الحمد لله رب العالمين الرحمن والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن أتبع هديه الى يوم الدين
غيض من فيض
هذا الكتاب يقص عليكم غيض من فيض شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم.
• يحثنا النبي على الإحسان حتى في النية، ويحضنا على مكارم الأخلاق ونبيل المشاعر تجاه الآخرين.
• يعلمنا النبي الصفح عن الآخرين وأن نحب للآخرين ما نحب لأنفسنا.
• يحضنا النبي على الابتسامة الصادقة في وجه الآخرين والعطف عليهم.
• يحضنا النبي على حسن المعاملة.
• يأمرنا النبي الكريم بحسن المعشر والتصرف وإظهار الاحترام.
• يحثنا النبي الأكرم على الرفق بالإنسان والحيوان والطير والبيئة.
• يحثنا النبي على احترام الوالدين والبر بهما والإحسان للشيوخ، وصلة الرحم والإحسان للأزواج والزوجات والرحمة بالأبناء.
• يحثنا النبي على مد يد العون وإطعام الطعام ومساعدة الضعفاء والفقراء والمساكين والعاجزين.
• يحثنا النبي على التفكير والتأمل وإعمال العقل والصدق في الحديث والاستدلال على الأقوال.
هل اكتشفت حقيقة النبي الآن؟
قبل كشف الأستار والبوح بالأسرار ... أضيف لما سبق أنه صلى الله عليه وسلم ....
• يعلمنا أن بني البشر سواسية لا فرق بينهم على أساس العرق أو اللون أو الجنسية.
• يأمرنا بتجنب إيذاء الآخرين أو كراهيتهم أو الاعتداء عليهم أو الإساءة إليهم أو احقارهم.
• يعلمنا بكل وضوح سبب وجودنا ويعرفنا بخالقنا وبمصيرنا المحتوم ومآلنا في المنتهى.
• يأمرنا بالعيش في سلام مع الإحسان في عبادة الله وحده والإحسان للنفس وللآخرين.
• كيف لا وهو المبعوث رحمة للعالمين!
ألك أن تصدق أنه ...... محمد؟
• إن ظلت عقولنا أسيرة الغرور أو الأهواء أو الأحكام المسبقة، فلن نرى الجمال أو الحق في أي شيء.
لربما أدركت الآن المفاهيم السلبية المغلوطة عن الإسلام والنبي، وأنك ربما قرأت عنه أو سمعت عنه من مصادر غير موثوقة أو تفتقر للنزاهة والحياد.
لذلك أدعوك إلى قراءة هذا الكتيب بموضوعية وتجرد وعقل منفتح لما يقدمه من الحق المبين عن محمد (صلى الله عليه وسلم).
هل اكتشفت حقيقته؟
حقيقة الرسول
ولد النبي (صلى الله عليه وسلم) لرجل يدعى عبد الله في مكة قرابة عام 570 لميلاد المسيح. وقد اشتهر في قومه بأنه الصادق الأمين.
عندما بلغ محمد سن الأربعين، نزل عليه الملك جبريل عليه السلام بالوحي، وكان أول ما أمر به محمد أن أنذر عشيرتك الأقربين وادعهم إلى الإسلام، بمن فيهم زوجه خديجة، ثم أوحي إليه أن اصدع بما تؤمر وبلغ الرسالة للعالمين. وفي سنوات عمره التالية للبعثة بلغ محمد رسالة الله للناس، فكان نموذجا راقيا ونعم قدوة للبشرية جمعاء. وفي العام 632 غادر النبي عالمنا وهو في سن الثالثة والستين.
مسجد النبي في المدينة
النبي محمد (صلى عليه وسلم) هو "خاتم الأنبياء"، فهو آخر أنبياء الله ورسله إلى العالمين مصدقا لما بين يديه من وحي، بما في ذلك الإنجيل الموحى إلى عيسى عليه الصلاة والسلام.
يشهد الله في القرآن الكريم "ولكن رسول الله وخاتم النبيين" (الآية 40، الأحزاب).
