وقفة مع آية
كنز الأموال
قال تعالى ((وَالّذِينَ يَكْنِزُونَ الذّهَبَ وَالْفِضّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنّمَ فَتُكْوَىَ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأنْفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ)) التوبه\34
بداية وقبل أن نبدأ بالحديث عن الكنز لا بد أن نعلم بإن المال هو مال الله لقوله تعالى ((وَآتُوهُمْ مّن مّالِ اللّهِ الّذِيَ آتَاكُمْ))النور33
والإنسان مستخلف في هذا المال يتصرف به حسبما أراد الشرع وليس حسب هواه قال تعالى ((وَأَنفِقُواْ مِمّا جَعَلَكُم مّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ)) الحديد 7
فالتصرف بالمال ليس مطلقاً وإنما مقيد بحدود الشرع التي فرضها وأباحها أو منعها وحرمها ومن هذه القيود الكنز والذي يعني في اللغة الإغلاق على المال وخزنه وجمعه بعضه على بعض سواء أكان في بطن الأرض أم في أي مكان دونما تصرف فيه فمن مفهوم الإغلاق او الدفن يشير إلى عدم اخراجه فإذا اخرج لم يعد كنزاً , أما معناه الشرعي فهو نفس المعنى اللغوي اي هو مجرد جمع المال بعضه إلى بعض لغير حاجة فإن دفن المال يعني حفظه لعدم الحاجة اليه وخزن المال وإغلاقه يعني عدم الحاجة إليه إذ إن وضع المال موضع الإنفاق يجعل دفنه أو خزنه غير وارد أما إذا كان جمع المال لحاجة مشروعة يراد إنفاقه عليها فليس هذا بكنز
والحقيقة أن من يتمعن بمعنى الكنز وفي حقيقته وفي واقعه يرى أنه يشكل خطراً وضرراً كبيراً على المجتمع فالمال هو جزء من ثروة الأمة بشكل عام والإنسان يتصرف في هذا المال بما يعود بالنفع عليه وعلى أمته بالخير فالتاجر مثلاً الذي يتاجر بالمال يخدم المزارع ويخدم الصانع والعامل وفي نفس الوقت يزيد من ثروة البلد بواسطة ما يقدمه من خدمات تسويقية وبواسطة ما يجلبه من عملات صعبة من خارج حدود الدولة التي يعيش بها وكذلك المزارع والصانع والعامل .
أما خطر الإغلاق على المال فهو كبير لأن هذا المال الذي أغلق عليه هو في الأصل ثمرة جهود مجتمع وليس ثمرة جهد الذي ملك هذا المال , وبالإغلاق عليه فإنما نقوم بوأد جهود المجتمع وحرمانها من التداول والحركة الاقتصادية في السوق
والله سبحانه وتعالى أعلم وهو الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب
كنز الأموال
قال تعالى ((وَالّذِينَ يَكْنِزُونَ الذّهَبَ وَالْفِضّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنّمَ فَتُكْوَىَ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأنْفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ)) التوبه\34
بداية وقبل أن نبدأ بالحديث عن الكنز لا بد أن نعلم بإن المال هو مال الله لقوله تعالى ((وَآتُوهُمْ مّن مّالِ اللّهِ الّذِيَ آتَاكُمْ))النور33
والإنسان مستخلف في هذا المال يتصرف به حسبما أراد الشرع وليس حسب هواه قال تعالى ((وَأَنفِقُواْ مِمّا جَعَلَكُم مّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ)) الحديد 7
فالتصرف بالمال ليس مطلقاً وإنما مقيد بحدود الشرع التي فرضها وأباحها أو منعها وحرمها ومن هذه القيود الكنز والذي يعني في اللغة الإغلاق على المال وخزنه وجمعه بعضه على بعض سواء أكان في بطن الأرض أم في أي مكان دونما تصرف فيه فمن مفهوم الإغلاق او الدفن يشير إلى عدم اخراجه فإذا اخرج لم يعد كنزاً , أما معناه الشرعي فهو نفس المعنى اللغوي اي هو مجرد جمع المال بعضه إلى بعض لغير حاجة فإن دفن المال يعني حفظه لعدم الحاجة اليه وخزن المال وإغلاقه يعني عدم الحاجة إليه إذ إن وضع المال موضع الإنفاق يجعل دفنه أو خزنه غير وارد أما إذا كان جمع المال لحاجة مشروعة يراد إنفاقه عليها فليس هذا بكنز
والحقيقة أن من يتمعن بمعنى الكنز وفي حقيقته وفي واقعه يرى أنه يشكل خطراً وضرراً كبيراً على المجتمع فالمال هو جزء من ثروة الأمة بشكل عام والإنسان يتصرف في هذا المال بما يعود بالنفع عليه وعلى أمته بالخير فالتاجر مثلاً الذي يتاجر بالمال يخدم المزارع ويخدم الصانع والعامل وفي نفس الوقت يزيد من ثروة البلد بواسطة ما يقدمه من خدمات تسويقية وبواسطة ما يجلبه من عملات صعبة من خارج حدود الدولة التي يعيش بها وكذلك المزارع والصانع والعامل .
أما خطر الإغلاق على المال فهو كبير لأن هذا المال الذي أغلق عليه هو في الأصل ثمرة جهود مجتمع وليس ثمرة جهد الذي ملك هذا المال , وبالإغلاق عليه فإنما نقوم بوأد جهود المجتمع وحرمانها من التداول والحركة الاقتصادية في السوق
والله سبحانه وتعالى أعلم وهو الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب