قال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) صدق الله العظيم. لقد ورد ذكر حادثة الإسراء والمعراج في القرآن الكريم، فليلة الإسراء والمعراج من الليالي العظيمة التي حدثت مع رسولنا الكريم سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي أَسْريَّ به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى المبارك بواسطة الوحي جبريل- عليه السلام- حينما أمر الله تعالى سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) أن يجهر بالدعوة الإسلامية أمام زعماء قريش دون أن يخاف النبي صلى الله عليه ولم من أذاهم، فالله عز وجل حفظه ورعاه منذ نشأته من أي شر قد يصيبه إلى أن توفاه الله، فكان أمر الله عز وجل بالجهر بالدعوة الإسلاميّة لأنّ المسلمين ازدازوا عدداً وعُدّة، وأصبحوا قادرين على محاربة الكفار، ونشر الدعوة، فكانت الحكمة من الجهر بالدعوة هو دخول عدد أكبر من رجال ونساء مكة إلى الإسلام، فبدخولهم الإسلام كثر أعداد المسلمين وازدادوا قوة وآزروا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على نشر الدعوة الإسلاميّة وتحملوا الأذى معه، الذي كان منذ بداية رسالته يؤذونه أهل قريش والمشركين، حيث حاولوا إغراءه (صلى الله عليه وسلم) بالمال والذهب والغنائم والعز والجاه ليتراجع عن نشر الدعوة، إلا أنّ الرسول الكريم رفض الأمر، فقال صلى الله عليه وسلم:- (والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته) وعندما علموا قريش برفض الرسول صلى الله عليه ولم لكل الغنائم التي سيعطونه إياها تعجبوا من تمسّكه بالدعوة وخطّطوا لقتله، ولكنّ الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين ظلّوا ثابتين ومتمسّكين بالدين الحق الذي أتاهم من الله تعالى. فجعل الله حادثة الإسراء والمعراج ليبين للرسول صلى الله عليه وسلم آياته الكبرى، وأن يريه معجزاته وعظيم قدراته وقوّته، وأن تنوّر به السماء كما تنوّرت وتباركت بولادته الأرض، وهذه المعجزة لم تحدث لنبي قط، وكان أوّل وآخر من أُسريَّ به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وسميّت (بليلة) الإسراء والمعراج لأنها حدثت في ليلة واحدة فقط، ليتعجّب بها الكفار، فإخبار الرسول صلى الله عليه ولم أهل مكة بالحادثة وشرح لهم ما رآه في المسجد الأقصى الذي لم يزوره قط جعلهم يتأكدون مما رآه ولكنهم كذبوه، فكانت هذه المعجزة قد حدثت قبل شهر من هجرة الرسول صلى الله عليه ولم في شهر ربيع الأول والله تعالى أعلم، فلم يجزم أي أحد عن وقت حدوثها ولم يتمكنوا من معرفة التوقيت التي حدثت فيه ليلة الإسراء والمعراج.