حوار حول صفات الله
صفات الله :
قال الفتى صفات الله قضيتنا اليوم .
قال المعلم وما قول الفرق فيها ؟
قال الفتى قال بعضهم صفات الله قائمة بذاته أى أنها ليست ذاته ولا غير ذاته كما قالوا فى الصفات الله لا يشبهه شىء ولا يشبه شيئا لأنه لو أشبهها لكان حكمه فى الحدث حكمها ولو أشبهها لم يخل من أن يشبهها من كل الجهات أو من بعضها وفى الحالين يكون محدثا من حيث أشبهها وقال بعضهم إن أسماء الله وصفاته لذاته لا هى الله ولا هى غير الله وأنها قائمة بالله ولا يجوز أن تقوم بالصفات صفات وقالوا إن صفات الله لا تتغاير وأن العلم لا هو القدرة ولا غيرها وكذلك كل صفة من صفات الذات لا هى الصفة الأخرى ولا غيرها وقالوا إن وجه الله لا هو الله ولا هو غيره وهو صفة له وكذلك يداه وعينه وبصره صفات له لا هى هو ولا غيره وإن ذاته هى هو ونفسه هى هو وإنه موجود لا بوجود وشىء لا بمعنى أنه كان شيئا .
قال المعلم الخطأ العام فى الأقوال هو أن الصفات ليست هى الله وليست هى غير الله
قال الفتى أظن من الجنون قولهم أن الصفات ليست هى الله ولا غيره .
قال المعلم كلمة الصفات مستعملة هنا استعمال خاطىء لإطلاقها على الأفعال
قال الفتى وما الصواب ؟
قال المعلم إذا قصدوا بها الأسماء التى تطلق على الله
قال الفتى وما الحق فى تلك الحال ؟
قال المعلم إن الأسماء أى الصفات هى ألفاظ مخلوقة ومن ثم فهى ليست الذات الإلهية ومن ثم فهى شىء غير الله وهى جزء من مخلوقاته .
قال الفتى وما الأخطاء الأخرى ؟
قال المعلم الخطأ الثانى هو أن الصفات لا تتغاير بمعنى لا تختلف فالصفات بمعنى الأسماء تختلف فى المعنى بدليل أن الرحمة كما فى الرحمن والرحيم وذو الرحمة غير الشدة كما فى الجبار والمنتقم وشديد العقاب والخطأ الثالث هو أن كل صفة ليست هى الصفة الأخرى ولا غيرها
قال الفتى هذا هو الجنون فإما أن تكون الصفة نفسها الصفة الأخرى أو تكون غيرها من الصفات
قال المعلم صدقت فالصفات أى الأسماء تنحصر فى خمسة أمور هى الخلق والرحمة والعقاب والحكم والرزق وهذا الصفات بعضها غير بعض إن أخذ كل منها بمفرده .
قال الفتى وماذا عن القول الأخير ؟
قال المعلم أن ألفاظ وجه ويد وبصر وسمع الله دالة على أفعال الله من ثواب وعقاب ورزق وقدرة وغير ذلك لكونه واحد أحد كما قال بسورة الإخلاص"قل هو الله أحد" وتلك الألفاظ تدل على أجزاء الله -لو أخذت على ظاهرها- ليس له أجزاء وإنما هو واحد
قال الفتى وهل أفعال الله ليست هى الله وليست هى غيره ؟
قال المعلم أفعال الله ليست الله وإنما هى غيره أى مخلوقاته فالثواب مثلا هو المخلوق المسمى الجنة والنصر والعقاب هو المخلوق المسمى النار والألم وهكذا كل فعل دال على مخلوق
قال الفتى زدنى علما .
قال المعلم يقولون الصفة تدل على الموصوف أى الفعل يدل على صاحبه ومن ثم فأفعال الله تدل عليه ولو قلنا أن أفعال الله هى الله لوقعنا فى التشبيه ولوقعنا فى الحلول
قال الفتى وهى هذه الأفعال أى الصفات قديمة ؟
قال المعلم هذه الأفعال محدثة فهى لم تكن موجودة ثم وجدت ولذا لا يصح أن نقول أنها قديمة بمعنى سابقة على الوجود الكائن
قال الفتى وما حقيقة القدم ؟
قال المعلم إن كلمة القدم تعنى السبق وهناك نوعين من السبق 1- سبق الخلق ويعنى أن الله هو الأول أى السابق على الوجود المخلوق منه 2- السبق الزمنى ويعنى حدوث شىء قبل شىء وهو لا يوجد إلا فى المكان أى الكون لأن الزمن لا يوجد إلا فى مكان لقوله تعالى بسورة التوبة "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض "فهنا ابتدأ الزمان مع خلق المكان .