1- يجوز أن يحتج الإنسان بالقدر على المصائب , فإذا مرض الإنسان أو مات أو ابتلي بمصائب بغير اختياره فله أن يحتج ّ بقدر الله فيقول : قدَّر
الله وما شاء فعل , وعليه أن يصبر , ويرضى إن استطاع ؛ لينال الثواب كما قال سبحانه :
( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ
رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) .
2 - لا يجوز أن يحتج الإنسان بالقدر على المعاصي فيترك الواجبات , أو يفعل المحرّمات ؛ لأن الله أمر بفعل الطاعات , واجتناب المعاصي ,
وأمر بالعمل , ونهى عن الاتكال على القدر , ولو كان القدر حجة لأحد لم يعذب الله المكذبين للرسل كقوم نوح وعاد وثمود ونحوهم , ولم يأمر
بإقامة الحدود على المعتدين .
ومن رأى القدر حجة لأهل المعاصي يرفع عنهم الذم والعقاب فعليه ألا يلم أحدا ً ولا يعاقبه إذا اعتدى عليه , ولا يفرّق بين من يفعل معه خيرا ً أو
شرا ً وهذا باطل .
منقول