجل في كتابه الحكيم والفرقان المبين بعد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لايهدي القوم الفاسقين).
إن المتدبر والمتأمل لهذه الآية الكريمة يشعر بالخوف والرهبة من هذا الوعيد الشديد. وانني أسأل نفسي واسالكم هل حبنا لله ورسوله والجهاد في سبيل الله أكبر من حبنا لهؤلاء الذين جاء ذكرهم في الآية السابقة : الآباء والأبناء والإخوان والزوجة والعشيرة والأموال؟ بالطبع فالكل سيجيب بأنه يحب الله ورسوله ولكن ما هو مقدار هذا الحب وكيف نشخصه؟
فإذا كان هذا الحب هو إدعاء فقط فهنا تكمن المشكلة ويكمن الخطر الداهم الذي ربما يكون سبباً في تحقق وعد الله فينا : فتربصوا حتى يأتي الله بأمره !
أيها الأخوة ... كيف نحب الله تعالى ورسوله ؟
حب الله : يقول العلماء اعرف الله حتى تحبه . فكلما زادت معرفة العبد بربه زاد حبه له. وكلما فكر في نعم الله عليه قوي حبه لربه لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها. ، فالإنسان بعقله يؤمن ، وبقلبه يحب ، وهل الإنسان إلا عقل يدرك ، وقلب يحب .. وقد ورد في الأثر: " أرجحكم عقلاً أشدكم لله حباً " .
حب رسول الله : يأتي حبنا للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من خلال حبنا لله وأداء فرائضه واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم قال تعالى ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
وفي الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم :
" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين "
بل إن إرضاء الله ، هو عين إرضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإرضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عين إرضاء الله قال تعالى :
وحتى يتحقق حب الله وحب رسوله لا بد من توفر شرطين آخرين هما نبذ الدنيا وحب الآخرة . فالدنيا لايجتمع حبها مع حب الآخرة في قلب واحد ولذا حذرنا منها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كثيرا ، من ذلك ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل. وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلاتنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تتنظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك.
إن الدينا دار فناء وأن الآخرة دار بقاء فلا تركن إليها واجعلها في يدك ولا تسكنها قلبك واستعبدها ولا تجعلها تستعبدك ، إنبذها وراء ظهرك ولا تجعلها نصب عينك وبذلك يزداد حبك لله ولرسوله . انظر وتأسَّ بصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم كيف كانوا يحبونه ويعظمونه ويوقرونه؟1. لما بعثت قريش عروة بن مسعود ليتفاوض معهم عام الحديبية فجعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعينه قال فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت فى كف رجل منهم فَدلَّك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له.فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم- والله- لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي- والله- ما رأيت ملكًا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمداً. [رواه البخاري]2. قال عمرو بن العاص رضى الله عنه: وما كان أحد أحب إلىّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أجل فى عينى منه، وما كنت أطيق أن أملأ عينى منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة. [رواه مسلم]انظر كيف بلغ حبهم له؟ وقس عليه حالك1) وعن أنس رضى الله عنه قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والحلاق يحلقه، وأطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا فى يد رجل. [رواه مسلم]2) وكانوا يتطيبون بعرقه: فلما النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يحلق رأسه بِمِنَى أخذ أبو طلحة شق رأسه فحلق الحجام، فجاء به إلى أم سليم، وكانت أم سليم تجعله فى مسكها، وكان صلى الله عليه وسلم يجيء فيقيل عندها على نطع (جلد). وكان معراقا فجاءت ذات يوم فجعلت تسلت العرق، وتجعله فى قارورة لها، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما تجعلين يا أم سليم. قالت: يا نبي الله عرقك أريد أن أدوف (أخلط) به طيبي.