مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ
مختصر من درس " ابحث عن الذنب "
يقول ابن القيم :وهل في الدنيا شرور وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي؟
عن الذنوب ابحث
فما الذي أخرج أبويك من الجنة دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور إلى دار الآلام والأحزان والمصائب؟
مالذي أخرج آدم عليه السلام من الجنة إلا الذنب؟
ومالذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرد ولعن ومسخ ظاهره وباطنه فجعلت صورته أقبح صورة وأشنعها عندما يأتي لفظ الشيطان **كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ} [الصافات:65]
- المصيبة هنا أنه ذنب واحد أي: سيدنا آدم ماالذنب الذي فعله؟ أنه أكل من الشجرة ذنب واحد، وإبليس؟ ما ذنبه؟ أيضًا ذنب واحد (اسجد، لن أسجد) هذه كل القصة، فبالتالي هنا مما الخوف؟ ان الله قال: **فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} [الزلزلة:7،8]
- قواعد قرآنية :
قال تعالى :**لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} [النساء:123]
قال تعالى :** أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ}[الجاثية:21]
لا يمكن أن يساوي ربنا بين عاصٍ وبين صالح إلا إذا كان هذا العاصي لن يكون هذا اسمه لأنه تدارك نفسه بالتوبة فصار اسمه تائبًــا ولم يصبح اسمه عاصيًا, ولما تاب كأنه لم يعمل أي ذنب "التائب من الذنب كمن لا ذنب له ".
- حديث :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة"[الألباني، صحيح الجامع (379)].
* صنائع المعروف : المشاركة في الأعمال الخيرية.
* تقي : تدفع عنك.
* مصارع السوء : سوء الخاتمة.
* الآفات : الأصل في بني الإنسان العيب و النقصان، لا يوجد أحد منا معصوم، كلنا مليئين بالمشاكل و لكننا لا يمكن أن نقابل الله بها و هذا هو الإختبار في الدنيا.
و قد وُصف الإنسان بصفات سلبية عديدة في القرآن : ظلوم، كفور، كنود، قتور،**إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر:2] هذه الصفات فينا و المطلوب منا في الدنيا أن نتخلص منها بشيء واحد ألا و هو الإيــمان.
* الهلكات : عقوبات الذنوب.
عقوبات الذنوب
عندما تجد الأمور ليست على ما يرام، شجار على أتفه الأسباب مع الزوجة و الأولاد و الوالدين، عندما تجد عسرًا في الحال، و تشعر بضيق في الصدر و اختناق و اكتئاب و ملل و آفات و أمراض نفسية <<< عن الذنب ابحث !
الهدف من العقاب : لعلك ترجع.
** وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}[الأعراف:179].
ونحن في زمنٍ اشتدت فيه الغفلة لأن المغريات والشهوات والفتن فيه كثيرة فبالتالي تكون الغفلة شديدة جدًا، فلأجل أن توعظ أحد لن تجده يستجيب لك أبدًا.
إذًا كيف يعود لله ؟ يغدق عليه بالنعم التي لا تُعد و لا تُحصى...لكي يتذكر و يعتبر و يشكر...ليدرك نفسه و يراجعها. لكنهأخذها و عصي الله بها.
جعله الشيطان ينظر للأشياء القليلة التي لم يعطها الله له فبدأ يسخط و يعترض.
أعطاك النعم لأجل أن تذكره و تشكره فلم تفعل، لم يبق حل سوى العكس؛ المصائب و العقوبات. لكي تفهم ما معنى الذنب.
و مع ذلك فهناك أناس مريضة بالعند و الكبر...لا يعنيهم إذا عاقبهم الله...لا يجدون فرقًا.
فيلجأ الشيطان لوسوستهم باليأس و القنوط.
فيقول رب العزة : **قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[الزمر:53].
"لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي" [حسن، الألباني، صحيح الجامع(4338)].
لماذا يعاقبنا الله على الذنوب؟
** لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة: 21]
لعلهم يرجعون، فقد يتذكروني وقتها عندما يجدوا أنه لن يستطيع أحد أن ينقذهم من البلاء إلا رب العزة سيعرفون وقتها أن لهم رب ووقتها سيبكوا وسينكسروا وسيصبحوا عبيد وسيقولون له يارب اكشف عنا البلاء ولذلك يعاقب ولذلك كل منا على قدر إحساسه، فهناك شخص لا يحتاج أكثر من تنبيه وهناك من لابد أن يُعاقب لابد أن يأخذ صدمة يفيق منها.
- نحن لا نساوي عند الله شيئًا...فلو قال الله "كن ترابًا" ما المشكلة ؟ نحن خلق الله و لكنه لا يحتاج منا شيئًا...لو لم نصل و لم نصم و لم نتصدق و لم نسلم و لم نستشهد و لم نفعل أي شيء، هل سينقص الله شيء ؟
- كل البشر يعاملوك لأنفسهم أما الله فيعاملك لك.
إذا أدركنا هذا المعنى فسنذهب إليه وحده و سنرفع شعار (إني ذاهب إلى ربي سيهدين).
العقوبات التي تحدث بسبب المعاصي
1- المعاصي سبب الفساد في البر والبحر.
قال تعالى : **ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا}[العنكبوت:41].
:**ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} بماذا؟ **بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} لماذا؟ **لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا} انظر حتى وهو يعاقب رحيم.
و كيف أنه سبحانه قال "بعض" الذي عملوا..أي أنه لن يعاقبك على "كل" الذنوب لأنه يكفي بعضها، و اللبيب تكفيه الإشارة.
خذ هذا التنبيه، فتتعكر حياتك و افعل ما يحلو لك. هل ستعاند ؟ تعاند من ؟! هل ستصل لشيء بعنادك مع الله ؟!
قال أبو العالية: (فمن عصى الله في الأرض فقد أفسد في الأرض لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة).
ما مظاهر هذا الفساد في الدنيا ؟
1- انتشار النفاق والمتلونين قال الله : **وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} [البقرة:11،12].
2- من مظاهر الفساد المنتشرة في الأرض انتشار الظلم قال جل وعلا عن فرعون: **إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}[النمل:4].
3- انتشار الغش يقول الله على لسان سيدنا شعيب: **وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [هود:85] فينتشر الغش في التجارة وغيرها.
4- قطيعة الأرحام فتجد البيوت مهدمة من الداخل، والعائلات متنافرة، وينزغ الشيطان بينهم **فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}[محمد:22].
5- انتشار الرذائل ويصبح المعروف منكرًا والمنكر معروفًا. فتنتشر الرذائل في الدنيا، وشيئًا فشيئًا ماتسميه اليوم رذيلة وماتسميه اليوم قبيح مع الاستهلاك يصبح أمر عادي. ويكون كما وصف النبي عليه الصلاة والسلام قلبه كالكوز المنكوس "كالكوز مجخيًا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا" [صحيح مسلم(144)].
كما حدث مع قوم سيدنا لوط : **إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ} المفسدين ** قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }أي: أرنا ماذا ستفعل؟ فكانت دعوته: **قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ}[العنكبوت/30:28].
6- المادية. كل موازين الحياة أصبحت مادية. فانتشر الجشع و الطمع و اصبح المال كما قال النبي صلى الله عليه و سلم، فتنة هذه الأمة. "إن لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال" [الألباني،صحيح الترغيب(3253)].
- ما الذي يوقعنا في الذنوب ؟ إما شهوات أو شبهات.
إما شهوات فتجده واقعًا في شهوة من أعلى لأسفل. أو من كثرة المشاكل يريد الهروب فيلجأ للمخدرات و الخمور.
و عندما نهرب من المشكلة، تزداد المشكلة. تصبح المشكلة كالسجن..كالطوق الذي يحوم حوله.
قال الله تعالى : **بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ} [البقرة:81].
و عندما تتكلم معه يقول لك : يا ليت : **رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ} [الحجر:2] ربما يود الذين عصوا وأجرموا وفجروا وابتعدوا ياليتنا نستطيع ولكن لا نستطيع، هذا سجن الذنب.
- نحتاج لإعادة إدراك المصطلحات..
ما معنى الحياة ؟روح في جسد.
إذًا ما معنى الموت ؟مفارقة الروح الجسد.
فلو أصبحت جسدًا بلا روح، تصبح ميتًا. و أنت في عرف الناس لست ميتًا.
قال تعالى: **أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النحل:21].
هو يعتقد أنه حي وهو والله ليس بحي، لا يشعر بعلامة واحدة. ما لجرح بميت إيلام.
فهل أنت تشعر أم لا تشعر ؟ هل تجد روحك ؟ هل تبحث عن نفسك كثيرًا و لا تجدها ؟
لا تخدع نفسك و اصدق القول...فما أسهل الكلام و ما أسهل التمثيل. كن صريحًا مع نفسك. لا تكن مثل من سيقف أمام الله وقد عاش كذابًا ومات كذابًا وبعث كذابًا ووقف أمام الله وأيضًا يكذب..
قال تعالى: **انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ}[الأنعام:24].
لحظة صدق مع الله هي بداية التوبة النصوح.
أنت مغموم وتمثل أنك سعيد وتخرج وتذهب وتضحك وأنت من داخلك لست كذلك، لا تخادع كن صريحًا وواضح، لأنه يرسل لك هذه العقوبات رسائل لكي تفهم المشاكل التي تحدث لك كلها ما سببها؟ والله عن الذنب ابحث.
2- لو أردت ان تفهم ماسبب زوال النعم ونزول النقمفعن الذنب ابحث، قال الله : **وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}[الشورى:30].
و انظر إلى نهاية الآية : "و يعفو عن كثير" و هو في شدة الغضب يرسل إليك رسالة أمــل.
وصفة التوبة
أول عنصر في وصفة التوبة :
1- اصدق يصدقك الله.
لو احسست أن مشاكلك بسبب الذنوب و وصل إليك التنبيه و الرسالة ستجد قلبك مشتاق إلى النظافة..للطهر..
**مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً }[النحل:97].
البداية تأتي من : ** وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النور:31].
فلتبدأ من الصفر و تعلو...اصدق الله في التوبة و اصعد السلم و خذ قواعده.
2- إذا عملت سيئة فاعمل في مقابلها حسنة. السر بالسر و العلن بالعلن.
3- التخلية قبل التحلية.
قبل قيام الليل و صيام النوافل و الحفاظ على الأذكار و قراءة ورد يومي من القرآن و حضور دروس الخ يجب التخلص من جروح الذنوب.
تنقسم الذنوب إلى نوعين :
* ذنب صعب و لكنه ليس كثير.إذا جاهد الإنسان نفسه فسيمكنه بإذن الله التخلص منه. مثلًا : صاحب سوء..يسبب لي المشاكل و الزوغان...فأقفل الباب الذي تأتيني منه المشاكل و اتخلص منه. و في المقابل أبحث عن الجليس الصالح الذي يعينني على الطاعة.
* ذنب ثقيل.مثل أن يكون الشخص مبتلى بذنوب الخلوات من العادة السرية أو الأفلام الإباحية أو الكلام مع البنات الخ.
الحل : قانون :إذا عملت سيئة فاعمل في مقابلها حسنة. السر بالسر و العلن بالعلن.
- و معاصي السر أصل كل الانتكاسات. " إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يرى الناس فيصدق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها"[صحيح البخاري(3332)].
- ابدأ بالذنوب الصغيرة. ابدأ بتشجيع نفسك و لا تيأس و لا تحبط نفسك بنفسك.
انت مسلم و إن كنت عاصيًا..إلا أنك فيك الخير و مهمتك أن تنمي هذا الخير.
قال الله : **وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}[الشمس:7،8]
فالطبيعي أنه يوجد في كل نفس ميل للفجور و ميل للتقوى...و لكن من الفالح ؟**قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} [الشمس:9] زكى : نمّى. فتطغى التقوى على الفجور.
- كلنا في هذا الصراع, صراع الفجور والتقوى إلى أن يغلب أحدهما الآخر, وعندما تصبح قوة التقوى أقوى من قوة الفجور فهذا الرجل الصالح.
من هو الرجل الصالح ؟الذي لا يُخطيء أبدًا ؟ هل هو نبي ؟بل هو رجل الخير عنده أكثر من الشر، الميل عنده إلى التقوى أكثر من الفجور.
و لذلك قال الله : ** وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }[الحجرات:11].
لأن التوبة هي التي ستجعل الزاني يترك الزنا و السارق يتخلى عن السرقة و الغشاش يتوقف عن الغش و هكذا.
- من الأشياء العملية التي ستقودنا للطريق إلى الله : * كثرة الإستغفار.
أول خطوة : ** اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ }[هود:3] النتيجة :** يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً }[هود:3].
* الصدقــــة.
و حبذا لو كانت صدقة ثقيلة. ** لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ } [آل عمران:92].
و حبذا لو كانت في السر. لا أحد يدري أين أنت و لا ماذا فعلت.
و الصدقة الجارية مثلًا في مسجد أو دار أيتام أو معهد من المعاهد الغير معروفة و ليست لها شهرة. أو كتب لطلبة العلم.
* صنائع المعروف.
الجمعيات الخيرية. القوافل الذاهبة للصعيد. الفقراء. الأيتام. المناطق العشوائية. سترجع بقلب آخر.
"أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلٌ يشكو قسوةَ قلبِه قال أتحب ان يلين قلبك وتدرك حاجتك امسح على رأس اليتيم واطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك"[الألباني،السلسة الصحيحة(2/508)].
* افعل كل ذلك وأنت في نيتك التخلص من الذنوب هذا هو الهدف. فلا تقم بهذه الأعمال وتعيش حياتك كما هي...فأول شرط كان : اصدق الله يصدقك.
فما الذي أخرج أبويك من الجنة دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور إلى دار الآلام والأحزان والمصائب؟
مالذي أخرج آدم عليه السلام من الجنة إلا الذنب؟
ومالذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرد ولعن ومسخ ظاهره وباطنه فجعلت صورته أقبح صورة وأشنعها عندما يأتي لفظ الشيطان **كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ} [الصافات:65]
- المصيبة هنا أنه ذنب واحد أي: سيدنا آدم ماالذنب الذي فعله؟ أنه أكل من الشجرة ذنب واحد، وإبليس؟ ما ذنبه؟ أيضًا ذنب واحد (اسجد، لن أسجد) هذه كل القصة، فبالتالي هنا مما الخوف؟ ان الله قال: **فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} [الزلزلة:7،8]
- قواعد قرآنية :
قال تعالى :**لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} [النساء:123]
قال تعالى :** أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ}[الجاثية:21]
لا يمكن أن يساوي ربنا بين عاصٍ وبين صالح إلا إذا كان هذا العاصي لن يكون هذا اسمه لأنه تدارك نفسه بالتوبة فصار اسمه تائبًــا ولم يصبح اسمه عاصيًا, ولما تاب كأنه لم يعمل أي ذنب "التائب من الذنب كمن لا ذنب له ".
- حديث :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة"[الألباني، صحيح الجامع (379)].
* صنائع المعروف : المشاركة في الأعمال الخيرية.
* تقي : تدفع عنك.
* مصارع السوء : سوء الخاتمة.
* الآفات : الأصل في بني الإنسان العيب و النقصان، لا يوجد أحد منا معصوم، كلنا مليئين بالمشاكل و لكننا لا يمكن أن نقابل الله بها و هذا هو الإختبار في الدنيا.
و قد وُصف الإنسان بصفات سلبية عديدة في القرآن : ظلوم، كفور، كنود، قتور،**إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر:2] هذه الصفات فينا و المطلوب منا في الدنيا أن نتخلص منها بشيء واحد ألا و هو الإيــمان.
* الهلكات : عقوبات الذنوب.
عقوبات الذنوب
عندما تجد الأمور ليست على ما يرام، شجار على أتفه الأسباب مع الزوجة و الأولاد و الوالدين، عندما تجد عسرًا في الحال، و تشعر بضيق في الصدر و اختناق و اكتئاب و ملل و آفات و أمراض نفسية <<< عن الذنب ابحث !
الهدف من العقاب : لعلك ترجع.
** وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}[الأعراف:179].
ونحن في زمنٍ اشتدت فيه الغفلة لأن المغريات والشهوات والفتن فيه كثيرة فبالتالي تكون الغفلة شديدة جدًا، فلأجل أن توعظ أحد لن تجده يستجيب لك أبدًا.
إذًا كيف يعود لله ؟ يغدق عليه بالنعم التي لا تُعد و لا تُحصى...لكي يتذكر و يعتبر و يشكر...ليدرك نفسه و يراجعها. لكنهأخذها و عصي الله بها.
جعله الشيطان ينظر للأشياء القليلة التي لم يعطها الله له فبدأ يسخط و يعترض.
أعطاك النعم لأجل أن تذكره و تشكره فلم تفعل، لم يبق حل سوى العكس؛ المصائب و العقوبات. لكي تفهم ما معنى الذنب.
و مع ذلك فهناك أناس مريضة بالعند و الكبر...لا يعنيهم إذا عاقبهم الله...لا يجدون فرقًا.
فيلجأ الشيطان لوسوستهم باليأس و القنوط.
فيقول رب العزة : **قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[الزمر:53].
"لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي" [حسن، الألباني، صحيح الجامع(4338)].
لماذا يعاقبنا الله على الذنوب؟
** لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة: 21]
لعلهم يرجعون، فقد يتذكروني وقتها عندما يجدوا أنه لن يستطيع أحد أن ينقذهم من البلاء إلا رب العزة سيعرفون وقتها أن لهم رب ووقتها سيبكوا وسينكسروا وسيصبحوا عبيد وسيقولون له يارب اكشف عنا البلاء ولذلك يعاقب ولذلك كل منا على قدر إحساسه، فهناك شخص لا يحتاج أكثر من تنبيه وهناك من لابد أن يُعاقب لابد أن يأخذ صدمة يفيق منها.
- نحن لا نساوي عند الله شيئًا...فلو قال الله "كن ترابًا" ما المشكلة ؟ نحن خلق الله و لكنه لا يحتاج منا شيئًا...لو لم نصل و لم نصم و لم نتصدق و لم نسلم و لم نستشهد و لم نفعل أي شيء، هل سينقص الله شيء ؟
- كل البشر يعاملوك لأنفسهم أما الله فيعاملك لك.
إذا أدركنا هذا المعنى فسنذهب إليه وحده و سنرفع شعار (إني ذاهب إلى ربي سيهدين).
العقوبات التي تحدث بسبب المعاصي
1- المعاصي سبب الفساد في البر والبحر.
قال تعالى : **ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا}[العنكبوت:41].
:**ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} بماذا؟ **بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} لماذا؟ **لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا} انظر حتى وهو يعاقب رحيم.
و كيف أنه سبحانه قال "بعض" الذي عملوا..أي أنه لن يعاقبك على "كل" الذنوب لأنه يكفي بعضها، و اللبيب تكفيه الإشارة.
خذ هذا التنبيه، فتتعكر حياتك و افعل ما يحلو لك. هل ستعاند ؟ تعاند من ؟! هل ستصل لشيء بعنادك مع الله ؟!
قال أبو العالية: (فمن عصى الله في الأرض فقد أفسد في الأرض لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة).
ما مظاهر هذا الفساد في الدنيا ؟
1- انتشار النفاق والمتلونين قال الله : **وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ} [البقرة:11،12].
2- من مظاهر الفساد المنتشرة في الأرض انتشار الظلم قال جل وعلا عن فرعون: **إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}[النمل:4].
3- انتشار الغش يقول الله على لسان سيدنا شعيب: **وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [هود:85] فينتشر الغش في التجارة وغيرها.
4- قطيعة الأرحام فتجد البيوت مهدمة من الداخل، والعائلات متنافرة، وينزغ الشيطان بينهم **فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}[محمد:22].
5- انتشار الرذائل ويصبح المعروف منكرًا والمنكر معروفًا. فتنتشر الرذائل في الدنيا، وشيئًا فشيئًا ماتسميه اليوم رذيلة وماتسميه اليوم قبيح مع الاستهلاك يصبح أمر عادي. ويكون كما وصف النبي عليه الصلاة والسلام قلبه كالكوز المنكوس "كالكوز مجخيًا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا" [صحيح مسلم(144)].
كما حدث مع قوم سيدنا لوط : **إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ} المفسدين ** قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }أي: أرنا ماذا ستفعل؟ فكانت دعوته: **قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ}[العنكبوت/30:28].
6- المادية. كل موازين الحياة أصبحت مادية. فانتشر الجشع و الطمع و اصبح المال كما قال النبي صلى الله عليه و سلم، فتنة هذه الأمة. "إن لكل أمة فتنة، وفتنة أمتي المال" [الألباني،صحيح الترغيب(3253)].
- ما الذي يوقعنا في الذنوب ؟ إما شهوات أو شبهات.
إما شهوات فتجده واقعًا في شهوة من أعلى لأسفل. أو من كثرة المشاكل يريد الهروب فيلجأ للمخدرات و الخمور.
و عندما نهرب من المشكلة، تزداد المشكلة. تصبح المشكلة كالسجن..كالطوق الذي يحوم حوله.
قال الله تعالى : **بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ} [البقرة:81].
و عندما تتكلم معه يقول لك : يا ليت : **رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ} [الحجر:2] ربما يود الذين عصوا وأجرموا وفجروا وابتعدوا ياليتنا نستطيع ولكن لا نستطيع، هذا سجن الذنب.
- نحتاج لإعادة إدراك المصطلحات..
ما معنى الحياة ؟روح في جسد.
إذًا ما معنى الموت ؟مفارقة الروح الجسد.
فلو أصبحت جسدًا بلا روح، تصبح ميتًا. و أنت في عرف الناس لست ميتًا.
قال تعالى: **أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النحل:21].
هو يعتقد أنه حي وهو والله ليس بحي، لا يشعر بعلامة واحدة. ما لجرح بميت إيلام.
فهل أنت تشعر أم لا تشعر ؟ هل تجد روحك ؟ هل تبحث عن نفسك كثيرًا و لا تجدها ؟
لا تخدع نفسك و اصدق القول...فما أسهل الكلام و ما أسهل التمثيل. كن صريحًا مع نفسك. لا تكن مثل من سيقف أمام الله وقد عاش كذابًا ومات كذابًا وبعث كذابًا ووقف أمام الله وأيضًا يكذب..
قال تعالى: **انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ}[الأنعام:24].
لحظة صدق مع الله هي بداية التوبة النصوح.
أنت مغموم وتمثل أنك سعيد وتخرج وتذهب وتضحك وأنت من داخلك لست كذلك، لا تخادع كن صريحًا وواضح، لأنه يرسل لك هذه العقوبات رسائل لكي تفهم المشاكل التي تحدث لك كلها ما سببها؟ والله عن الذنب ابحث.
2- لو أردت ان تفهم ماسبب زوال النعم ونزول النقمفعن الذنب ابحث، قال الله : **وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}[الشورى:30].
و انظر إلى نهاية الآية : "و يعفو عن كثير" و هو في شدة الغضب يرسل إليك رسالة أمــل.
وصفة التوبة
أول عنصر في وصفة التوبة :
1- اصدق يصدقك الله.