كما يؤكد النبي الصلة الوثيقة بينه وبين نبي الله عيسى فيقول: "من آمن بعيسى بن مريم ثم آمن بي فله أجران".
ويقول النبي محمد صلى عليه وسلم أيضا: "أنا أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه ليس بيني وبينه نبي".
تلكم الكلمات النبوية الطاهرة تبين لنا مدى تكريم محمد لأخيه عيسى عليهما الصلاة والسلام، وقد كانت تلك نبوءة أوردها نبي الله عيسى في الإنجيل، وسآتي لبيان ذلك لاحقا.
شخصية عظيمة
لطالما شهد المنصفون على مر التاريخ لمحمد كشخصية عظيمة فريدة لما تحلى به من سمات وأخلاق منذ نعومة أظفاره وفي ريعان شبابه وطوال نبوته وحتى لحاقه بالرفيق الأعلى. كان صلى الله عليه وسلم رحيما أمينا مخلصا صادقا رؤوفا متواضعا، وليس أدل على ذلك من تدوين كل صغيرة وكبيرة في حياته الخاصة والعامة من سنة قولية وعملية تدوينا دقيقا أمينا حتى وصلتنا كاملة محفوظة غير منقوصة.
كان نبيا ورسولا ... مبشرا ومصلحا اجتماعيا ... وأسوة حسنة وقائدا ... ورجل دولة وصديقا وفيا ... وخليلا مبهرا وزوجا أمينا وأبا حنونا.
لذلك قال عنه راماكريشنا راو – أستاذ الفلسفة الهندي – في كتابه "محمد: نبي الإسلام": "النموذج الكامل لحياة الإنسان"، ويعضد رأيه قائلا:
"شخصية محمد هي الأصعب من حيث إمكانية سبر أغوارها كاملة، إذ لا يسعني إلا أن أقبس منها قبسا يسيرًا. فيا له من تتابع مبهر للمشاهد ... فهو محمد النبي وهو محمد المحارب، وهو محمد رجل الأعمال ومحمد رجل الدولة وهو محمد الخطيب والمصلح وملاذ اليتامى وحامي المستضعفين والعبيد؛
إنه محمد محرر المرأة والقاضي والقديس الطاهر. والأهم من ذلك كله أنه في إتيانه كل تلك الأدوار الإنسانية المبهرة كان بطلا عز نظيره1.
وباستقراء التاريخ، نجد أن محمدا قد غير وجه شبه الجزيرة العربية على مدار ثلاث وعشرين عاما هي عمر نبوته...
• من الوثنية وعبادة الأصنام إلى التسليم لله الواحد...
• من الشقاق والحروب القبلية إلى التضامن والاتحاد...
• من حياة السكر والفسوق إلى الرزانة والتقوى...
• من الهمجية والفوضى إلى حياة النظام والقانون...
• من الفقر الأخلاقي التام إلى أرقى القيم والسمو الأخلاقي.
إن التاريخ البشري لم يعرف تحولا تاما في مجتمع أو مكان على هذه الشاكلة لا قبل محمد ولا بعده – وتخيل تحقيق كل تلك الإنجازات المبهرة في عقدين من الزمان تقريبا.
أقوال كتب العالم المرجعية في الرسول
إنه وإن لم يكن الموضوع الرئيس لهذا الكتيب تفصيل كل النبوءات التي اشتملت عليها الكتب الدينية المبشرة بمجيء النبي محمد، فإنه يطيب لي أن أبين أن علماء المسلمين قد وجدوا تلك النبوءات في الكتب البارسية والهندوسية والبوذية، و التوراة والإنجيل.
والحق أن محمدا في الكتب الأخرى إنما هو موضوع مثير للبحث والاهتمام تناولته الكثير من الكتب والمقالات بالتفصيل الدقيق، وكذلك على شبكة الإنترنت.
ومن أمثلة الكتب ذات الصلة كتاب إيه إتش فيديارثي ويو علي الصادر بعنوان "محمد في الكتب البارسية والهندوسية والبوذية".