[رواه الإمام أحمد فى مسنده وصححه الأرنؤوط]3) وروى عن أبي بكر رضى الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : والذى بعثك بالحق لإسلام أبي طالب كان أقر لعيني من إسلامه- يعنى أباه أبا قحافة وذلك أن إسلام أبي طالب كان أقر لعينك.4) ونحوه عن عمر بن الخطاب قاله للعباس رضى الله عنه: أن تسلم أحبُّ إلىَّ من أن يسلم الخطاب؛ لأن ذلك أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .وعن زيد بن أسلم قال: خرج عمر رضى الله عنه ليلة يحرس الناس فرأى مصباحا فى بيت وإذا عجوز تنفش صوفا وتقول:
على محمد صلاة الأبرار صلى عليه الطيبون الأخيارقد كنت قواما بكاء بالأسحار يا ليت شعري والمنايا أطوار
هل تجمعني وحبيبي الدار؟ تعنى النبي صلى الله عليه وسلم ، فجلس عمررضى الله عنه يبكى.5) وسئل على بن أبى طالب رضى الله عنه: كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟قال: كان- والله- أحب إلينا من أموالنا وأولادنا، وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ. 6) وروى أن عبد الله بن عمر خدرت رجله تعالى فقيل له: اذكر أحب الناس إليك يزل عنك. فصاح: محمد صلى الله عليه وسلم فانتشرت.ولما احتضر بلال رضى الله عنه نادت امرأته: واحزناه! فقال: واطرباه! غدا ألقى الأحبة محمداً وحزبه. [الشفا ص (2/19)]7) كان محمد بن المنكدر يأتى موضعا من المسجد يتمرغ فيه ويضطجع، فقيل له فى ذلك، فقال: إنى رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فى هذا الموضع. [سير أعلام النبلاء: (5/359)]وحتى نصل إلى هذه المنزلة علينا أن:(أ) أن تكون محبته أحب إليك من نفسك وأهلك ومالك يقول الله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) [الأحزاب:6]وقال صلى الله عليه وسلم : (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه، وماله، وولده، والناس أجمعين) [رواه البخاري]وعن عبد الله بن هشام قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلىّ من كل شىء إلا من نفسي.فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا- والذي نفسي بيده- حتى أكون أحب إليك من نفسك).فقال له عمر: فإنه الآن- والله- لأنت أحب إلىّ من نفسي.فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (الآن يا عمر) [رواه البخاري](ب) نصدقه فى كل ما أخبر بهفنوقن بأنه لا ينطق عن الهوى، فالسنة وحى من قبل الله تعالى، فلا ندع لمنكري السنة اليوم مجالاً، ونقف أمامهم وقفة رجل واحد، نجاهدهم بالحجة والبيان، ونرد على شبهاتهم، وإن لم تستطع ذلك فلا أقل من أن نعرض الأمر على أهل الاختصاص ليذبوا عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم .وإلى المتشككين اليوم فى سنة النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث لنعرف إيماننا من إيمان الصحابة، قال صلى الله عليه وسلم : (وبينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها، فالتفتت إليه فكلمته فقالت: إنى لم أخلق لهذا، ولكنى خلقت للحرث، فقال الناس: سبحان الله! قال النبي صلى الله عليه وسلم "فإنى أؤمن بذلك وأبو بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما" [رواه البخاري]فالنبي صلى الله عليه وسلم يخبر بأن بقرة تكلمت، ولم يكن أبو بكر وعمر فى هذا المجلس- كما فى بعض الروايات- لكن يعلم أنهما يصدقانه فى كل ما يخبر به، لا كَحَالِ بعضنا اليوم، حين يرد سنة النبي صلى الله عليه وسلم لأنَّها لا تأتى على هواه.(ج) طاعته فيما أمر والانتهاء عما نهى عنه وزجرقال تعالي: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [آل عمران:31]عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كل أُمَتِى يدخلون الجنَّة إلاَّ من أَبَى، قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟! قال: من أطاعنى دخل الجنة، ومن عصانى فقد أبي) [رواه البخاري]فقبل أن نلقي باللائمة على الأعداء، فعلينا أن ننظر كيف تقديرنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنَّ الحيوانات والجمادات كانت تنقاد لرسول الله وتطيع أمره، وتَهَابه وَتُوَقِّرُه وتتأدب معه، وتَحِنُ إليه، فما بالنا لا ننقاد لسنته؟!كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يده علي جذع نخلة، حتى صُنِع له المنبر، قال جابر بن عبد الله رضى الله عنه: فلما وُضِع له المنبر سمعنا للجذع مثل أصوات العشار حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليه. [رواه البخاري]وكان الحسن البصري- رحمه الله- إذا حدَّث بهذا الحديث بكى ثم قال:"يا عباد الله، الخشبة تَحِنُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إليه؛ فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه" [سير أعلام النبلاء: (4/570)]وعن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دفعنا إلى حائط فى بنى النجار، فإذا فيه جمل لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأتاه فدعاه، فجاء واضعاً مشفره علي الأرض برك بين يديه.فقال: هاتوا خطاماً، فخطمه ودفعه إلي صاحبه، ثم التفت فقال: "ما بين السماء إلى الأرض أحد إلا يعلم أنى رسول الله، إلا عاصي الجن والإنس" [رواه الإمام أحمد فى مسنده وصححه الألبانى فى الصحيحة (1718)]أمرك حبيبك بالصلاة، فسل نفسك: هل تؤدى صلاة الفجر فى وقتها؟أَمَرَكِ أيتها المحبة بالحجاب فهل ارتديته؟أمرنا نترك الغيبة والنميمة فهل تركناها؟أمرنا ببر الوالدين وصلة الرحم والإحسان إلى الجارأمرنا بأن تغض بصرك فلا تنظر إلى المتبرجات فهل نفذت ما أمرك به حبيبك أيها المحب؟فهل أمره ملزما لنا؟ هل لا يقدم على قوله قول أحد عندنا؟ هل سنته هى منهاج حياتنا؟(د) أن لا نقدم قول أحد من البشر على قوله صلى الله عليه وسلم لما سئل ابن عباس فى مسألة فأفتى بكلام النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: لكنَّ أبا بكر يقول كذا وعمر يقول كذا!! فغضب، وقال: يوشك أن تنزل بكم حجارة من السماء أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون: قال أبو بكر وعمر!!..) [زاد المعاد (2/176)]هذا فى حق أبي بكر وعمر فكيف بمن جاء بعدهما؟!وقال الحميدي: "كنا عند الشافعي رحمه الله فأتاه رجل، فسأله فى مسألة؟ فقال: قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، فقال رجل للشافعي: ما تقول أنت؟! فقال: سبحان الله! أترانى فى كنيسة! أترانى فى بيعة! أترى على وسطى زنارا؟!أقول لك: قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تقول: ما تقول أنت؟!"(هـ) كثرة الصلاة عليهفقد حثنا ربنا على ذلك فقال: (إِنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56]وقال صلى الله عليه وسلم : (من صلى على حين يصبح عشرا، وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة) [رواه الطبراني فى الكبير وحسنه الألباني]وقال صلى الله عليه وسلم : (من صلَّى علىَّ واحدة صلَّى الله عليه عشر صلوات، وحط عنه عشر خطيئات، ورفع له عشر درجات) [رواه النسائي وصححه الألباني].وقال صلى الله عليه وسلم : (أكثروا الصلاة علىَّ، فإنَّ الله وكَّل بى مَلَكًا عند قبري، فإذا صلَّى علىّ رجل من أُمتى، قال ذلك الملك: يا محمد.. إنَّ فلان بن فلان صلَّى عليك الساعة) [رواه الديلمي وحسنه الألباني].لمَّا مات أحمد بن منصور الحافظ، جاء إلى أبى رجل، فقال:رأيته فى النوم وهو فى المحراب واقف بجامع شيراز، وعليه حلة وعلى رأسه تاج مكلل بالجوهر، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لى وأكرمني، قلت: بماذا؟ قال: بكثرة صلاتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم . [سير أعلام النبلاء: (16/473)](و) مطالعة أخباره ودراسة سيرته فى كل وقتفالمحبة تنتج عن المعرفة، فماذا تعرف عن حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ؟! إننا نحتاج أن نتدارس سيرته؛ ليكون خير أسوة وقدوة لنا فى جميع أحوالنا، فاقتن كتب السيرة وتذاكرها، مثل: "مختصر سيرة ابن هشام"، "الرحيق المختوم" للمباركفوري، "هذا الحبيب يا محب" للشيخ/ أبو بكر الجزائري،" وقفات تربوية فى السيرة النبوية" للشيخ/ أحمد فريد،" صحيح السيرة النبوية" لإبراهيم العلي.استمع لسلاسل الدروس الصوتية فى شرح السيرة لمن تصغى إليه من الدعاة، وهى كثيرة بفضل الله تعالى.رابعاً: العمل على إحياء سنته صلى الله عليه وسلمقال أنس بن مالك رضى الله عنه: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسى وليس فى قلبك غش لأحد فافعل. ثم قال لى: يا بني وذلك من سنتى، ومن أحيا سنتى فقد أحبنى، ومن أحبنى كان معى فى الجنة. [رواه الترمذي وقال: حسن غريب].فعلينا أن نحيى سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم وتطبيقها دون خجل، أو تساهل أو خوف من الناس، فكم من سنن الحبيب صلى الله عليه وسلم اندثرت نظراً لتبعيتنا للغرب الذي ظهر لكم ما يضمر، والله إن إحياء سنة كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إليها أشد على أعدائنا من المقاطعة والشجب والاستنكار؛ لأن ذلك يظهر قوتنا واعتزازنا بهذا الدين وحبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .فهيا بنا إلى إحياء سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، والدعوة إليها، والتعاون على تطبيقها، وجعلها منهاجاً ننتهجه، ونبراساً يضيء لنا الحياة لنسير على خطاه صلى الله عليه وسلم ، فنحيا حياته، وننهل من مدرسته، فنعلو ونعلى دينه وسيرته فى العالمين.
اللهم ارزقنا حبك ، وحب من يحبك ، وحب عمل صالح يبلغنا حبك .
اللهم اجعل حبك أحب إلينا من أنفسنا وأهلنا وأموالنا والناس أجمعين .
اللهم ارزقنا حب الخيرات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة فتوفنا إليك غير فاتنين ولا مفتونين
__________________ياالله
كفانى عزا ان تكون لى ربا . وكفانى فخرا ان اكون لك عبدا
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
فـــي ظـــلال آيـــــــة
يقول المولى عز وجل في كتابه الحكيم والفرقان المبين بعد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لايهدي القوم الفاسقين).
إن المتدبر والمتأمل لهذه الآية الكريمة يشعر بالخوف والرهبة من هذا الوعيد الشديد. وانني أسأل نفسي واسالكم هل حبنا لله ورسوله والجهاد في سبيل الله أكبر من حبنا لهؤلاء الذين جاء ذكرهم في الآية السابقة : الآباء والأبناء والإخوان والزوجة والعشيرة والأموال؟ بالطبع فالكل سيجيب بأنه يحب الله ورسوله ولكن ما هو مقدار هذا الحب وكيف نشخصه؟
فإذا كان هذا الحب هو إدعاء فقط فهنا تكمن المشكلة ويكمن الخطر الداهم الذي ربما يكون سبباً في تحقق وعد الله فينا : فتربصوا حتى يأتي الله بأمره !
أيها الأخوة ... كيف نحب الله تعالى ورسوله ؟
حب الله : يقول العلماء اعرف الله حتى تحبه . فكلما زادت معرفة العبد بربه زاد حبه له. وكلما فكر في نعم الله عليه قوي حبه لربه لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها. ، فالإنسان بعقله يؤمن ، وبقلبه يحب ، وهل الإنسان إلا عقل يدرك ، وقلب يحب .. وقد ورد في الأثر: " أرجحكم عقلاً أشدكم لله حباً " .
حب رسول الله : يأتي حبنا للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من خلال حبنا لله وأداء فرائضه واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم قال تعالى ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
وفي الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم :
" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين "
بل إن إرضاء الله ، هو عين إرضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإرضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عين إرضاء الله قال تعالى :
وحتى يتحقق حب الله وحب رسوله لا بد من توفر شرطين آخرين هما نبذ الدنيا وحب الآخرة . فالدنيا لايجتمع حبها مع حب الآخرة في قلب واحد ولذا حذرنا منها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كثيرا ، من ذلك ما جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل. وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلاتنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تتنظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك.
