هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دخول

description التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم أصول وأحكام Empty التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم أصول وأحكام

more_horiz
التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم أصول وأحكام:

كثيرًا ما يتعرض الإنسان في حياته لمواقف كثيرة وأزمات صعبة يحتاج فيها لمن يقف بجواره، ويقدم له المساندة، والدعم النفسي والمعنوي، وربما المادي، وإذا احتاج الإنسان لأخيه الإنسان في شيء يقدر عليه ويستطيعه، فلا حرج ولا مانع، والأولى الاعتماد على من بيده الأمور، والثقة واليقين برب العالمين، مع الأخذ بالأسباب المباحة التي تعين الإنسان ـ بتوفيق الله سبحانه ـ على أن يتخطى مراحل صعبة في حياته.وعندما يتعرض المؤمن لابتلاء في دينه أو جسده أو ماله أو ولده، ينبغي أن يكون توجهه وتوكله ورجاؤه خالصًا في الله رب العالمين، مالك السموات والأرض وما بينهما، المتصرف في الخلائق بما يريد وكيف يريد، وإن رزق الله وفضله وكشف للضر لا يسوقه إليك حرص حريص، ولا يرده عنك كراهية كاره، فسبحانه من إله كريم، يعطي من يشاء بفضله، ويمنع من يشاء بعدله، ولا يسأله مخلوق عن علة فعله، ولا يعترض عليه ذو عقل بعقله! سبحان الله الكريم، قد يعطي وهو يمنع، وقد يمنع وهو يعطي، وقد تأتي العطايا على ظهور البلايا، وقد تأتى البلايا على ظهور العطايا، {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].وإذا نزل بالإنسان بلاء، فليتوسل إلى الله سبحانه، ويدعوه ويرجوه، وربما ترتفع حرارة النداء والرجاء، فيستغيث العبد بربه ومولاه، ولكن هذا الطريق طريق التوسل والاستغاثة ضل فيه قوم من المبتدعة والصوفية، وهدى الله الذين آمنوا به إلى صراط مستقيم، وإلى بيان ذلك بشيء من التفصيل في السطور القادمة، والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به.التوسل ... أقسام وأحكامورد لفظ الوسيلة في كتاب الله في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 3]، وهي الطريق الموصلة إلى الله تعالى، ولا طريق موصلة إليه عز وجل إلا الطريق التي يحبها الله ويرضى عنها، وتكون بطاعته وترك معصيته.قال ابن كثير رحمه الله: (يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين بتقواه، وهي إذا قرنت بطاعته كان المراد بها الانكفاف من المحارم وترك المنهيات، وقد قال بعدها: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}، قال سفيان الثوري عن طلحة عن عطاء عن ابن عباس: أي: القربة، وكذا قال مجاهد وأبو وائل والحسن وقتادة وعبد الله بن كثير والسدي وابن زيد وغير واحد، وقال قتادة: أي: تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه، وقرأ ابن زيد: (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة)، وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه، والوسائل والوسيلة: هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود)([1]) انتهى.وقال الشنقيطي رحمه الله: (اعلم أن جمهور العلماء على أن المراد بالوسيلة هنا هو القربة إلى الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، على وفق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بإخلاص في ذلك لله تعالى؛ لأن هذا وحده هو الطريق الموصلة إلى رضا الله تعالى، ونيل ما عنده من خير الدنيا والآخرة.وأصل الوسيلة: الطريق التي تقرب إلى الشيء، وتوصل إليه وهي العمل الصالح بإجماع العلماء؛ لأنه لا وسيلة إلى الله تعالى إلا باتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا فالآيات المبينة للمراد من الوسيلة كثيرة جدًّا كقوله تعالى: {وَمَا آتاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ} [الحشر: 7]، وكقوله: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللهَ فَٱتَّبِعُونِي} [آل عمران: 31]، وقوله: {قُلْ أَطِيعُواْ ٱللهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ} [النور: 54]، إلى غير ذلك من الآيات.وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن المراد بالوسيلة الحاجة ... وعلى هذا القول الذي روي عن ابن عباس فالمعنى: {وَٱبْتَغُواْ إِلَيهِ ٱلْوَسِيلَةَ}: واطلبوا حاجتكم من الله؛ لأنه وحده هو الذي يقدر على إعطائها، ومما يبين معنى هذا الوجه قوله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَٱبْتَغُواْ عِندَ ٱللهِ ٱلرِّزْقَ وَٱعْبُدُوهُ} [العنكبوت: 17]، وقوله: {وَٱسْأَلُواْ ٱللهَ مِن فَضْلِهِ} [النساء: 32]، وفي الحديث: (إذا سألتَ فاسأل الله)([2]).ثم قال الشنقيطي رحمه الله: التحقيق في معنى الوسيلة هو ما ذهب إليه عامة العلماء من أنها التقرب إلى الله تعالى بالإخلاص له في العبادة، على وفق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وتفسير ابن عباس داخل في هذا؛ لأن دعاء الله والابتهال إليه في طلب الحوائج من أعظم أنواع عبادته التي هي الوسيلة إلى نيل رضاه ورحمته([3]) انتهى.التوسل المشروع والممنوعوالتوسل لغة:هو التقرب، ومنه قوله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} أي: ما يقربهم إليه، وينقسم إلى قسمين توسل مشروع وتوسل ممنوع:فالتوسل المشروع:هو التقرب إلى الله تعالى بما يحبه ويرضاه من العبادات الواجبة أو المستحبة، سواء كانت أقوالًا أو أفعالًا أو اعتقادات وهذا أنواع:الأول: التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته، قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180] فيقدّم العبد بين يدي دعاء الله تعالى الاسم المناسب لمطلوبه كتقدم اسم الرحمن حال طلب الرحمة، والغفور حال طلب المغفرة، ونحو ذلك.الثاني: التوسل إلى الله تعالى بالإيمان والتوحيد، قال تعالى: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 53].الثالث: التوسل بالأعمال الصالحة بأن يسأل العبد ربه بأزكى أعماله عنده وأرجاها لديه كالصلاة والصيام وقراءة القرآن، والعفّة عن المحرّم ونحو ذلك، ومن ذلك الحديث المتفق عليه في الصحيحين في قصة الثلاثة نفر الذين دخلوا الغار، وانطبقت عليهم الصخرة، فسألوا الله بأرجى أعمالهم، ففرّج عنهم ما هم فيه([4]). ومن ذلك أن يتوسّل العبد بفقره إلى الله كما قال الله تعالى عن نبيه أيوب عليه السلام: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83]، أو بظلم العبد نفسه، وحاجته إلى الله كما قال تعالى عن نبيه يونس عليه السلام: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87].وهذا التوسل المشروع يختلف حكمه من نوع إلى آخر، فمنه ما هو واجب كالتوسل بالأسماء والصفات والتوحيد، ومنه ما هو مستحب كالتوسل بسائر الأعمال الصالحة.ومن ذلك أيضًا التوسل بدعاء العبد الصالح وهي حيّ، والعالم الرباني، فهذا لا بأس بطلب الدعاء منه، ما لم يتخذ عادة ومع أي أحد ويكون المرء فيه متكلًا على دعاء هؤلاء مع تفريطه.أما التوسل البدعي الممنوع:فهو التقرب إلى الله تعالى بما لا يحبه ولا يرضاه من الأقوال والأفعال والاعتقادات، ومن ذلك: التوسل إلى الله بدعاء الموتى، ونحو ذلك، فهذا شرك أكبر مخرج من الملة منافٍ للتوحيد، فدعاء الله تعالى سواء كان دعاء مسألة كطلب النفع أو دفع الضر، أو دعاء عبادة كالذل والانكسار بين يديه سبحانه لا يجوز أن يُتوجه به لغير الله، وصرفه لغيره شرك في الدعاء، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]، فبيّن الله تعالى في هذه الآية جزاء من يستكبر عن دعاء الله؛ إما بأن يدعوا غيره أو بأن يترك دعائه جملة وتفصيلًا، كبْرًا وعُجْبًا وإن لم يدع غيره.وقال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [الأعراف: 55] فأمر الله العباد بدعائه دون غيره، والله يقول عن أهل النار: {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 97-98]، فكل ما اقتضى تسوية غير الله بالله في العبادة والطاعة فهو شرك به سبحانه، وقال تعالى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} [الأحقاف: 6].وقال سبحانه: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون: 117] فجعل الله تعالى من دعا غيره معه متخذًا إلهًا من دونه، وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر: 14]، فبين الله تعالى في هذه الآية أنه هو المستحق للدعاء لأنه المالك المتصرف لا غيره، وأن تلك المعبودات لا تسمع الدعاء، فضلًا عن إجابتها للداعي، ولو قُدِّر أنها سمعت لما استجابت، لأنها لا تملك نفعا ولا ضرا، ولا تقدر على شيء من ذلك.وإنما كفر مشركو العرب الذين بعث النبي صلى الله عليه وسلم لدعوتهم بسبب هذا الشرك في الدعاء إذ كانوا يدعون الله تعالى مخلصين له الدين في حال الشدة، ثم يكفرون به في الرخاء والنعمة بدعوة غيره معه سبحانه قال تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت: 65]، وقال سبحانه: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ} [الإسراء: 67]، وقال جل وعلا: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [يونس: 22].

description التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم أصول وأحكام Emptyرد: التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم أصول وأحكام

more_horiz
عليه افضل الصلاه والسلام
***
جزيت من الخير اكثره ...

ومن العطاء منبعه ...
لا حرمنا البارئ واياك جناته ..

description التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم أصول وأحكام Emptyرد: التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم أصول وأحكام

more_horiz
شكرا على الموضوع الإسلامي المميز
 التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم أصول وأحكام 235873

description التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم أصول وأحكام Emptyرد: التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم أصول وأحكام

more_horiz
موضوع رائع
بارك الله فيك
gg444g 

description التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم أصول وأحكام Emptyرد: التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم أصول وأحكام

more_horiz
موضوع رائع
بارك الله فيك
 التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم أصول وأحكام 886773 

description التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم أصول وأحكام Emptyرد: التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم أصول وأحكام

more_horiz
باقات من الشكر والتقدير لجهودكم ،،،



privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

جميع الحقوق محفوظة لدليل الاشهار العربي