وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا
بسم الله الرحمن الرحيم
: 148 البقرة{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ}
الوجهة ، والمراد القبلة ،أي إنهم لا يتبعون قبلتك وأنت لا تتبع قبلتهم ، ولكل وجهة إما بحق وإما بهوى.
: {هُوَ مُوَلِّيهَا} .والمعنى :ولكل صاحب ملة قبلة ، صاحب القبلة موليها وجهه ،
. وقيل :"موليها" أي متوليها.
: {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}أي إلى الخيرات ، أي بادروا ما أمركم الله عز وجل من استقبال البيت الحرام ، وإن كان يتضمن الحث على المبادرة والاستعجال إلى جميع الطاعات بالعموم ، فالمراد ما ذكر من الاستقبال لسياق الآي
. والمعنى المراد المبادرة بالصلاة أول وقتها ، والله تعالى اعلم.
- روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: "إنما مثل المهجر إلى الصلاة كمثل الذي يهدي البدنة ثم الذي على أثره كالذي يهدي البقرة ثم الذي على أثره كالذي يهدي الكبش ثم الذي على أثره كالذي يهدي الدجاجة ثم الذي على أثره كالذي يهدي البيضة" .
- وروى الدارقطني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن أحدكم ليصلي الصلاة لوقتها وقد ترك من الوقت الأول ما هو خير له من أهله وماله"
: "خير الأعمال الصلاة في أول وقتها".
وقال مالك
، فأما الصبح والمغرب فأول الوقت فيهما أفضل ،
أما الصبح فلحديث عائشة رضي الله عنها قالت :
"إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي الصبح فينصرف النساء متلفعات(متسترات بثوب يغطى جسدهن كلة) بمروطهن(كساء من صوف) ما يعرفن من الغلس" (ظلمة اخر الليل)-
في رواية –"متلففات". متفق علية
- وأما المغرب
فلحديث سلمة بن الأكوع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يصلي المغرب إذا غربت الشمس وتوارت بالحجاب ،أخرجهما مسلم.
- وأما العشاء
فتأخيرها أفضل لمن قدر عليه.
روى ابن عمر قال : مكثنا [ذات] ليلة ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة ، فخرج إلينا حين ذهب ثلث الليل أو بعده ، فلا ندري أشيء شغله في أهله أو غير ذلك ، فقال حين خرج :
"إنكم لتنتظرون صلاة ما ينتظرها أهل دين غيركم ولولا أن يثقل على أمتي لصليت بهم هذه الساعة".مسلم
- وفي البخاري عن أنس قال :أخر النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء إلى نصف الليل ثم صلى... ،
. وقال أبو برزة : كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحب تأخيرها.
-وأما الظهر
فإنها تأتي الناس [على] غفلة فيستحب تأخيرها قليلا حتى يتأهبوا ويجتمعوا
-قال مالك
: أول الوقت أفضل في كل صلاة إلا للظهر في شدة الحر. :
-وفي صحيح البخاري وصحيح الترمذي عن أبي ذر الغفاري قال :
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأراد المؤذن أن يؤذن للظهر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
"أبرد"ثم أراد أن يؤذن فقال له :"أبرد"حتى رأينا فيء التلول ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
"إن شدة الحر من فيح جهنم فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة" .
-وأما العصر
فتقديمها أفضل.
ولا خلاف أن تأخير الصلاة رجاء الجماعة أفضل من تقديمها ، فإن فضل الجماعة معلوم ،
وفضل أول الوقت مجهول وتحصيل المعلوم أولى
: {أَيْنَ مَا تَكُونُوا} شرط ، وجوابه :{يأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً}
يعني يوم القيامة ثم وصف نفسه تعالى بالقدرة على كل شيء لتناسب الصفة مع ما ذكر من الإعادة بعد الموت والبلى
بتصريف من تفسير القرطبى
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين