قال تعالى (( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا )) الحكمة هي العلوم النافعة والمعارف الصائبة والعقول المسددة و الألباب الرزينة وإصابة الصواب في الأقوال و الأفعال_ وهذا أفضل العطايا وأجل الهبات و لهذا قال ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) لأنه خرج من ظلمة الجهالات إلى نور الهدى_ ومن حمق الإنحراف في الأقوال والأفعال _ ألى إصابة الصواب فيها وحصول السداد .ولإنه كمل نفسه بهذا الخير العظيم_ وأستعد لنفع الخلق أعظم نفع في دينهم و دنياهم، وجميع الأمور لاتصلح إلا بالحكمة ( التي هي وضع الأشياء في مواضعها وتنزيل الأمور منازلها و الإقدام في محل الإقدام والإحجام في محل الإحجام )
ولكن ما يتذكر هذا الأمر العظيم وما يعرف قدر هذا العطاء الجسيم ( إلا أولو الألباب ) وهم أهل العقول الوافية و الأحلام الكاملة ، فهم الذين يعرفون النافع فيعملونه والضار فيتركونه : وهذان الأمران_ هما بذل النفقات المالية وبذل الحكمة العلمية أفضل ما تقرب به المتقربون إلى الله و أعلى ما وصلوا به إلى أجل الكرمات و هما اللذان ذكرهما النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( لا حسد إلا في إثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ، و رجل آتاه الله الحكمة فهو يعلمها للناس ) البقرة الآية 269
ولكن ما يتذكر هذا الأمر العظيم وما يعرف قدر هذا العطاء الجسيم ( إلا أولو الألباب ) وهم أهل العقول الوافية و الأحلام الكاملة ، فهم الذين يعرفون النافع فيعملونه والضار فيتركونه : وهذان الأمران_ هما بذل النفقات المالية وبذل الحكمة العلمية أفضل ما تقرب به المتقربون إلى الله و أعلى ما وصلوا به إلى أجل الكرمات و هما اللذان ذكرهما النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( لا حسد إلا في إثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ، و رجل آتاه الله الحكمة فهو يعلمها للناس ) البقرة الآية 269
من تفسير العلامة أبن سعدي رحمه الله /