واشنطن – الوكالات: حذر السناتور الجمهوري بوب كوركر الأحد من أن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المندفعة للدول الأخرى تضع الولايات المتحدة «على مسار حرب عالمية ثالثة»، وذلك في آخر تعليق في إطار سجال علني وعدائي بشكل غير معتاد بين الرجلين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وانتقد بوب كوركر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الرئيس الأمريكي لإدارته شؤون مكتبه وكأنها «عرض في تلفزيون الواقع» في هجوم ضد رئيس ينتمي إلى الحزب نفسه، وهو أمر غير معهود حتى بمعايير إدارة ترامب المتقلبة.
وقد يقوض التراشق الكلامي بين الحليفين السابقين أجندة ترامب التشريعية، إذ يعد صوت كوركر في غاية الأهمية لتمرير إصلاحات ضريبية ومصير الاتفاق النووي مع إيران.
وقال كوركر لصحيفة «نيويورك تايمز» عن ترامب «إنه يقلقني». وأضاف «يجب أن يقلق أي شخص يهتم بأمتنا».
وبدأ السجال صباح الأحد عندما كتب ترامب عبر «تويتر» أن كوركر قرر عدم الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ مجددا لأنه يفتقد إلى «الشجاعة». ورد السناتور أن البيت الأبيض تحول إلى «مركز لرعاية كبار السن في النهار»، في تراشق كلامي لم تتضح دوافعه.
والسناتور كوركر جمهوري معتدل كان من داعمي ترامب قبل أن يتحول إلى أحد أبرز منتقديه، وأعلن مؤخرا أن وجود الجنرالات في دائرة الرئيس الضيقة هو وحده ما منع البيت الأبيض من الغرق في «الفوضى».
وفي سلسله من التغريدات كتب ترامب إن «السناتور بوب كوركر توسل إلي لدعم إعادة انتخابه في تينيسي. قلت لا، وهو انسحب من الانتخابات (قال إنه لا يمكن أن يفوز من دون دعمي). وأراد أيضا أن يكون وزيرا للخارجية، قلت لا، شكرا».
إلا أن كوركر نفى ذلك. وقال لنيويورك تايمز «لا أعرف لماذا يكتب الرئيس على تويتر أمورا غير حقيقية».
وفي تغريدة لاحقة، كتب ترامب «بوب كوركر أعطانا الاتفاق الإيراني وكان هذا كل شيء. نحن نحتاج إلى قانون الرعاية الصحية ونحتاج إلى خفض وإصلاح الضرائب، ونحتاج إلى أشخاص بإمكانهم الإنجاز».
ورغم أن العداء بين ترامب وكوركر تطلب وقتا طويلا ليستحكم، إلا أنه انفجر الأسبوع الماضي بعد أن بدا أن ترامب يحاول سحب البساط من تحت قدمي وزير خارجيته ريكس تيلرسون. وكان تيلرسون يحاول فتح حوار مع كوريا الشمالية قبل أن يعلن ترامب بأنه «يضيّع وقته في محاولته التفاوض».
وقال كوركر الذي بدا محبطا بشكل واضح للصحفيين الأربعاء إن تيلرسون لا يحصل على الدعم الذي يحتاجه من الأعلى. وأضاف «أعتقد أن الوزير تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس وكبير الموظفين في البيت الأبيض جون كيلي هم هؤلاء الذين يساعدون في إبعاد بلادنا من الفوضى وأنا أؤيدهم بقوة».