اغسل قلبك من كل ذرة كبر قبل الرحيل
كلٌّ آتيه الدَّورُ، وراحلٌ يومًا ما إلى حفرة ضيِّقة مظلمة، تتماثل فيها السُّكنى لكلِّ الناس من أهل الأرض، ممن اعتادوا رَغَد العيش في البيوت الفارهة والقصور، أو تشرَّدوا على أرصفة الشوارع ردحًا مِن أعمارهم، أو ممن اتخذوا من المقابر سكنًا لهم في حياتهم قبل أن تحتضنهم أمواتًا.
قبرٌ سقفه وأرضه وكل جدرانه مِن تراب، تعُود فيه كلُّ الأجساد - مهما علا شأن صاحبها أو قلَّ في دنياه - إلى أصل خلقِها من تراب، وتستردُّ الأرض ما كان منها ولها على الدوام، فلا فرق بين ترابِ هذا وذاك.
لا أنيس هناك في ذاك المكان المُوحِش لوافده الجديد سوى عملِه الصالح، بعد أن يعود الأهل والأصحاب، ولم يعُد يُجْدِي كلُّ ما جمعه مِن مال، وما كان فيه من عز وجاهٍ في حياته الدنيوية.
فلا تَدَعِ انشغالك بمالِك وتِجارتك وكلِّ شؤون حياتك يُعطِّلُ صلاتك أو يؤخِّرها، أو يُنْسِيك ذكرَ ربِّك والصلاةَ والسلام على نبيِّنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ولا تحرِمْ نفسك أجرَ صدقات هذا المال، ودَعْ عنك كل ذرة كِبْرٍ في قلبك؛ فقد تكون هي ما تَحُولُ بينك وبين الجِنان!
الالوكة