منهجية في دراسة زاد المستقنع |
عبدالله بن سعيد أبو حاوي |
بسم الله الرحمن الرحيم هذا المتن مهم جدا لطالب العلم ،وهو للمتوسطين لا المبتدئين وهو من أكثر الكتب تعقيدا لكنه من أكثرها تقعيدا، ومتن الزاد هو الزاد بحق ، وقراءة هذا المتن لوحده صعبة لشدة اختصاره وتعقيد ألفاظه ، وهناك طريقة مجربة ونافعة بإذن الله : يبدأ الطالب أولا بقراءة المدخل للزاد للشيخ سلطان العيد فقد أجاد وأفاد فيعرف ماهو الزاد وماقيمته العلمية وماشروحه ،وكذلك المقارنة بينه وبين كتب المذهب الأخرى وهكذا بعد ذلك لابد من وجود ثلاثة كتب وهي : السلسبيل في معرفة الدليل للبليهي وكتاب الإمداد للفوزان وكتاب زوائد المسائل على الزاد لمحمد ال حسين وكلها شروح للزاد وحواشي. يبدأ طالب العلم بقراءة كتابين معا وهما السلسبيل والإمداد، وقد اعتنى البليهي بالدليل عناية فائقة ، فيقرأ فصلا من السلسبيل مثلا ، وقد لايفهم بعض العبارات لصعوبة الزادفإن فرغ من هذا الفصل فإنه ينتقل لقراءة هذا الفصل من الإمداد وهو سهل جدا وواضح ، ثم إن أراد أن يحشي من السلسبيل على الإمداد أو العكس وهذا حسن جدا، مع العلم أن صاحب السلسبيل لم يشرح كثيرا من العبارات ،لكن من يطالعه يجد فيه فرائد النقولات ونفائس المقولات وذكر الخلافيات والترجيح بين الروايات ،وكذلك ذكر اختيارات شيخ الإسلام وابن القيم -رحمهما الله- وقد زاد بعض الفروع وغيرها من الفوائد ، فإذا فهم الزاد وتصور مسائله ،وعرف الأدلة ومذاهب الأئمة ، انتقل بعد ذلك إلى زوائد الزاد للشيخ محمد ال حسين وهي حاشية أيضا على الزاد وزاد مسائل في كل باب ، وشرح هذه المسائل ، وقد جرد الزوائد من الإقناع غالبا ومن المنتهى وغيرها من كتب المذهب ، وبعد هذه الدراسة للزاد ومدخله وشروحه وحواشيه ينبغ طالب العلم في الفقه فيقرأ بعد ذلك ماشاء ويتوسع بعد ذلك فيقرأ في المغني والإنصاف لمعرفة كثير من الأدلة والخلاف، وغيرها من الكتب الأخرى ،ولاينسى الفتاوى والمسائل المعاصرة ،وكذلك أصول الفقه فلا بد من متن جامع لمسائله حتى تبنى بعض الفروع على الأصول . وأخيرا يستحيل أن يكون طالب العلم فقيها مالم يقرأ متنا في الفقه وكذلك بقية الفنون فلابد أولا من المتون والله أعلم . كتبه : عبدالله بن سعيد أبو حاوي . |