محاسن الصدق ومساوىء الكذب
الصدق مطابقة الخبر للواقع وهو مطلوب من الانسان فى قوله وعمله واعتقاده ،وفى تحقيق مقامات الدين كلها.وقد أمر الله بالصدق فى عدة اّيات من كتابه واثنى على الصادقين فقال تعالى (( ياأيها الذين اّّّمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )) سورة التوبة وأخبر انه أعد لهم مغفرة وأجرا عظيما ومدح الصادقين والصادقات وقال تعالى ((فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ))(1) والصدق عنوان الاسلام وميزان الايمان وعلامة الكمال ،والصدق يهدى الى البر الجامع لأبواب الخير كلها الموصلة الى جنات النعيم ((ان الابرار لفى نعيم )) سورة الانفطار- والكذب الممقوت الداعى الى الفجور الجامع لأبواب الشر كلها المؤدية الى نار جهنم ((وان الفجار لفى جحيم )) سورة الانفطار- وقال صلى الله عليه وسلم ((عليكم بالصدق فان الصدق يهدى الى البر وان البر يهدى الى الجنة وان الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، واياكم والكذب فان الكذب يهدى الى الفجور وان الفجور يهدى الى النار وان الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا )) (2)
واذا تعلق الانسان بشىء وتخلق به عرف به حقا كان او باطلا وصار ممدوحا به أو مذموما عليه ، وخير ما يمدح به المرء هو الصدق فى الحديث وتجنب الكذب ،ومن صدق فى حديثه مخاطبا أو مجيبا وآمرا وناهيا وتاليا وذاكرا ومعطيا وآخذا كان عند الله وعند الناس صادقا محبوبا مكرما موثوقا به ، والصادق فى عمله بعيد عن السمعة والرياء لا يريد بفعله وتركه الا الله تعالى فصلاته وزكاته وصومه وحجه وجهاده ونطقه وصمته وحركته وسكونه كلها لله وحده لا شريك له لا يريد باحسانه غشا ولا خديعة ولا يطلب من أحد غير الله جزاء ولا شكورا ، لا يخالطه احد الا وثق به وأمنه على نفسه وأهله وماله .
يرغب الناس فى جواره ومعاشرته ومصاهرته ،وهو مؤتمن الأحياء ووصى الأموات وناظر الأوقاف وحافظ الودائع ومؤدى الحقوق الى ذويها وبذلك يكون معتبرا عند الله وعند الناس . قال صلى الله عليه وسلم ((البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فان صدقا وبينا بورك لهما فى بيعهما وان كذبا وكتما محقت بركة بيعهما)) رواه البخارى ومسلم . فالبركة مقرونة بالصدق والبيان والتلف والمحق مقرون بالكذب والكتمان والمشاهدة والواقع اكبر دليل على ذلك ، لا تجد صادقا الا مرموقا بين الناس بالمحبة والثناء والتعظيم يحوز الشرف وحسن السمعة والاعتبار ويتسابق الناس الى معاملته وبذلك تتم له سعادة الدنيا والآخرة . وهذا بخلاف الكذب المرذول فكلما افرط المرء فى الكذب والإخبار بما لم يقع عرف عند الله وعند خلقه بأنه كذاب فلا يقام له وزن ولا يأمنه أحد على شىء . فالكاذب يجنى على نفسه قبل ان يجنى على احد لا سيما اذا تحرى الكذب حتى يكتب كذابا فى السماء والارض ، فالكذب دليل على حقارة الكذاب وخيانته وقلة ادبه والكذب يفضى بصاحبه الى اللعن والطرد والفجور المؤدى الى النار فالكذب جماع الشر وأصل كل ذم لسوء عواقبه وخبث نتائجه .
وأعظم الكذب : الكذب على الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم -فى تحريم حلال او تحليل حرام وغير ذلك قال تعالى (( ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب . إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون، متاع قليل ولهم عذاب اليم )) سورة النحل آيه 116-117 – وقال تعالى (( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة )) سورة الزمر من آية -60-وقال- صلى الله عليه وسلم - (( من كذب على الله متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )) رواه البخارى ومسلم وغيرهما .وحسب الكذاب انه يتصف بصفات المنافقين ويبوء بالعذاب الاليم . قال -صلى الله عليه وسلم - (( آية المنافق ثلاث : اذا حدث كذب ، واذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان )) متفق عليه وفى حديث منام النبى – صلى الله عليه وسلم – الذى رواه البخاري فى صحيحه عن سمره بن جندب قال ( فأتينا على رجل مضطجع لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد يشرشر شدقه إلى قفاه وعينه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه ثم يذهب إلى الجانب الآخرفيفعل به مثل ما فعل فى الجانب الأول فما يرجع إليه حتى يصح كما كان فيفعل به مثل ما فعل فى المرة الأولى . قال : فقلت لهما من هذا قالا : هو الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق ))
وأعظم من ذلك الحلف وهو كاذب كما أخبر الله عن المنافقين بقوله (( ويحلفون على الكذب وهم يعلمون )) سورة المجادلة .وقال صلى الله عليه وسلم - (( ثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذاب أليم فذكر الحديث وفيه رجل باع سلعة فحلف بالله لأخذتها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير ذلك )) رواه البخاري ومسلم وغيرهما وقال – صلى الله عليه وسلم -(( كبرت خيانة)) ان تحدث أخاك حديثا هو لك فيه مصدق وانت له به كاذب )) رواه احمد والطبراني فى الكبير وغيرهما ،وقال عليه الصلاة والسلام (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا او ليصمت)) رواه البخاري ومسلم وقال(( وهل يكب الناس فى النار على وجوههم الا حصائد السنتهم)) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وقال ابن مسعود رضي الله عنه ((لايزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى ينكت في قلبه نكتة سوداء حتى يسود قلبه فيكتب عند الله من الكاذبين ))رواه مالك في الموطأ.
وعلى كل حال فالكذب من أكبر الكبائر واعظم المحرمات واشنع الأخلاق والصفات وابرز صفات النفاق ،وسئل بعض العلماء :كم وجدت في ابن آدم من العيوب قال:هي اكثر من ان تحصى والذى احصيت ثمانية آلاف عيب ووجدت خصلةان استعملها سترت تلك العيوب كلها وهي حفظ اللسان ، فما أنعم الله على عبد نعمة بعد الأسلام أفضل من الصدق ولا ابتلاه ببلية اعظم من الكذب وقد علقت سعادة الدنيا والآخرة والنجاة من شرورهما بالصدق فما انجى الله من انجى الا بالصدق ، وما أهلك من أهلك الا بالكذب .وقد قسم سبحانه المخلوقات إلى قسمين سعداء واشقياء فجعل السعداء هم أهل الصدق والتصديق والأشقياء هم أهل الكذب والتكذيب وجعل ابرز صفات المنافقين الكذب في أقوالهم وأفعالهم وأخبر سبحانه أنه لا ينفع العباد يوم القيامة الا صدقهم وانه أعد لهم بذلك جنات النعيم وأوجب لهم الخلود فيها ورضي الله عنهم لصدقهم في معاملته ورضوا عنه بجزيل من ثوابه ففازوا بأعظم مطلوب ((قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ابدا – رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم )) اللهم تفضل علينا بالصدق فى اقوالنا وافعالنا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الصدق مطابقة الخبر للواقع وهو مطلوب من الانسان فى قوله وعمله واعتقاده ،وفى تحقيق مقامات الدين كلها.وقد أمر الله بالصدق فى عدة اّيات من كتابه واثنى على الصادقين فقال تعالى (( ياأيها الذين اّّّمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )) سورة التوبة وأخبر انه أعد لهم مغفرة وأجرا عظيما ومدح الصادقين والصادقات وقال تعالى ((فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ))(1) والصدق عنوان الاسلام وميزان الايمان وعلامة الكمال ،والصدق يهدى الى البر الجامع لأبواب الخير كلها الموصلة الى جنات النعيم ((ان الابرار لفى نعيم )) سورة الانفطار- والكذب الممقوت الداعى الى الفجور الجامع لأبواب الشر كلها المؤدية الى نار جهنم ((وان الفجار لفى جحيم )) سورة الانفطار- وقال صلى الله عليه وسلم ((عليكم بالصدق فان الصدق يهدى الى البر وان البر يهدى الى الجنة وان الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، واياكم والكذب فان الكذب يهدى الى الفجور وان الفجور يهدى الى النار وان الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا )) (2)
واذا تعلق الانسان بشىء وتخلق به عرف به حقا كان او باطلا وصار ممدوحا به أو مذموما عليه ، وخير ما يمدح به المرء هو الصدق فى الحديث وتجنب الكذب ،ومن صدق فى حديثه مخاطبا أو مجيبا وآمرا وناهيا وتاليا وذاكرا ومعطيا وآخذا كان عند الله وعند الناس صادقا محبوبا مكرما موثوقا به ، والصادق فى عمله بعيد عن السمعة والرياء لا يريد بفعله وتركه الا الله تعالى فصلاته وزكاته وصومه وحجه وجهاده ونطقه وصمته وحركته وسكونه كلها لله وحده لا شريك له لا يريد باحسانه غشا ولا خديعة ولا يطلب من أحد غير الله جزاء ولا شكورا ، لا يخالطه احد الا وثق به وأمنه على نفسه وأهله وماله .
يرغب الناس فى جواره ومعاشرته ومصاهرته ،وهو مؤتمن الأحياء ووصى الأموات وناظر الأوقاف وحافظ الودائع ومؤدى الحقوق الى ذويها وبذلك يكون معتبرا عند الله وعند الناس . قال صلى الله عليه وسلم ((البيعان بالخيار ما لم يتفرقا فان صدقا وبينا بورك لهما فى بيعهما وان كذبا وكتما محقت بركة بيعهما)) رواه البخارى ومسلم . فالبركة مقرونة بالصدق والبيان والتلف والمحق مقرون بالكذب والكتمان والمشاهدة والواقع اكبر دليل على ذلك ، لا تجد صادقا الا مرموقا بين الناس بالمحبة والثناء والتعظيم يحوز الشرف وحسن السمعة والاعتبار ويتسابق الناس الى معاملته وبذلك تتم له سعادة الدنيا والآخرة . وهذا بخلاف الكذب المرذول فكلما افرط المرء فى الكذب والإخبار بما لم يقع عرف عند الله وعند خلقه بأنه كذاب فلا يقام له وزن ولا يأمنه أحد على شىء . فالكاذب يجنى على نفسه قبل ان يجنى على احد لا سيما اذا تحرى الكذب حتى يكتب كذابا فى السماء والارض ، فالكذب دليل على حقارة الكذاب وخيانته وقلة ادبه والكذب يفضى بصاحبه الى اللعن والطرد والفجور المؤدى الى النار فالكذب جماع الشر وأصل كل ذم لسوء عواقبه وخبث نتائجه .
وأعظم الكذب : الكذب على الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم -فى تحريم حلال او تحليل حرام وغير ذلك قال تعالى (( ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب . إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون، متاع قليل ولهم عذاب اليم )) سورة النحل آيه 116-117 – وقال تعالى (( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة )) سورة الزمر من آية -60-وقال- صلى الله عليه وسلم - (( من كذب على الله متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )) رواه البخارى ومسلم وغيرهما .وحسب الكذاب انه يتصف بصفات المنافقين ويبوء بالعذاب الاليم . قال -صلى الله عليه وسلم - (( آية المنافق ثلاث : اذا حدث كذب ، واذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان )) متفق عليه وفى حديث منام النبى – صلى الله عليه وسلم – الذى رواه البخاري فى صحيحه عن سمره بن جندب قال ( فأتينا على رجل مضطجع لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد يشرشر شدقه إلى قفاه وعينه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه ثم يذهب إلى الجانب الآخرفيفعل به مثل ما فعل فى الجانب الأول فما يرجع إليه حتى يصح كما كان فيفعل به مثل ما فعل فى المرة الأولى . قال : فقلت لهما من هذا قالا : هو الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق ))
وأعظم من ذلك الحلف وهو كاذب كما أخبر الله عن المنافقين بقوله (( ويحلفون على الكذب وهم يعلمون )) سورة المجادلة .وقال صلى الله عليه وسلم - (( ثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذاب أليم فذكر الحديث وفيه رجل باع سلعة فحلف بالله لأخذتها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير ذلك )) رواه البخاري ومسلم وغيرهما وقال – صلى الله عليه وسلم -(( كبرت خيانة)) ان تحدث أخاك حديثا هو لك فيه مصدق وانت له به كاذب )) رواه احمد والطبراني فى الكبير وغيرهما ،وقال عليه الصلاة والسلام (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا او ليصمت)) رواه البخاري ومسلم وقال(( وهل يكب الناس فى النار على وجوههم الا حصائد السنتهم)) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وقال ابن مسعود رضي الله عنه ((لايزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى ينكت في قلبه نكتة سوداء حتى يسود قلبه فيكتب عند الله من الكاذبين ))رواه مالك في الموطأ.
وعلى كل حال فالكذب من أكبر الكبائر واعظم المحرمات واشنع الأخلاق والصفات وابرز صفات النفاق ،وسئل بعض العلماء :كم وجدت في ابن آدم من العيوب قال:هي اكثر من ان تحصى والذى احصيت ثمانية آلاف عيب ووجدت خصلةان استعملها سترت تلك العيوب كلها وهي حفظ اللسان ، فما أنعم الله على عبد نعمة بعد الأسلام أفضل من الصدق ولا ابتلاه ببلية اعظم من الكذب وقد علقت سعادة الدنيا والآخرة والنجاة من شرورهما بالصدق فما انجى الله من انجى الا بالصدق ، وما أهلك من أهلك الا بالكذب .وقد قسم سبحانه المخلوقات إلى قسمين سعداء واشقياء فجعل السعداء هم أهل الصدق والتصديق والأشقياء هم أهل الكذب والتكذيب وجعل ابرز صفات المنافقين الكذب في أقوالهم وأفعالهم وأخبر سبحانه أنه لا ينفع العباد يوم القيامة الا صدقهم وانه أعد لهم بذلك جنات النعيم وأوجب لهم الخلود فيها ورضي الله عنهم لصدقهم في معاملته ورضوا عنه بجزيل من ثوابه ففازوا بأعظم مطلوب ((قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ابدا – رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم )) اللهم تفضل علينا بالصدق فى اقوالنا وافعالنا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم