بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الكثير منا يعلم أننا يومياً نسمع تلك العبارات التي تمت على سوء الظن بالأخرين وعدم إلتماس الأعذار لهم
فنجد ذلك يشك وذلك يسيء الظن وذلك يرمي الناس بسريرتهم وذلك يتهم انسان بنيته لأنه اساء الظن به فكأنما شق عن قلبه وعلم نيته ليتهمه بها.!!
فنجد ان عقول بعض مسيئي الظن والذين يرمون الناس بنياتهم قد ازدحمت وامتلأت بشكوك وظنون واتهامات وامور سيئة تبقي البال مشغولاً فتحول صفو الحياة الى كدر وفرح القلب الى تعاسة وحزن..
لذا فسوء الظن والرمي بالنيات يسيء لنا قبل غيرنا.......!
وبناء علي ذلك فحديثي أخاطب به جميع المسلمين هنا ولا أخص أي أحد بعينه
هناك خلق مفقود وما أجمله من خلق
إحسان الظن بالناس
وإحسان الظن بنياتهم وترك الشك بهم
ياله من خلق فعلاً
أختي /أخي
رأيت الرساله وأنا مشغول ولم أستطع الرد وقتها
كنت أحدث أمي في الهاتف وأمازحها
كنت في مشوار هام ولم أنتبه لك وأنت في الطريق
أنقطع الرصيد أو قطع الشبكة وأنا أحدثك
كثرت عليا مسؤلياتي ولم استطع التواصل بك خلال شغلي
كان الهاتف صامت ولم أسمع رنك
كنت مريض ولم استطع التحدث مع أحد
أخي /أختي
لماذا لم نضع أحتمالات وأعذار حينما نري مواقف لم تعجبنا من الآخرين ؟؟
لما لم نلتمس العذر لغيرنا ونبرر مواقفهم لنا بأنها دون قصد منهم ؟؟
أصبحت أقوالنا وأفعالنا تحتاج محامي للدفاع عنها
(إن لم تعرفني فأكرمني بحسن ظنك لي فإنك لم تعين حاكماً علي أفعالي وأقوالي)
كان السلف الصالح يقولون
(ألتمس لأخيك سبعين عذراً فإن لم تجد عذراً فقل لعل هناك عذر لم أعرفه )
هل نحن كذلك
للأسف لا إلا مارحم الله منا
لذلك أغلب مشاكلنا بسبب هذا
من الأسباب المعينة على حُسن الظن:
هناك العديد من الأسباب التي تعين المسلم على إحسان الظن بالآخرين، ومن هذه الأسباب:
1)الدعاء:
فإنه باب كل خير، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يرزقه قلبًا سليمًا.
2)إنزال النفس منزلة الغير:
فلو أن كل واحد منا عند صدور فعل أو قول من أخيه وضع نفسه مكانه لحمله ذلك على إحسان الظن بالآخرين، وقد وجه الله عباده لهذا المعنى حين قال سبحانه:
{لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً} [النور:12]. وأشعر الله عباده المؤمنين أنهم كيان واحد ، حتى إن الواحد حين يلقى أخاه ويسلم عليه فكأنما يسلم على نفسه:
{فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} (النور:61).
3)حمل الكلام على أحسن المحامل:
هكذا كان دأب السلف رضي الله عنهم. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً".
وانظر إلى الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده، فقال للشافعي: قوى لله ضعفك، قال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني ، قال: والله ما أردت إلا الخير. فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير.فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالإخوان حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير.
4)التماس الأعذار للآخرين:
فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقًا أو حزنًا حاول التماس الأعذار، واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير حتى قالوا: التمس لأخيك سبعين عذراً.
وقال ابن سيرين رحمه الله: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا ، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه.
إنك حين تجتهد في التماس الأعذار ستريح نفسك من عناء الظن السيئ وستتجنب الإكثار من اللوم لإخوانك:
تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا .. ... .. لعل له عذرًا وأنت تلوم
5)تجنب الحكم على النيات:
وهذا من أعظم أسباب حسن الظن؛ حيث يترك العبد السرائر إلى الذي يعلمها وحده سبحانه، والله لم يأمرنا بشق الصدور، ولنتجنب الظن السيئ.
6)استحضار آفات سوء الظن:
فمن ساء ظنه بالناس كان في تعب وهم لا ينقضي فضلاً عن خسارته لكل من يخالطه حتى أقرب الناس إليه ؛ إذ من عادة الناس الخطأ ولو من غير قصد ، ثم إن من آفات سوء الظن أنه يحمل صاحبه على اتهام الآخرين ، مع إحسان الظن بنفسه، وهو نوع من تزكية النفس التي نهى الله عنها في كتابه:{فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} (النجم:32).
وأنكر سبحانه على اليهود هذا المسلك:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} (النساء:49).
إن إحسان الظن بالناس يحتاج إلى كثير من مجاهدة النفس لحملها على ذلك، خاصة وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولا يكاد يفتر عن التفريق بين المؤمنين والتحريش بينهم، وأعظم أسباب قطع الطريق على الشيطان هو إحسان الظن بالمسلمين.
رزقنا الله قلوبًا سليمة، وأعاننا على إحسان الظن بإخواننا،
للامانة