بعد وفاة الرسول ” صلى الله عليه وسلم ” كان أمر الخلافة أول أمر يشكل على الصحابة فقد كانوا رضوان الله عليهم في مواجهة الموقف الجلل والذي شكل لهم صدمة ثم أدركوا أنه لا بد من تعيين خليفة لرسول الله ” صلى الله عليه وسلم ” يجمع كلمة المسلمين ويدير شؤونهم ويرعى مصالحهم وفق ما جاء به القرآن الكريم و ما جاءت به السنة النبوية المحمدية ، ووفق ما عايشوه من أفعاله “صلى الله عليه وسلم ” ، وقضائه في المسائل ، وفعلاً تم الأمر واختار الصحابة رضي الله عنهم جميعاً ، خليفة لرسول الله ليبدأ مع هذا الاختيار عهد الخلافة وعهد الخلفاء الراشدين المهديين .
[size=30]عدد الخلفاء الراشدين[/size]
عدد الخلفاء الراشدين الذي أجمع المسلمون على توليهم الخلافة بعد وفاة رسولنا الكريم محمد “صلى الله عليه وسلم ” هو أربعة خلفاء وأول من تولى الخلافة بعد النبي ” صلى الله عليه وسلم ” هو الصحابي الجليل أبي بكر الصديق وبعد وفاة أبي بكر رضي الله عنه تولى الخلافة فاروق الأمة الصحابي عُمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان وكان آخر الخلفاء الراشدين الأربعة هو علي بن أبي طالب ، رضي الله عنهم جميعاً .ووصف بعد السلف والعلماء المسلمين الخليفة المسلم عمر بن عبدالعزيز بالخليفة الخامس لما أقامه من عدل حيث حكم الأمة الإسلامية كحكم صحابة رسول الله ” صلى الله عليه وسلم ” .
يُقرّر الإمام أبو جعفر الطحاويّ -رحمه الله- في عقيدته المعروفة في كتابه العقيدة الطحاويّة عقيدة المسلمين من أهل السنّة والجماعة، وموقفهم من الصّحابة والخلفاء الراشدين؛ إذ يقول: (ونحبّ أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلم، ولا نُفرِّط في حبّ أحدٍ منهم، ولا نتبرّأ من أحدٍ منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبُّهم دين وإيمان وإحسان، وبُغضهم كفر ونِفاق وطُغيان، ونُثبت الخلافة بعد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أولّاً لأبي بكرٍ الصدّيق رضي الله عنه؛ تفضيلاً له وتقديماً على جميع الأمة، ثمّ لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثمّ لعثمان رضي الله عنه، ثمّ لعليٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديّون).