عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات، أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه))؛ رواه البخاري.
ﻟﻘﺪ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ؛ قال ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، ﻭﻗﺎﻝ - ﺟﻞ ﻭﻋﻼ -: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82]، ﻭﻗﺎﻝ - صلى الله عليه وسلم -: ((ﺍﻟﺘﺎﺋﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻛﻤﻦ لا ﺫﻧﺐ ﻟﻪ))؛ رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.
ﻓﻤﻦ ﺍﻗﺘﺮﻑ شيئًا ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﺩﺭ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻨﺪﻡ ﻭالإﻗﻼﻉ ﻭﺍﻟﺤﺬﺭ ﻭﺍﻟﻌﺰﻡ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺃلا ﻳﻌﻮﺩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ؛ تعظيمًا ﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، وإخلاصًا ﻟﻪ، وحذرًا ﻣﻦ ﻋﻘﺎﺑﻪ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺘﻮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺎﺋﺒﻴﻦ، ﻓﻤﻦ ﺻﺪﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ - ﻭﻧﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻭﻋﺰﻡ عزمًا صادقًا ﺃلا ﻳﻌﻮﺩ ﻭﺃﻗﻠﻊ ﻣﻨﻬﺎ تعظيمًا ﻟﻠﻪ وخوفًا ﻣﻨﻪ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻳﻤﺤﻮ ﻋﻨﻪ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ؛ فضلاً ﻣﻨﻪ وإحسانًا - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫا ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ظلمًا ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺤﻖ، ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻣﻤﺎ ﻭﻗﻊ ﺑﺎﻟﻨﺪﻡ، ﻭالإﻗﻼﻉ، ﻭﺍﻟﻌﺰﻡ ﺃلا ﻳﻌﻮﺩ، ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻤﺴﺘﺤﻘﻴﻪ ﺃﻭ ﺑﺘﺤﻠﻠﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻛﺄﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﺤﻖ: ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺃﻭ ﺍﻋﻒ ﻋﻨﻲ، ﺃﻭ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺣﻘﻪ، وﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺃﺧﻴﻪ، ﺑﺄﻥ ﻳﺮﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻭ ﻳﺘﺤﻠﻠﻪ ﻣﻨﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ عرضًا ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺤﻠﻠﻪ ﻣﻨﻪ أيضًا، ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻭ ﺧﺎﻑ ﻣﻦ ﻣﻐﺒﺔ ﺫﻟﻚ ﻛﺄﻥ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺇﺧﺒﺎﺭﻩ ﺷﺮ ﺃﻛﺜﺮ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻪ، ﻭﻳﺪﻋﻮ ﻟﻪ ﻭﻳﺬﻛﺮﻩ ﺑﺎﻟﻤﺤﺎﺳﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻋﻨﻪ ﺑﺪلاً ﻣﻤﺎ ﺫﻛﺮﻩ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻏﺘﺎﺑﻪ ﻓﻴﻬﺎ؛ ﻟﻴﻐﺴﻞ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ الأﻭﻟﻰ ﺑﺎﻟﺤﺴﻨﺎﺕ الآﺧﺮﺓ ﺿﺪ ﺍﻟﺴﻴﺌﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮﻫﺎ سابقًا، ﻭﻳﺴﺘﻐﻔﺮ ﻟﻪ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﻟﻪ، والله أعلم.