إن الدينا دار فناء وأن الآخرة دار بقاء فلا تركن إليها واجعلها في يدك ولا تسكنها قلبك واستعبدها ولا تجعلها تستعبدك ، إنبذها وراء ظهرك ولا تجعلها نصب عينك وبذلك يزداد حبك لله ولرسوله . انظر وتأسَّ بصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم كيف كانوا يحبونه ويعظمونه ويوقرونه؟1. لما بعثت قريش عروة بن مسعود ليتفاوض معهم عام الحديبية فجعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعينه قال فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت فى كف رجل منهم فَدلَّك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له.فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم- والله- لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي- والله- ما رأيت ملكًا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمداً. [رواه البخاري]2. قال عمرو بن العاص رضى الله عنه: وما كان أحد أحب إلىّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أجل فى عينى منه، وما كنت أطيق أن أملأ عينى منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت؛ لأني لم أكن أملأ عيني منه، ولو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة. [رواه مسلم]انظر كيف بلغ حبهم له؟ وقس عليه حالك1) وعن أنس رضى الله عنه قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والحلاق يحلقه، وأطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا فى يد رجل. [رواه مسلم]2) وكانوا يتطيبون بعرقه: فلما النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يحلق رأسه بِمِنَى أخذ أبو طلحة شق رأسه فحلق الحجام، فجاء به إلى أم سليم، وكانت أم سليم تجعله فى مسكها، وكان صلى الله عليه وسلم يجيء فيقيل عندها على نطع (جلد). وكان معراقا فجاءت ذات يوم فجعلت تسلت العرق، وتجعله فى قارورة لها، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما تجعلين يا أم سليم. قالت: يا نبي الله عرقك أريد أن أدوف (أخلط) به طيبي.[رواه الإمام أحمد فى مسنده وصححه الأرنؤوط]3) وروى عن أبي بكر رضى الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : والذى بعثك بالحق لإسلام أبي طالب كان أقر لعيني من إسلامه- يعنى أباه أبا قحافة وذلك أن إسلام أبي طالب كان أقر لعينك.4) ونحوه عن عمر بن الخطاب قاله للعباس رضى الله عنه: أن تسلم أحبُّ إلىَّ من أن يسلم الخطاب؛ لأن ذلك أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .وعن زيد بن أسلم قال: خرج عمر رضى الله عنه ليلة يحرس الناس فرأى مصباحا فى بيت وإذا عجوز تنفش صوفا وتقول:
على محمد صلاة الأبرار صلى عليه الطيبون الأخيارقد كنت قواما بكاء بالأسحار يا ليت شعري والمنايا أطوار
هل تجمعني وحبيبي الدار؟ تعنى النبي صلى الله عليه وسلم ، فجلس عمررضى الله عنه يبكى.5) وسئل على بن أبى طالب رضى الله عنه: كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟قال: كان- والله- أحب إلينا من أموالنا وأولادنا، وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ. 6) وروى أن عبد الله بن عمر خدرت رجله تعالى فقيل له: اذكر أحب الناس إليك يزل عنك. فصاح: محمد صلى الله عليه وسلم فانتشرت.ولما احتضر بلال رضى الله عنه نادت امرأته: واحزناه! فقال: واطرباه! غدا ألقى الأحبة محمداً وحزبه. [الشفا ص (2/19)]7) كان محمد بن المنكدر يأتى موضعا من المسجد يتمرغ فيه ويضطجع، فقيل له فى ذلك، فقال: إنى رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فى هذا الموضع. [سير أعلام النبلاء: (5/359)]وحتى نصل إلى هذه المنزلة علينا أن:(أ) أن تكون محبته أحب إليك من نفسك وأهلك ومالك يقول الله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) [الأحزاب:6]وقال صلى الله عليه وسلم : (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه، وماله، وولده، والناس أجمعين) [رواه البخاري]وعن عبد الله بن هشام قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلىّ من كل شىء إلا من نفسي.فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لا- والذي نفسي بيده- حتى أكون أحب إليك من نفسك).فقال له عمر: فإنه الآن- والله- لأنت أحب إلىّ من نفسي.فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (الآن يا عمر) [رواه البخاري](ب) نصدقه فى كل ما أخبر بهفنوقن بأنه لا ينطق عن الهوى، فالسنة وحى من قبل الله تعالى، فلا ندع لمنكري السنة اليوم مجالاً، ونقف أمامهم وقفة رجل واحد، نجاهدهم بالحجة والبيان، ونرد على شبهاتهم، وإن لم تستطع ذلك فلا أقل من أن نعرض الأمر على أهل الاختصاص ليذبوا عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم .وإلى المتشككين اليوم فى سنة النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث لنعرف إيماننا من إيمان الصحابة، قال صلى الله عليه وسلم : (وبينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها، فالتفتت إليه فكلمته فقالت: إنى لم أخلق لهذا، ولكنى خلقت للحرث، فقال الناس: سبحان الله! قال النبي صلى الله عليه وسلم "فإنى أؤمن بذلك وأبو بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما" [رواه البخاري]فالنبي صلى الله عليه وسلم يخبر بأن بقرة تكلمت، ولم يكن أبو بكر وعمر فى هذا المجلس- كما فى بعض الروايات- لكن يعلم أنهما يصدقانه فى كل ما يخبر به، لا كَحَالِ بعضنا اليوم، حين يرد سنة النبي صلى الله عليه وسلم لأنَّها لا تأتى على هواه.(ج) طاعته فيما أمر والانتهاء عما نهى عنه وزجرقال تعالي: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [آل عمران:31]عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كل أُمَتِى يدخلون الجنَّة إلاَّ من أَبَى، قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟! قال: من أطاعنى دخل الجنة، ومن عصانى فقد أبي) [رواه البخاري]فقبل أن نلقي باللائمة على الأعداء، فعلينا أن ننظر كيف تقديرنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنَّ الحيوانات والجمادات كانت تنقاد لرسول الله وتطيع أمره، وتَهَابه وَتُوَقِّرُه وتتأدب معه، وتَحِنُ إليه، فما بالنا لا ننقاد لسنته؟!كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يده علي جذع نخلة، حتى صُنِع له المنبر، قال جابر بن عبد الله رضى الله عنه: فلما وُضِع له المنبر سمعنا للجذع مثل أصوات العشار حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليه. [رواه البخاري]وكان الحسن البصري- رحمه الله- إذا حدَّث بهذا الحديث بكى ثم قال:"يا عباد الله، الخشبة تَحِنُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إليه؛ فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه" [سير أعلام النبلاء: (4/570)]وعن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دفعنا إلى حائط فى بنى النجار، فإذا فيه جمل لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأتاه فدعاه، فجاء واضعاً مشفره علي الأرض برك بين يديه.فقال: هاتوا خطاماً، فخطمه ودفعه إلي صاحبه، ثم التفت فقال: "ما بين السماء إلى الأرض أحد إلا يعلم أنى رسول الله، إلا عاصي الجن والإنس" [رواه الإمام أحمد فى مسنده وصححه الألبانى فى الصحيحة (1718)]أمرك حبيبك بالصلاة، فسل نفسك: هل تؤدى صلاة الفجر فى وقتها؟أَمَرَكِ أيتها المحبة بالحجاب فهل ارتديته؟أمرنا نترك الغيبة والنميمة فهل تركناها؟أمرنا ببر الوالدين وصلة الرحم والإحسان إلى الجارأمرنا بأن تغض بصرك فلا تنظر إلى المتبرجات فهل نفذت ما أمرك به حبيبك أيها المحب؟فهل أمره ملزما لنا؟ هل لا يقدم على قوله قول أحد عندنا؟ هل سنته هى منهاج حياتنا؟