بســـــــــم الله الرحمــــــن الرحيـــــم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ومـن سيئـات أعمـالنـا مـن يهـده الله فـلا مضل له ومن يضلل فلا هـادي لـه
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسولـه
أما بعد .....
● أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
سورة البقرة
:black_small_square: قوله تعالى : ( الطلاق مرتان ) ج7
الحديث الثالث من أدلتهم : هو ما رواه أبو داود في " سننه " حدثنا أحمد بن صالح ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا ابن جريج ، قال : أخبرني بعض بني أبي رافع مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : طلق عبد يزيد أبو ركانة وإخوته أم ركانة ، ونكح امرأة من مزينة ، فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : ما يغني عني إلا كما تغني هذه الشعرة - لشعرة أخذتها من رأسها - ففرق بيني وبينه . فأخذت النبي - صلى الله عليه وسلم - حمية ، فدعا بركانة وإخوته ، ثم قال لجلسائه : " أترون فلانا يشبه منه كذا وكذا من عبد يزيد ؟ وفلانا يشبه منه كذا وكذا " ؟ قالوا : نعم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " طلقها " ففعل ، فقال : " راجع امرأتك أم ركانة " فقال : إني طلقتها ثلاثا يا رسول الله ، قال : " قد علمت راجعها " وتلا : ياأيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة [ 65 \ 1 ] " .
قال مقيده عفا الله عنه : والاستدلال بهذا الحديث ظاهر السقوط ; لأن ابن جريج قال : أخبرني بعض بني أبي رافع ، وهي رواية عن مجهول لا يدرى من هو ، فسقوطها كما ترى . ولا شك أن حديث أبي داود المتقدم أولى بالقبول من هذا الذي لا خلاف في ضعفه.
وقد تقدم أن ذلك فيه أنه طلقها البتة ، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحلفه ما أراد إلا واحدة ، وهو دليل واضح على نفوذ الطلقات المجتمعة كما تقدم.
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن