قال أحد الحكماء ذات مرة:” إن كثيراً من الناس وصلوا إلى أبعد مما ظنوا أنفسهم قادرين عليه لأن شخصا آخر ظن أنهم قادرون على ذلك “
في إحدى أركان مترو الأنفاق المهجورة كان هناك صبي هزيل الجسم شارد الذهن يبيع أقلام الرصاص ويمارس الشحاذة ، مرَّ عليه أحد رجال الأعمال فوضع دولارا في كيسه ثم استقل المترو في عجله , وبعد لحظة من التفكير, خرج من المترو مرة أخرى, وسار نحو الصبي, و تناول بعض أقلام الرصاص , وأوضح للشاب بلهجة يغلب عليها الاعتذار، أنه نسي التقاط الأقلام التي أراد شراءها وقال: (إنك رجل أعمال مثلي ولديك بضاعة تبيعها وأسعارها مناسبة للغاية) ! ثم استقل القطار التالي.
بعد شهور من هذا الموقف وفي إحدى المناسبات الاجتماعية تقدم موظف مبيعات مهندم أنيق
نحو رجل الأعمال وقدم نفسه له قائلا: “إنك لا تذكرني على الأرجح, وأنا لا أعرف حتى اسمك , ولكني لن أنساك ما حييت. إنك أنت الرجل الذي أعاد إلي احترامي لنفسي . لقد كنت (شحاذا) أبيع أقلام الرصاص إلى أن جئت أنت وأخبرتني أنني (رجل أعمال)”.
من كتاب غير حياتك