(د) أن لا نقدم قول أحد من البشر على قوله صلى الله عليه وسلم لما سئل ابن عباس فى مسألة فأفتى بكلام النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: لكنَّ أبا بكر يقول كذا وعمر يقول كذا!! فغضب، وقال: يوشك أن تنزل بكم حجارة من السماء أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون: قال أبو بكر وعمر!!..) [زاد المعاد (2/176)]هذا فى حق أبي بكر وعمر فكيف بمن جاء بعدهما؟!وقال الحميدي: "كنا عند الشافعي رحمه الله فأتاه رجل، فسأله فى مسألة؟ فقال: قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، فقال رجل للشافعي: ما تقول أنت؟! فقال: سبحان الله! أترانى فى كنيسة! أترانى فى بيعة! أترى على وسطى زنارا؟!أقول لك: قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تقول: ما تقول أنت؟!"(هـ) كثرة الصلاة عليهفقد حثنا ربنا على ذلك فقال: (إِنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56]وقال صلى الله عليه وسلم : (من صلى على حين يصبح عشرا، وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة) [رواه الطبراني فى الكبير وحسنه الألباني]وقال صلى الله عليه وسلم : (من صلَّى علىَّ واحدة صلَّى الله عليه عشر صلوات، وحط عنه عشر خطيئات، ورفع له عشر درجات) [رواه النسائي وصححه الألباني].وقال صلى الله عليه وسلم : (أكثروا الصلاة علىَّ، فإنَّ الله وكَّل بى مَلَكًا عند قبري، فإذا صلَّى علىّ رجل من أُمتى، قال ذلك الملك: يا محمد.. إنَّ فلان بن فلان صلَّى عليك الساعة) [رواه الديلمي وحسنه الألباني].لمَّا مات أحمد بن منصور الحافظ، جاء إلى أبى رجل، فقال:رأيته فى النوم وهو فى المحراب واقف بجامع شيراز، وعليه حلة وعلى رأسه تاج مكلل بالجوهر، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لى وأكرمني، قلت: بماذا؟ قال: بكثرة صلاتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم . [سير أعلام النبلاء: (16/473)](و) مطالعة أخباره ودراسة سيرته فى كل وقتفالمحبة تنتج عن المعرفة، فماذا تعرف عن حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ؟! إننا نحتاج أن نتدارس سيرته؛ ليكون خير أسوة وقدوة لنا فى جميع أحوالنا، فاقتن كتب السيرة وتذاكرها، مثل: "مختصر سيرة ابن هشام"، "الرحيق المختوم" للمباركفوري، "هذا الحبيب يا محب" للشيخ/ أبو بكر الجزائري،" وقفات تربوية فى السيرة النبوية" للشيخ/ أحمد فريد،" صحيح السيرة النبوية" لإبراهيم العلي.استمع لسلاسل الدروس الصوتية فى شرح السيرة لمن تصغى إليه من الدعاة، وهى كثيرة بفضل الله تعالى.رابعاً: العمل على إحياء سنته صلى الله عليه وسلمقال أنس بن مالك رضى الله عنه: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسى وليس فى قلبك غش لأحد فافعل. ثم قال لى: يا بني وذلك من سنتى، ومن أحيا سنتى فقد أحبنى، ومن أحبنى كان معى فى الجنة. [رواه الترمذي وقال: حسن غريب].فعلينا أن نحيى سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم وتطبيقها دون خجل، أو تساهل أو خوف من الناس، فكم من سنن الحبيب صلى الله عليه وسلم اندثرت نظراً لتبعيتنا للغرب الذي ظهر لكم ما يضمر، والله إن إحياء سنة كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو إليها أشد على أعدائنا من المقاطعة والشجب والاستنكار؛ لأن ذلك يظهر قوتنا واعتزازنا بهذا الدين وحبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .فهيا بنا إلى إحياء سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، والدعوة إليها، والتعاون على تطبيقها، وجعلها منهاجاً ننتهجه، ونبراساً يضيء لنا الحياة لنسير على خطاه صلى الله عليه وسلم ، فنحيا حياته، وننهل من مدرسته، فنعلو ونعلى دينه وسيرته فى العالمين.
اللهم ارزقنا حبك ، وحب من يحبك ، وحب عمل صالح يبلغنا حبك .
اللهم اجعل حبك أحب إلينا من أنفسنا وأهلنا وأموالنا والناس أجمعين .
اللهم ارزقنا حب الخيرات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين وإذا أردت بعبادك فتنة فتوفنا إليك غير فاتنين ولا مفتونين
__________________ياالله
كفانى عزا ان تكون لى ربا . وكفانى فخرا ان اكون لك عبدا