أما الأستاذ عبد الأحد داود (القس ديفيد بنجامين سابقا) فألف كتابا بديعا تحت عنوان "محمد في الإنجيل" ويعلق على نبوءة الإنجيل بقدوم "النبي الآتي الذي هو مثل موسى" قائلا:
نقرأ الكلمات التالية في سفر تثنية الاشتراع (18:18): "أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به"، وإذا لم تكن هذه الكلمات تنطبق على محمد، فإنها تبقى غير متحققة إذا، علما بأن عيسى نفسه لم يدع لنفسه أنه النبي المشار إليه في الإصحاح المذكور ... ذلك بأن عيسى – كما هو في عيون الكنيسة – سيظهر قاضيا لا مشرعا، لكن النبي الموعود جاء "وعن يمينه نار شريعة لهم" (التثنية، 33 : 2).
يؤكد علماء المسلمين أن هذه البشارة لا تنطبق على أحد سوى محمد، فموسى ومحمد متشابهان في الكثير من الجوانب، فأول حرف من اسميهما واحد، وهما متماثلان في الميلاد الطبيعي وفي الزيجات والرسالة والموت الطبيعي، كما أنهما كانا نبيين وحاكمين وقائدين ورجلي دولة، وأنها جاءا "بنار شريعة". في المقابل، يختلف عيسى عن موسى في الكثير من الجوانب، ومن ذلك الميلاد والرسالة والنهاية، كما أن عيسى لم يتزوج ولم يحكم شعبا أو يحارب في حروب كما فعل موسى.
ومن الجدير بالذكر أن عبارة "أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم" إنما تشير إلى نبي من إخوان بني إسرائيل (أي أبناء إسماعيل).
كما أن عيسى بشر في العهد الجديد بقدوم معز آخر إذ يقول: "فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ" (يوحنا، 14 : 16).
علاوة على ذلك، يقول عيسى:
"لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. 8وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ: 9أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي. 10وَأَمَّا عَلَى بِرّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلاَ تَرَوْنَنِي أَيْضًا. 11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.
12«إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا
لأَقُولَ لَكُمْ، وَلكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. 13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. 14ذَاكَ يُمَجِّدُنِي.."
(يوحنا، 16: 7 – 14)
فمن هو ذلك المعزي الآخر المبشر به بعد عيسى؟
يقول عملاء المسلمين إن محمدا وحده هو المستوفي لمضمون بشارة عيسى استنادا إلى الكثير من الأسباب، وفيما يلي بيان بعضها:
إشارة عيسى إلى "المعزي الآخر" لا يمكن أن تنطبق على الروح القدس نظرا لأن الروح القدس (الذي هو أحد الأقانيم الثلاثة – الرب الأب والرب الابن والرب الروح القدس، كما يراه المسيحيون) كان موجودًا قبل وأثناء رسالة عيسى وفقا لما يفيد به الإنجيل، أما "المعزي" فمحينه بعد عيسى.
يضاف إلى ذلك أن محمدا جاء ليحذر الناس من المنكر ويأمرهم بالمعروف، فكان حاكما وقاضيا بـ "شريعة" "عن يمينه".
أرشد محمد الناس إلى منتهى الحقيقة بوجود الله الواحد الحق، وحقيقة الغرض من هذه الحياة، وحقيقة الآخرة والحياة الأخرى، وغير ذلك الكثير من الأمور.
لقد بين لنا من حوادث المستقبل بنبوءات كثيرة ومعجزات وفيرة أيده بها الله الواحد الذي أرسله.
كان محمد نبيا "لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ"، كان الأداة التي أوحى الله من خلالها كلمته للبشر، ألا وهي القرآن الكريم. وقد تلا محمد كلمة الله باسم الله، وقد أرسل الإنجيل النبوءة بنصه "الذي يتكلم به باسمي" (التثنية، 18 : 19). ومن المعلوم أن سور القرآن المجيد كافة تبدأ بالبسملة: "باسم الله".
تكريم نبي الله عيسى وافر معلوم في القرآن الكريم وعلى لسان النبي محمد، ومن مظاهر هذا التكريم أن أحب المسلمون تسمية أبنائهم باسم عيسى.
علاوة على ذلك، عندما سأل اليهود يوحنا المعمدان عن هويته نفى عن نفسه أن يكون المسيح أو إيليا أو النبي المشار إليه في نص الكتاب المقدس" إذ قال: "..."مَنْ أَنْتَ؟" فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ، وَأَقَرَّ: "إِنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ". فَسَأَلُوهُ: "إِذًا مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟" فَقَالَ: "لَسْتُ أَنَا". "أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟" فَأَجَابَ: "لاَ". (يوحنا 1 : 19 – 21).
نذكر بأن علماء المسلمين يرون أن النبي محمد هو المشار إليه في النص الإنجيلي "أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟" فَأَجَابَ: "لاَ"، فمن هو هذا النبي إذا؟ لا شك أن "النبي" المشار إليه لا تنطبق أوصافه على يوحنا المعمدان ولا على عيسى المسيح كما شهد بذلك يوحنا نفسه.
وعلى ذلك، فإن الباحث الحكيم الأمين المنصف عن الحقيقة إنما سيطرح الأسئلة التالية من منظور موضوعي:
• من هو ذلك النبي؟
• من النبي الحق الذي جاء بعد يوحنا وعيسى حاملا رسالتهم الأصلية عن الله الواحد الأحد وحده؟
إنه محمد صلى الله عليه وسلم
قالوا عنه
كُتب الكثير عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وفيما يلي سرد بعض ما قاله بعض الأعلام فيه:
قال لامارتين (المؤرخ الشهير): "إذا كان سمو الغاية وضعف الوسائل والنتائج المبهرة هي المعايير الثلاثة للعبقرية البشرية، فمن يجرؤ على مقارنة أي عظيم في التاريخ بمحمد؟"
واستنتج قائلا: "وبإعمال كل المعايير التي تقاس بها عظمة الإنسان، حق لنا أن نتساءل قائلين: هل عرفت الإنسانية من هو أعظم منه؟"
(تاريخ الأتراك، باريس، 1854 – الجزء 2، ص 276 – 277)
قال مايكل هارت في كتابه "المائة الأعظم أثرا في التاريخ": "إن اختياري محمدا على رأس قائمة المائة الأعظم والأكثر تأثيرا قد يدهش بعض القراء بل ويثير شكوك البعض الآخر، لكنه كان الرجل الأوحد - على مر التاريخ - الذي حقق نجاحا منقطع النظير على الصعيدين الديني والدنيوي".
وانتهى مايكل هارت إلى نتيجة مفادها "... فهذا الجمع منقطع النظير بين التأثير الديني والدنيوي – كما أراه – يخول محمدا لقب الأكثر تأثيرا في تاريخ الإنسانية"2.
وقال السير جورج برنارد شو في كتابه "الإسلام الحقيقي": "أعتقد أنه لو قدر لرجل مثله أن يتولى قيادة العالم الحديث لأفلح في حل مشكلاته على نحو يجلب السلام والسعادة اللذين يتحرق إليهما العالم".
وأضاف الرجل قائلا: "كان أبرز من وطأت قدمه الأرض دون مقارب، بشر بدين وأسس دولة وبنى أمة ووضع قانونا أخلاقيا واستهل العديد من الإصلاحات الاجتماعية والسياسية، وأوجد مجتمعا حيويا قويا لممارسة
تعاليمه واحترامها، وأحدث ثورة شاملة في عوالم الفكر البشري وسلوكيات البشر على مر عصور المستقبل".
(الإسلام الحقيقي، الجزء 1، 1936).
