بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
الغلظة في التعامل، والخشونة في الأسلوب :
فالله تعالى يأمرنا أن ندعو إلى الله بالحكمة لا بالحماقة، وبالموعظة الحسنة،
لا بالعبارة الخشنة،
وأن نجادل بالتي هي أحسن
(ادْع إلى سبيلِ ربِّك بالحكمة والموعِظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) النحل:125.
ووصف رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله:
"لقدْ جاءكُمْ رسولٌ منْ أنفسِكم عزيزٌ عليه ما عنِتُّم حريصٌ عليكم بالمؤمِنين رؤوفٌ رحيم "التوبة:128
وخاطب رسوله مبيناً علاقته بأصحابه:
(فَبِما رحمةٍ مِنَ الله لِنْت لهمْ ولوْ كُنْت فظًّا غلِيظ القلْبِ لانْفضُّوا مِنْ حولك ) آل عمران: 159.
في مجال الدعوة، لا مكان للعنف والخشونة،
وفي الحديث الصحيح:
"إن الله يحب الرفق في الأمر كله "،
وقال صلى الله عليه وسلم :
"ما دخل الرفق في شيء إلاّ زانه، ولا دخل العنف في شيءٍ إلاّ شانه ".
وفي الأثر:
"من أمر بمعروف، فليكن أمره بمعروف "
ولا شيء يشينه العنف إذا دخله، مثل الدعوة إلى الله،
فإنها تحاول أن تدخل إلى أعماق الإنسان، لتجعل منه شخصاً ربانياً في مفاهيمه ومشاعره وسلوكه،
وتبدل كيانه كله وتنشئ منه خلقاً آخر، فكراً وشعوراً وإرادة،
كما أنها تهز كيان الجماعة هزاً، لتغير عقائدها المتوارثة، وتقاليدها الراسخة، وأخلاقها المتعارفة، وأنظمتها السائدة. .
وهذا كله لا يمكن أن يتم إلاّ بالحكمة ، والمعرفة بطبيعة الإنسان وعناده، وجموده على القديم، وأنه أكثر شيء جدلاً،
فلابد من الترفق في الدخول إلى عقله، والتسلل إلى قلبه، حتى نلين من شدته.
وهذا ما قصه علينا القرآن من مسالك الأنبياء والدعاة إلى الله من المؤمنين الصادقين،
كما نرى في دعوة إبراهيم لأبيه وقومه، ودعوة شعيب لقومه، ودعوة موسى لفرعون ،
وغيرهم من دعاة الحق والخير.
وحسبنا وصية الله تعالى للرسولين الكريمين موسى وهارون:
(اذهبا إلى فِرعون إنَّه طغى فقولا له قولاً ليِّناً لعلّه يتذكّرُ أو يخشى ) طه:43-44.
أما طريقة بعض الشباب المخلصين التي يتعاملون بها مع الناس في السلوك، أو يتحاورون بها مع المخالفين في الفكر،
فقد غلب عليها المخاطبة بالخشونة والشدة، والمواجهة بالغلظة والحدة،
ولم يعد جدالهم لمعارضيهم بالتي هي أحسن، بل بالتي هي أخشن،
ولم يفرقوا في ذلك بين الكبير والصغير..
ولم يميزوا بين من له حرمة خاصة كالأب والأم، ومن ليس كذلك..
ولا بين من له حق التوقير والتكريم كالعالم الفقيه، والمعلم المربي، ومن ليس كذلك،
ولا بين من له سابقة في الدعوة والجهاد، ومن لا سابقة له..
ولم يفصلوا بين من له عذره إلى حد ما -كالعوام والأميين والمخدوعين – من الجماهير المشغولة بمعاشها ومتاعبها اليومية،
ومن لا عذر له، ممن يقاوم الإسلام عن حقد، أو عمالة وخيانة، ويقتحم النار على بصيرة،
وقد حدث بأحد مساجد مصر أن رجلا كبيرا في السن بعد انتهاء الصلاة
قال لأحد الشباب (على عادة المصريين ) حرما
فلم يمد الشاب يده وإنما نظر له بتجهم وقال : "برما ”
فقال له يعني ايه برما ياابني ؟
فقال الشاب بحدة : أصل حرما لم ترد ؛
فقال الرجل وكله ضيق
يعني قلة الأدب هي التي وردت !!!!
منقول