ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون
قال سبحانه في محكم تنزيله :
{ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }
[ سورة البقرة ، الآية : 229 ]
عن أنس رضي الله عنه :
(( يؤتى بالحكام يوم القيامة ، بمن قصر وبمن تعدى ، فيقول - عز وجل - : أنتم خزان أرضي ، ورعاء عبيدي ، وفيكم بغيتي ،
فيقول للذي قصر : ما حملك على ما صنعت ؟ فيقول : رحمته ، فيقول الله : أنت أرحم بعبادي مني ! ويقول للذي تعدى : ما
حملك على الذي صنعت ؟ فيقول : غضبا مني ، فيقول : انطلقوا بهم فسدوا بهم ركنا من أركان جهنم ))
[ حسن ،، أخرجه أبو سعيد النقاش في كتاب القضاة ]
وعن حذيفة رضي الله عنه :
(( يؤتى بالولاة يوم القيامة عادِلِهمْ وجائِرِهِمْ ، حتى يقفوا على جسر جهنم ، فيقول اللَّه عز وجل : فيكم طلبتي ، فلا يبقى جائرٌ في حكمه
، مُرتشٍ في قضائه ، مميلٌ سَمْعَه أحدَ الخصمين إلا هوى في النار سبعين خريفًا ، ويؤتى بالرجل الذي ضرب فوق الحد فيقول اللَّه : لم
ضربت فوق ما أمرتك ؟ فيقول : يا رب ، غضبت لك . فيقول : أكان لغضبك أن يكون أشد من غضبي ؟!! ويؤتى بالذي قصَّر فيقول :
عبدي لِمَ قصرت ؟ فيقول : رحمته ، فيقول : أكان لرحمتك أن تكون أشدَّ من رحمتي ؟!! ))
[ حسن لغيره ،، أخرجه أبو يعلى كما في كنز العمال ]
إن أشد الظلم ما كان من ولي الأمر وأعظم الألم من الجور هو ألم تعذيبه لما له من قوة وما عنده من سلطان ، فإن عذَّب الناس لا
يجدون من بطشه مفرًا إلا إلى الله ، ولذلك فإن الظالم من الملوك لن يجد مفرًّا من النار . فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( أيما راعٍ استرعى رَعِيَّة فَغَشَّها فهو في النار )).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أشد الناس يوم القيامة عذابًا إمام جائر )).
.:: تعليقـ ::.
ليس أحد أغير على حدود الله ومحارمه من الله ، ولا أحد أحب إليه العذر ، وأرجى عنده الرحمة من
الله ، ومن هنا فقد لزم الوقوف عند حدوده وأحكامه .
فمن حرم ما أحل الله ، أو زاد على الحد بدعوى الغيرة على دين الله فقد كذب وتعدى .
ومن أحل ما حرم الله ، أو انتقص من الحد بدعوى الرحمة بالناس فقد كذب وتعدى .
وقال تعالى : { وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }