من مكامن العظمة في هذا الدين , أنه مثل النجمة المتألقة في أعماق السماء كيفما نظرت إليها وجدت لها جمالا ساحراً وحسنا آسراً , ولذلك كانت كل طبقات الإنسان " الجاهل والعالم , الذكي والغبي , العبقري والساذج " تستطيع التعامل معه بكل يسر وبساطة , لا تجد حرجاً ولا قلقاً , وتستطيع أن تأخذ من معانيه وتتذوق من حقائقه ما يناسب مداركها العقلية وطاقاتها الروحية بلا غموض ولا ألغاز , كما هو الشأن في جميع الأديان والمذاهب والأفكار التي عرفتها البشرية قديماً وحديثاً .. ولئن كانت النجوم تهدي الإنسان إلى سُبله بمعانيها المادية , فإن هذا الدين يهدي الإنسان إلى سُبله بمعانيه الروحية .. ولئن كانت النجوم تأخذ طاقتها من فطرة الوجود لتعمل فيه عملها , فإن هذا الدين يأخذ طاقته من فطرة الروح ليعمل فيه عملها , ولذلك قال الحق تعالى:"فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿30﴾ [الروم] (تأمل معنى ورود هذه الآية بالذات في سورة عنوانها " الروم " ما يشي بأنها لها معاني مقصودة) ,
ولما أدرك الأنبياء من قبل هذه الحقيقة .. حقيقة أن الدين الإلهي هو حقيقة النفس البشرية في معناها الإلهي المتألق قالوا:" وَمَا لَنَا أَلا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) [ابراهيم],(تأمل لأي معنى وقعت هذه الآية في سورة تحمل عنوانا له دلالته الموحية:" إبراهيم " ,ثم تأمل معنى علاقتها بفاتحة السورة وخاتمتها) .. والسبل التي اهتدى إليها الأنبياء والصالحون بسبب الدين الإلهي تتجلى في ثلاثة نُظم: الأول: نفسي , وذاك هو الهداية إلى النظام النفسي الذي تنبني عليه القواعد الصحيحة للحياة النفسية المستقيمة من جهة الحقائق العقلية الصادقة والقيم الأخلاقية الفاضلة ولهذا كان أهل السنة وأتباع القرآن أدنى الخلق إلى الحقائق العقلية والمدارك الوجوديّة .. والثاني: اجتماعي , وذاك هو الهداية إلى النظام الإجتماعي الذي تنبني عليه القواعد الصحيحة للحياة المستقيمة من جهة طبيعة الإرتباطات مع مكونات الواقع ومن جهة كليات التقويم الإجتماعي هدماً وبناءاً (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ولهذا كان المجتمع الإسلامي أدنى المجتمعات إلى معاني الفضيلة .. والثالث: مصيري , وذاك هو الهداية إلى النظام المصيري الذي تنبني عليه الحياة الأبدية السعيدة
ولهذا كانت هذه الأمة آخر الأمم وجوداً في الدنيا وأولها دخولاً إلى عالم الجنة الأبدي في الآخرة لأن اهتداءهم بسبب هذا الدين الروحاني الفاضل إلى أسباب الخلود الأبدي أقوى وأعظم وأعمق .. إنه التوافق العميق بين كلمات القرآن وحقائق الفطرة البشرية ومعاني الأبدية.. فمن أجل ذلك قال الحق تعالى: قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6)[الفرقان].. والله تعالى أعلم ,إنما هو رأي رأيته .
ولما أدرك الأنبياء من قبل هذه الحقيقة .. حقيقة أن الدين الإلهي هو حقيقة النفس البشرية في معناها الإلهي المتألق قالوا:" وَمَا لَنَا أَلا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) [ابراهيم],(تأمل لأي معنى وقعت هذه الآية في سورة تحمل عنوانا له دلالته الموحية:" إبراهيم " ,ثم تأمل معنى علاقتها بفاتحة السورة وخاتمتها) .. والسبل التي اهتدى إليها الأنبياء والصالحون بسبب الدين الإلهي تتجلى في ثلاثة نُظم: الأول: نفسي , وذاك هو الهداية إلى النظام النفسي الذي تنبني عليه القواعد الصحيحة للحياة النفسية المستقيمة من جهة الحقائق العقلية الصادقة والقيم الأخلاقية الفاضلة ولهذا كان أهل السنة وأتباع القرآن أدنى الخلق إلى الحقائق العقلية والمدارك الوجوديّة .. والثاني: اجتماعي , وذاك هو الهداية إلى النظام الإجتماعي الذي تنبني عليه القواعد الصحيحة للحياة المستقيمة من جهة طبيعة الإرتباطات مع مكونات الواقع ومن جهة كليات التقويم الإجتماعي هدماً وبناءاً (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ولهذا كان المجتمع الإسلامي أدنى المجتمعات إلى معاني الفضيلة .. والثالث: مصيري , وذاك هو الهداية إلى النظام المصيري الذي تنبني عليه الحياة الأبدية السعيدة
ولهذا كانت هذه الأمة آخر الأمم وجوداً في الدنيا وأولها دخولاً إلى عالم الجنة الأبدي في الآخرة لأن اهتداءهم بسبب هذا الدين الروحاني الفاضل إلى أسباب الخلود الأبدي أقوى وأعظم وأعمق .. إنه التوافق العميق بين كلمات القرآن وحقائق الفطرة البشرية ومعاني الأبدية.. فمن أجل ذلك قال الحق تعالى: قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6)[الفرقان].. والله تعالى أعلم ,إنما هو رأي رأيته .