لو احسست أن مشاكلك بسبب الذنوب و وصل إليك التنبيه و الرسالة ستجد قلبك مشتاق إلى النظافة..للطهر..
**مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً }[النحل:97].
البداية تأتي من : ** وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[النور:31].
فلتبدأ من الصفر و تعلو...اصدق الله في التوبة و اصعد السلم و خذ قواعده.
2- إذا عملت سيئة فاعمل في مقابلها حسنة. السر بالسر و العلن بالعلن.
3- التخلية قبل التحلية.
قبل قيام الليل و صيام النوافل و الحفاظ على الأذكار و قراءة ورد يومي من القرآن و حضور دروس الخ يجب التخلص من جروح الذنوب.
تنقسم الذنوب إلى نوعين :
* ذنب صعب و لكنه ليس كثير.إذا جاهد الإنسان نفسه فسيمكنه بإذن الله التخلص منه. مثلًا : صاحب سوء..يسبب لي المشاكل و الزوغان...فأقفل الباب الذي تأتيني منه المشاكل و اتخلص منه. و في المقابل أبحث عن الجليس الصالح الذي يعينني على الطاعة.
* ذنب ثقيل.مثل أن يكون الشخص مبتلى بذنوب الخلوات من العادة السرية أو الأفلام الإباحية أو الكلام مع البنات الخ.
الحل : قانون :إذا عملت سيئة فاعمل في مقابلها حسنة. السر بالسر و العلن بالعلن.
- و معاصي السر أصل كل الانتكاسات. " إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يرى الناس فيصدق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها"[صحيح البخاري(3332)].
- ابدأ بالذنوب الصغيرة. ابدأ بتشجيع نفسك و لا تيأس و لا تحبط نفسك بنفسك.
انت مسلم و إن كنت عاصيًا..إلا أنك فيك الخير و مهمتك أن تنمي هذا الخير.
قال الله : **وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}[الشمس:7،8]
فالطبيعي أنه يوجد في كل نفس ميل للفجور و ميل للتقوى...و لكن من الفالح ؟**قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} [الشمس:9] زكى : نمّى. فتطغى التقوى على الفجور.
- كلنا في هذا الصراع, صراع الفجور والتقوى إلى أن يغلب أحدهما الآخر, وعندما تصبح قوة التقوى أقوى من قوة الفجور فهذا الرجل الصالح.
من هو الرجل الصالح ؟الذي لا يُخطيء أبدًا ؟ هل هو نبي ؟بل هو رجل الخير عنده أكثر من الشر، الميل عنده إلى التقوى أكثر من الفجور.
و لذلك قال الله : ** وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }[الحجرات:11].
لأن التوبة هي التي ستجعل الزاني يترك الزنا و السارق يتخلى عن السرقة و الغشاش يتوقف عن الغش و هكذا.
- من الأشياء العملية التي ستقودنا للطريق إلى الله : * كثرة الإستغفار.
أول خطوة : ** اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ }[هود:3] النتيجة :** يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً }[هود:3].
* الصدقــــة.
و حبذا لو كانت صدقة ثقيلة. ** لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ } [آل عمران:92].
و حبذا لو كانت في السر. لا أحد يدري أين أنت و لا ماذا فعلت.
و الصدقة الجارية مثلًا في مسجد أو دار أيتام أو معهد من المعاهد الغير معروفة و ليست لها شهرة. أو كتب لطلبة العلم.
* صنائع المعروف.
الجمعيات الخيرية. القوافل الذاهبة للصعيد. الفقراء. الأيتام. المناطق العشوائية. سترجع بقلب آخر.
"أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلٌ يشكو قسوةَ قلبِه قال أتحب ان يلين قلبك وتدرك حاجتك امسح على رأس اليتيم واطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك"[الألباني،السلسة الصحيحة(2/508)].
* افعل كل ذلك وأنت في نيتك التخلص من الذنوب هذا هو الهدف. فلا تقم بهذه الأعمال وتعيش حياتك كما هي...فأول شرط كان : اصدق الله يصدقك.