(( حديث يوضح حالنا االيــــــــوم ))
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم/
(يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها ، قيل : يا رسولَ اللهِ ! فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ ؟ قال لا ، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ في قلوبِكم ، ويُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوبِ عَدُوِّكم ؛ لِحُبِّكُمُ الدنيا وكَرَاهِيَتِكُم الموتَ)
الراوي:ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث:الألباني المصدر:صحيح الجامع الجزء أو الصفحة:8183 حكمالمحدث:صحيح
معنى الحديث:
• ( يُوشِكُ الْأُمَمُ ) : أَيْ يَقْرَبُ فِرَقُ الْكُفْرِ وَأُمَمُ الضَّلَالَةِ
• ( أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ ) : أَيْ تَتَدَاعَى بِأَنْ يَدْعُوَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا لِمُقَاتَلَتِكُمْ وَكَسْرِ شَوْكَتِكُمْ وَسَلْبِ مَا مَلَكْتُمُوهُ مِنَ الدِّيَارِ وَالْأَمْوَالِ
• ( كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ ) : كَمَا يَدْعُو أَكَلَةُ الطَّعَامِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا
• ( إِلَى قَصْعَتِهَا ) : الضَّمِيرُ لِلْأَكَلَةِ أَيِ الَّتِي يَتَنَاوَلُونَ مِنْهَا بِلَا مَانِعَ وَلَا مُنَازِعَ فَيَأْكُلُونَهَا عَفْوًا وَصَفْوًا كَذَلِكَ يَأْخُذُونَ مَا فِي أَيْدِيكُمْ بِلَا تَعَبٍ يَنَالُهُمْ أَوْ ضَرَرٍ يَلْحَقُهُمْ أَوْ بَأْسٍ يَمْنَعُهُمْ قَالَهُ الْقَارِيُّ
• قَالَ فِي الْمَجْمَعِ أَيْ يَقْرَبُ أَنَّ فِرَقَ الْكُفْرِ وَأُمَمَ الضَّلَالَةِ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ أَيْ يَدْعُو بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَى الِاجْتِمَاعِ لِقِتَالِكُمْ وَكَسْرِ شَوْكَتِكُمْ لِيَغْلِبُوا عَلَى مَا مَلَكْتُمُوهَا مِنَ الدِّيَارِ ، كَمَا أَنَّ الْفِئَةَ الْآكِلَةَ يَتَدَاعَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَى قَصْعَتِهِمُ الَّتِي يَتَنَاوَلُونَهَا مِنْ غَيْرِ مَانِعٍ فَيَأْكُلُونَهَا صَفْوًا مِنْ غَيْرِ تَعَبٍ انْتَهَى
• ( وَمِنْ قِلَّةٍ ) : لِأَجْلِ قِلَّةٍ نَحْنُ عَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ
• ( كَثِيرٌ ) : أَيْ عَدَدًا وَقَلِيلٌ مَدَدًا
• ( وَلَكِنَّكُمْ غُثَّاءٌ كَغُثَّاءِ السَّيْلِ ) : غُثَّاءِ السَّيْلِ مَا يَحْمِلُهُ السَّيْلُ مِنْ زَبَدٍ وَوَسَخٍ شَبَّهَهُمْ بِهِ لِقِلَّةِ شَجَاعَتِهِمْ وَدَنَاءَةِ قَدْرِهِمْ
• ( وَلَيَنْزَعَنَّ ) : أَيْ لَيُخْرِجَنَّ
• ( الْمَهَابَةَ ) : أَيِ الْخَوْفَ وَالرُّعْبَ
• ( وَلَيَقْذِفَنَّ ) : بِفَتْحِ الْيَاءِ أَيْ وَلَيَرْمِيَنَّ اللَّهُ
• ( الْوَهْنَ ) :أي الضعف ، وكأنه أراد بالوهن ما يوجبه ولذلك فسره بحب الدنيا وكراهة الموت قاله القاري( وما الوهن ) : أي ما يوجبه وما سببه .
-----------------------------------------
قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ :
سؤال عن نوع الوهن أو كأنه أراد من أي وجه يكون ذلك الوهن
( قال حب الدنيا وكراهية الموت ) : وهما متلازمان فكأنهما شيء واحد يدعوهم إلى إعطاء الدنية في الدين من العدو المبين ، ونسأل الله العافية
-----------------------------------------
المستفاد من الحديث :
يقول الشيخ الألباني:
_الهدف من الحديث تحذيرنا من السبب الذي كان العامل على تكالُب الأمم وهجومهم علينا، ألا وهو: "حب الدنيا وكراهية الموت"،
_ فإن هذا الحب للدنيا والكراهية للموت هو الذي يستلزم الرضا بالذل،
والاستكانة إليه،
والرغبة عن الجهاد في سبيل الله على اختلاف أنواعه؛
من الجهاد بالنفس والمال واللسان وغير ذلك،
_وهذا هو حال غالب المسلمين اليوم مع الأسف الشديد.
_والحديث يشير إلى أن الخلاص مما نحن فيه يكون بنبذ هذا العامل،
والأخذ بأسباب النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة،
حتى يعودوا كما كان أسلافهم: "يحبون الموت كما يحب أعداؤهم الحياة".
_ وما أشار إليه هذا الحديث قد صرَّح به حديث آخر، فقال صلى الله عليه وسلم:
«إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم».
_فتأمل كيف اتفق صريح قوله في هذا الحديث: «لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم» مع ما أشار إليه الحديث الأول من هذا المعنى،
_ الذى دل عليه كتاب الله تعالى أيضًا، وهو قوله:
{إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ* مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُ*وا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ } [الرعد من الآية:11].
= فثبت أن هدف الحديث إنما هو تحذير المسلمين من الاستمرار في "حب الدنيا وكراهية الموت"،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم/
(يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها ، قيل : يا رسولَ اللهِ ! فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ ؟ قال لا ، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ في قلوبِكم ، ويُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوبِ عَدُوِّكم ؛ لِحُبِّكُمُ الدنيا وكَرَاهِيَتِكُم الموتَ)
الراوي:ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المحدث:الألباني المصدر:صحيح الجامع الجزء أو الصفحة:8183 حكمالمحدث:صحيح
معنى الحديث:
• ( يُوشِكُ الْأُمَمُ ) : أَيْ يَقْرَبُ فِرَقُ الْكُفْرِ وَأُمَمُ الضَّلَالَةِ
• ( أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ ) : أَيْ تَتَدَاعَى بِأَنْ يَدْعُوَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا لِمُقَاتَلَتِكُمْ وَكَسْرِ شَوْكَتِكُمْ وَسَلْبِ مَا مَلَكْتُمُوهُ مِنَ الدِّيَارِ وَالْأَمْوَالِ
• ( كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ ) : كَمَا يَدْعُو أَكَلَةُ الطَّعَامِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا
• ( إِلَى قَصْعَتِهَا ) : الضَّمِيرُ لِلْأَكَلَةِ أَيِ الَّتِي يَتَنَاوَلُونَ مِنْهَا بِلَا مَانِعَ وَلَا مُنَازِعَ فَيَأْكُلُونَهَا عَفْوًا وَصَفْوًا كَذَلِكَ يَأْخُذُونَ مَا فِي أَيْدِيكُمْ بِلَا تَعَبٍ يَنَالُهُمْ أَوْ ضَرَرٍ يَلْحَقُهُمْ أَوْ بَأْسٍ يَمْنَعُهُمْ قَالَهُ الْقَارِيُّ
