مــفــهــوم الــعــزة
أسباب اختيار الموضوع:
حتى يتبين مفهوم العزة وأنها ليست للذَّات, ولا الاستعلاء للنفس. وإنما هي العزة للعقيدة والاستعلاء للراية.
وحتى يعلم أيضاً بأن من وُفِّق للعزة فقد وفق للخير ومعه الخير.
أن العبد إذا رزق العزة رزق الاستعلاء على ركام الأرض الفانية فلا تستذله دنيا ولا طغاةُ.
إن العزة تعتبر صمَّامَ أمانٍ للمجتمع من الشرور والأخطار فهي تُنمِّي
الفضيلة وتمحق الرذيلة وبها تستجلب المكارم وتستدفع المكاره.
تعريف العزة:
- في اللغة تدور حول معاني: الغلبة والقهر والشدة والقوة ونفاسة الشيء وعلو قدره.
- في الاصطلاح: حالة مانعة للإنسان من أن يغلب، وهي إحساسٌ يملأ القلب والنفس بالإباء والشموخ والاستعلاء والارتفاع.
وهي ارتباطٌ بالله وارتفاعٌ بالنفس عن مواضع المهانة والتحرر من رِقِّ
الأهواء ومن ذُلِّ الطمع وعدم السير إلا وفق ما شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
- والغاية منها : الرفعة والفخر على الآخرين بلا تكبر وهي نابعةٌ من
الخيرية التي ينتج عنها الخير للبشر من مناصرة للفضيلة ومقارعة للرذيلة
واحترام للمثل العليا .
- وقد تكرر وصف الله تعالى بوصف [ الْعَزِيزُ ] في القرآن ما يقرب من تسعين مرة.
معاني العزة في القرآن
1 ـ العظمة, ومنه قوله تعالى: " وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا
لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ "، وقوله تعالى: " قَالَ فَبِعِزَّتِكَ
لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ".
2 ـ المَنَعة, ومنه قوله تعالى: " أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً
3 ـ الحميَّة , ومنه قوله تعالى: " وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ
أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ " ، وقوله تعالى : " بَلْ الَّذِينَ
كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ " .
أقسام العزة
1ـ عزةٌ شرعية وهي :التي ترتبط بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم
فيعتز المرء بدينه ويرتفع بنفسه عن مواضع المهانة فهو لا يُريق ماء وجهه
ولا يبذل عرضه فيما يدنسه فيبقى موفور الكرامة مرتاح الضمير مرفوع الرأس
شامخ العرين سالماً من ألم الهوان متحرراً من رق الأهواء ومن ذل الطمع
لايسير إلا وفق ما يمليه عليه إيمانه والحق الذي يحمله ويدعو إليه,
روى البيهقي في شعب الإيمان ج2/ص247,
قال:" أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا
الحسن بن محمد بن إسحاق قال سمعت أبا عثمان الخياط يقول سمعت ذا النون يقول:
ثلاثة من أعمال المراقبة ايثار ما أنزل الله وتعظيم ما عظم الله
وتصغير ما صغر الله قال وثلاثة من أعلام الاعتزاز بالله التكاثر بالحكمة
وليس بالعشيرة والاستعانة بالله وليس بالمخلوقين والتذلل لأهل الدين في
الله وليس لأبناء الدنيا".
2 ـ عزةٌ غير شرعية وهي:التي ترتبط بالكفر والفسق و النسب والوطن والمال ونحوها. فكل هذه مذمومة.
ولها صورٌ منها:
- الاعتزاز بالكفار من يهودٍ ونصارى ومنافقين وعلمانيين وحداثيين وغيرهم.
- الاعتزاز بالآباء والأجداد.
- الاعتزاز بالقبيلة والرهط.
- الاعتزاز بالكثرة, سواءاً كان بالمال أو العدد.
- الاعتزاز عند النصح والإرشاد, وذلك بعدم قبول النصيحة.
- الاعتزاز بجمال الثياب.
- الاعتزاز بالأصنام والأوثان.
- الاعتزاز بالجاه والمنصب
مصدر العزة:
هو الله تعالى والالتجاء إليه فهو يُذِلُّ من يشاء ويُعِزُّ من يشاء وهو على كل شيء قدير.
قال القرطبي: فمن كان يريد العزة لينال الفوز الأكبر ويدخل دار العزة,
فليقصد بالعزة الله سبحانه والاعتزاز به فإنه من اعتز بالعبد أذله الله
ومن اعتز بالله أعزه الله.
قال أبو بكر الشبلي: من اعتز بذي العز فذو العزِّ له عزٌُ.
قال الشافعي: من لم تُعِزُّهُ التقوى فلا عز له
أسباب العزة:
1 ـ الإيمان بالله تعالى وطاعته.
2 ـ الإيمان باليوم الآخر.
3 ـ الجهاد في سبيل الله.
4 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
5 ـ التواضع.
6 ـ العلم الشرعي.
7 ـ العفو عن الناس مع المقدرة.
8 ـ اليقين بأن المستقبل لهذا الدين.
9 ـ الثقة بنصر الله وانتصار الدين.