هموم الناس كالناس، منها العالي ومنها الدنيء.
فــــي خــلــوةٍ قــدسـيـة الـنـفـحات ... أوغـلـتُ فــي نـفسي ألُـمُّ شـتاتي
وأنــــا شــــجٍ حــيـنـاً وحــيـنـاً فـــارحٌ ... أمـــا الــنِّـدامُ فـوحـدتي وصُـمـاتي
ألـفـيتُ هـمّـي قــد رَبَــا حـتى غـدا ... خــصـمـاً عــنـيـداً مُــولـعـاً بــأذاتــي
وكــأنّــه الأضــغــانُ عــنــد عــصـابـةٍ ... مـــذ رُزْتــهـم كــانـوا أشــرَّ عـداتـي
* * * ... * * *
وإذا بــطــيــفٍ كــالــمـلاك رأيـــتُــه ... وعـلـيه سـمـتُ الـصـدقِ والإخـبـات
فـسـألته: مــن أنــت؟ قــال مـبادراً: ... أنــــا أنــــت إيــمـانـاً ونــهــج حــيـاةِ
أنا أنتَ ما نتلوه في جوف الدجى ... والـدمـعُ فــي الـعـينين مــن آيــات
وصـــوادحٌ فـــوق الـمـآذن خـمـسةٌ ... مــيــمـونـة مــعــلـومـة الأوقــــــات
يـا قـومُ حـيَّ عـلى الفلاح نداؤها ... وتـنـافسوا لـلسبق فـي الـصلوات
وحــنـاجـرٌ غــنَّــت أنـاشـيـدَ الــهـدى ... وبــنــا حــمـاسـةُ مـفـتـديـن كُــمـاة
تــحــدو بــنـا أن نـفـتـدي إسـلامَـنـا ... بـــحــمــيّــةٍ عُـــمَـــريّــةِ الـــعَـــزَمــات
هـذي الـهمومُ الـعالياتُ غـدت لنا ... ولـــنــا الــكـرامـة غــايــةَ الــغـايـات
وبــهـا سَــمَـتْ أقــدارنـا فـــإذا بـنـا ... مـــــع صـــفــوةٍ مـتـبـتِّـلـين دُعـــــاة
وبـهـا وجـدنـا الـمـوت أكـرم مـأمل ... وأجـــل مـــا يُــهـدى مــن الـقُـربات
وإلــيـه نـسـعـى مـهـطـعين أعــزةً ... ونـسـير فــي فـرح عـلى الـشفرات
أمّـــــا هـــمــومُ مــغــارمٍ ومــغـانـمٍ ... فـــمــســارحُ الأغــــــرار والــنــكــرات
تــبَّــوا وتــبَّــت إنّ عـقـبـى أمــرهـم ... طـــلـــل عـــفــا أو دمـــنــة بـــفــلاة
والـباقيات الـصالحات هـي الهدى ... وهـــي الـنـعـيم الــدائـم الـثـمـرات
* * * ... * * *
ومـضـى يـقـولُ وفـيـه عـزمُ مـحذِّرٍ ... ومــبــشِّـرٍ: هـــــذي أجـــــلُّ وَصــــاة
ألْـــقِ الـهـمومَ الـتـافهاتِ بـقـفرةٍ ... واجـعـل هـمومَكَ صَـوْنَكً الـحرمات
إعــــلاء حــــقِّ واصــطـنـاع مـــروءة ... وغــيــاث مــلـهـوفٍ ودفـــن تـــرات
وبِـــعِ الإلـــه الـعُـمْـرَ وَهْـــو هـديـةٌ ... مـــنــه فـــهــذي أربـــــح الــبـيـعـات
فـــإذا ظــفـرتَ فـأنـت خـيـرُ مـسـوَّدٍ ... وإذا قــضـيـتَ فــأشــرف الـمـيـتات