• قَالَ فِي الْمَجْمَعِ أَيْ يَقْرَبُ أَنَّ فِرَقَ الْكُفْرِ وَأُمَمَ الضَّلَالَةِ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ أَيْ يَدْعُو بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَى الِاجْتِمَاعِ لِقِتَالِكُمْ وَكَسْرِ شَوْكَتِكُمْ لِيَغْلِبُوا عَلَى مَا مَلَكْتُمُوهَا مِنَ الدِّيَارِ ، كَمَا أَنَّ الْفِئَةَ الْآكِلَةَ يَتَدَاعَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَى قَصْعَتِهِمُ الَّتِي يَتَنَاوَلُونَهَا مِنْ غَيْرِ مَانِعٍ فَيَأْكُلُونَهَا صَفْوًا مِنْ غَيْرِ تَعَبٍ انْتَهَى
• ( وَمِنْ قِلَّةٍ ) : لِأَجْلِ قِلَّةٍ نَحْنُ عَلَيْهَا يَوْمَئِذٍ
• ( كَثِيرٌ ) : أَيْ عَدَدًا وَقَلِيلٌ مَدَدًا
• ( وَلَكِنَّكُمْ غُثَّاءٌ كَغُثَّاءِ السَّيْلِ ) : غُثَّاءِ السَّيْلِ مَا يَحْمِلُهُ السَّيْلُ مِنْ زَبَدٍ وَوَسَخٍ شَبَّهَهُمْ بِهِ لِقِلَّةِ شَجَاعَتِهِمْ وَدَنَاءَةِ قَدْرِهِمْ
• ( وَلَيَنْزَعَنَّ ) : أَيْ لَيُخْرِجَنَّ
• ( الْمَهَابَةَ ) : أَيِ الْخَوْفَ وَالرُّعْبَ
• ( وَلَيَقْذِفَنَّ ) : بِفَتْحِ الْيَاءِ أَيْ وَلَيَرْمِيَنَّ اللَّهُ
• ( الْوَهْنَ ) :أي الضعف ، وكأنه أراد بالوهن ما يوجبه ولذلك فسره بحب الدنيا وكراهة الموت قاله القاري( وما الوهن ) : أي ما يوجبه وما سببه .
-----------------------------------------
قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ :
سؤال عن نوع الوهن أو كأنه أراد من أي وجه يكون ذلك الوهن
( قال حب الدنيا وكراهية الموت ) : وهما متلازمان فكأنهما شيء واحد يدعوهم إلى إعطاء الدنية في الدين من العدو المبين ، ونسأل الله العافية
-----------------------------------------
المستفاد من الحديث :
يقول الشيخ الألباني:
_الهدف من الحديث تحذيرنا من السبب الذي كان العامل على تكالُب الأمم وهجومهم علينا، ألا وهو: "حب الدنيا وكراهية الموت"،
_ فإن هذا الحب للدنيا والكراهية للموت هو الذي يستلزم الرضا بالذل،
والاستكانة إليه،
والرغبة عن الجهاد في سبيل الله على اختلاف أنواعه؛
من الجهاد بالنفس والمال واللسان وغير ذلك،
_وهذا هو حال غالب المسلمين اليوم مع الأسف الشديد.
_والحديث يشير إلى أن الخلاص مما نحن فيه يكون بنبذ هذا العامل،
والأخذ بأسباب النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة،
حتى يعودوا كما كان أسلافهم: "يحبون الموت كما يحب أعداؤهم الحياة".
_ وما أشار إليه هذا الحديث قد صرَّح به حديث آخر، فقال صلى الله عليه وسلم:
«إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلًّا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم».
_فتأمل كيف اتفق صريح قوله في هذا الحديث: «لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم» مع ما أشار إليه الحديث الأول من هذا المعنى،
_ الذى دل عليه كتاب الله تعالى أيضًا، وهو قوله:
{إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ* مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُ*وا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ } [الرعد من الآية:11].
= فثبت أن هدف الحديث إنما هو تحذير المسلمين من الاستمرار في "حب الدنيا وكراهية الموت"،