مكانتها:
فلسطين هي الجزء الجنوبي من بلاد الشام التي تتميز بكونها أرض البركة والخير والنماء، كما يعتبر جزء كبير من فلسطين وأيضا من الأردن المجاورة أرض القداسة والطهر التي وردت في القرآن الكريم باسم "الأرض المقدسة".عاصمتها وأهم مدينة فيها هي مدينة القدس التي يوجد فيها المسجد الأقصى المبارك، "بيت المقدس"، وهذا المسجد بارك الله حوله بالخيرات والثمار وكثرة الأنهار، وكذلك بالأنبياء والصالحين. قال تعالى: "(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (سورة الإسراء: 1) فهي بلاد جميلة مباركة، حباها الله بتربة خصبة ومناخ معتدل وهواء عليل وطبيعة رائعة، وعمرها منذ قديم الزمان بالمؤمنين الموحدين.
تعاقب عليها الأنبياء، حيث يعتقد أن آدم عليه السلام الباني الأول للمسجد الأقصى المبارك، ثم هاجر إليها إبراهيم ولوط عليهما السلام، فأقام بها ابراهيم وولده إسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب ثم يوسف عليهم السلام. وإليها خرج موسى عليه السلام بقومه من مصر، ثم أقام داود وسليمان عليهما السلام فيها مملكة عظيمة، ثم بعث بها عيسى بن مريم عليه السلام، وأخيرا زارها محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والمرسلين، في رحلة الإسراء وعرج منها إلى السماء في رحلة المعراج.
كما أنها أرض القداسة والطهر التي لا يعمر فيها ظالم، والتي شهدت معارك فاصلة أنهت عدوان دول طاغية، مثل الفرس والرومان والصليبيين والتتار، كما أشار الرسول، صلى الله عليه وسلم، في بعض أحاديثه، إلى أن "بيت المقدس" وأكنافه، أي أرض فلسطين والشام عموما، ستكون عقر دار المؤمنين في وقت الفتن وحتى آخر الزمان، وفيها مقتل الدجال، وهلاك يأجوج ومأجوج قبل قيام الساعة.
جغرافيتها:
تبلغ مساحة فلسطين 27 ألف كم مربع، تمتد كشريط على الساحل الجنوبي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وتحيط بها من الشمال والشرق باقي بلاد الشام (سوريا ولبنان والأردن)،
بينما تحدها مصر من جهة الجنوب الغربي.
تتميز فلسطين بوجود موانئ كثيرة لها على البحر الأبيض المتوسط، أهمها غزة وعسقلان ويافا وحيفا وعكا. وأهم مدنها مدينة "القدس" التي تقع في منتصفها تقريبا، ومدينة "الخليل، التي تعد ثاني أهم مدن فلسطين بعد القدس وتقع إلى الجنوب من القدس، وكذلك مدينة "غزة" التي تعد أقرب مدن فلسطين إلى مصر.
فلسطين تحت الاحتلال:
ظلت فلسطين جزءا من بلاد الشام والتي كانت بدورها جزءا من دولة الخلافة العثمانية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918م، حيث احتلت بريطانيا فلسطين بينما احتلت فرنسا سوريا، وأقرت الدولتان الاستعماريتان تقسيم بلاد الشام بينهما، والتمهيد لإقامة دولة الاحتلال الصهيوني "إسرائيل" على أرض فلسطين.
مع نهاية الاحتلال البريطاني لفلسطين عام 1948م، شنت العصابات الصهيونية بدعم من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، حرب إبادة على شعب فلسطين للاستيلاء على أرضه، وأقامت هذه العصابات دولة"إسرائيل"على أكثر من 78% من مساحة فلسطين، بعد تشريد نحو ثلثي الشعب الفلسطيني الذين أصبحوا لاجئين.
ثم استولى الصهاينة على الأجزاء الباقية من فلسطين عام 1967م، ومنها البلدة القديمة في القدس والتي يوجد بها المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة التي يعظمها
النصارى. وهذه الأجزاء المحتلة عام 1967م يعتبرها القانون الدولي أرضا محتلة، ويجري التفاوض عليه حاليا لإعادتها للفلسطينيين مقابل اعترافهم بالاحتلال الصهيوني لباقي أجزاء فلسطين..
ورغم المفاوضات المستمرة منذ عام 1990م، لا تزال سلطات الاحتلال الصهيوني تصادر مساحات كبيرة من هذه الأراضي المحتلة لتوطين المهاجرين اليهود، ولطرد الفلسطينيين وتشريدهم، كما تتفنن في وسائل طرد الفلسطييين ولا تتورع عن ارتكاب المجازر الوحشية بحقهم، ومنها الحرب التي شنتها على "غزة" أواخر عام 2008م وأوائل عام 2009م، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 4000 فلسطيني. كما يواصل المحتلون سياسة تهويد في "القدس"، بهدف طمس معالمها العربية والاسلامية، ومن بينها المسجد الأقصى المبارك، والذي يطلق عليه الصهاينة اسم "جبل المعبد" أو "الهيكل".رغم الاحتلال والعدوان المستمرين، لا يزال نحو 50% من أهل فلسطين يعيشون في أرض فلسطين، ويتركزون في أجزائها المحتلة منذ عام 1967م. كما تتركز نسبة كبيرة من الفلسطينيين في مدينة غزة وقطاعها، فرغم أنها من الأجزاء التي احتلها الصهاينة عام 1967م، إلا أن المحتلين أخرجوا منها عام 2005م، بفعل انتفاضة الأقصى المباركة التي انطلقت عام 2000م. وفضلا عن شجاعتهم في مقاومة الاحتلال، حيث برز بينهم قادة مجاهدون، مثل عز الدين القسام، والشيخ أحمد ياسين، يتميز الفلسطينيون بكونهم من أذكى الشعوب وأكثرها حرصا على العلم والثقافة، فنسبة الأمية بينهم لا تتعدى 7%. كما أنهم ماهرون في التجارة في الزراعة.