لقد منّ الله عز وجل علينا بالعديد من النعم المختلفة التي لا نراها في كثير من الأحيان مع أنّها لا تعدّ ولا تحصى، فنحن لا نستطيع أن نرى نعم الله عز وحل علينا إلّا عند فقداننا لها فالصحيح لا يشعر بنعمة الصحة إلّا عند المرض والغني لا يرى نعمة الله عليه إلّا عند الفقر والبصير لا يرى نعمة البصر إلّا عند العمى، وحتى أنّ الله عز وجل قد أنعم علينا بنعمة عبادته فلولا أن أعطانا الله عز وجل القدرة على عبادته لما استطعنا فعل ذلك فنحن نستطيع القيام في الفجر من أجل أداء الصلاة والقدرة على تحمل الجوع عند الصيام وهو عز وجل الذي أعطانا الأموال التي نستطيع التصدق فيها فنحن نعيش في ملكه عز وجل.
فبذلك كان الله عز وجل هو الأحق بالشكر من أي شخص آخر فهو الخالق والمالك لكل شيء وهو الذي جاد علينا بالنعم العديدة التي لا تعد ولا تحصى وهو الرحيم بنا وبجميع مخلوقاته، وأوجه الشكر عديدة ومن المهم أن نعلم أنّه مهما قام العبد بشكر الله عز وجل فإنّه لن يستطيع شكره على جميع نعمه حتى لو قام بذلك في ألف حياة متصلة، وإنّ من أهم أوجه شكر الله عز وجل هو طاعته عز وجل والإلتزام بما امر به فيجب علينا أن نقو بعبادته على أكمل وجه وبنية خالصة له وحده بالقيام بالصلاة والصياد وجميع الأمور التي فرضها علينا وأنّ نبتعد عمّا نهانا عنه فكيف لنا أن نعصيه ونحن نعيش في ملكه عز وجل!
كما أنّ من الطرق الأخرى التي يقوم بها العبد من أجل شكر الله عز وجل على نعمه هي القيام بالنوافل فالنوافل تعدّ من الأمور التي تقرب العبد إلى الله عز وجل وفيها شكر لنعمه عز وجل، كمّا أنّه من المهم أن نظهر نعمة الله عز وجل علينا حتى ولو بحمده عليها ولكن من دون مفاخرة وتكبر فمن أعطاه الله عز وجل القوة لا يجب أن يتجبر بها على الناس ومن أعطاه الله عز وجل المال لا يجب أن يسرف فيه فهذا يعتبر مضاداً لشكر الله عز وجل وقد كانت المفاخرة بالنعم من قوة ومال وسلطة هي ما أهلك القرون الأولى، إنّما من الممكن ليرى الله عز جل أثر نعمته على عبده أن يقوم بحمد الله عز وجل على نعمه في كل وقت وفي أي مكان وأن يقوم بمساعدة الناس باستخدامها وجعلها في سبيل الله وم أجل خدمة الناس المحتاجين لها، كما أنّه من أفضل الأمور التي من الممكن أن يقوم بها المء من أجل شكر الله عز وجل على نعمه هي شكره باللسان وذكره عز وجل على الدوام.