أما المهاتما غاندي فقال: "أضحيت على يقين راسخ بأن السيف لم يكن سبيل الإسلام لحجز مكان له على خريطة الحياة في تلك الأيام، بل كانت البساطة المتناهية من النبي وإمعانه في إنكار الذات هما السبيل، وكذلك الوفاء الشديد بعهوده وإخلاصه المتناهي لأصدقائه وأتباعه، وبسالته وجرأته وثقته المطلقة في الله ورسالته".
(صحيفة "يانغ إنديا")
وأما وولفغانغ جوته (الشاعر الأوروبي الشهير) فقال: "هو نبي لا شاعر، لذلك يُنظر إلى قرآنه كقانون إلهي لا ككتاب من صنع البشر غرضه التوجيه أو الترفيه".
تورد الموسوعة البريطانية (في جزئها 12) ما يلي:
... تبين التفاصيل الكثير في المصادر القديمة أنه كان رجلا أمينا مستقيما اكتسب احترام الآخرين وإخلاصهم، وقد كانوا على شاكلته من الأمناء المستقيمين.
"... محمد أنجح الأنبياء والشخصيات الدينية".
وهذا توماس كارلايل يقول في كتابه "الأبطال والبطولة": "أنى لرجل وحيد أن يجمع القبائل المتحاربة والبدو الرحل في أمة قوية حضارية في أقل من عقدين". "... والأكاذيب (التشويه الغربي) التي أطلقت بحماس شديد عن هذا الرجل (محمد) إنما هي عار علينا وحدنا".
وقال جون إسبوزيتو (الأستاذ الجامعي المتخصص في الأديان والعلاقات الدولية، ومدير مركز الدراسات الدولية بكلية الصليب المقدس، ومدير ومؤسس مركز PABT للتفاهم الإسلامي المسيحي بجامعة جورجتاون في الولايات المتحدة الأمريكية) في كتاب حديث له بعنوان:
"الإسلام: الصراط المستقيم": "كان محمد من أعظم الشخصيات الدينية والأنبياء ومؤسسي الأديان الذين ألهمت شخصيتهم وسماتهم
الثقةَ والالتزامَ في عز فيه ذلك. كما أن نجاحه المبهر في اجتذاب الأتباع وإنشاء دولة ومجتمع ساد الجزيرة العربية لا يمكن عزوه إلا لحقيقة واحدة هي أنه كان مخططا إستراتيجيا عسكريا بارعا، وأنه كان رجلا غير عادي في الوقت ذاته... لقد وجد أتباع محمد فيه الصلاح والثقة والتقوى والأمانة والعطف". (إسبوزيتو، 2004).
• قال إسبوزيتو أيضا: "لم يكن محمد مؤسس الإسلام، فهو لم ينشئ دينا جديدًا".
أكد الأستاذ إسبوزيتو على هذه الحقيقة فقال: "جاء الإسلام مصلحا، فكان النداء المتجدد بالتسليم (الإسلام) التام لله وتنفيذ إرادته كما أوحيت بشكلها الواحد النهائي للمرة الأخيرة من السماء إلى محمد خاتم الأنبياء والرسل. وبذلك لم يكن الإسلام – بالنسبة لمحمد – دينا جديدًا، بل كان إصلاحا للإيمان الحق...3
بدائع مأثورات
هل ما زلت تذكر ما ورد في الفصل الأول (غيض من فيض) من هذا الكتيب؟ إن المفاهيم الواردة هنا تستند إلى توجيه القرآن وتعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وفيما بعض أمثلة من أقوال النبي لتقف بنفسك على ما فيها من روعة وجمال:
• الكلمة الطيبة صدقة.
• تبسمك في وجه أخيك صدقة.
• إن خياركم أحاسنكم أخلاقا.
• إماطة الأذى عن الطريق صدقة.
• أفضل الإيمان الصبر والسماحة.
• جاء رجل إلى النبي فسأله: "أي الإسلام خير؟" فقال: "تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف".
علاوة على ذلك، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
• "الرَّاحمُونَ يَرحمُهُم الرّحمنُ ارْحَموا مَنْ في الأرض يرحمْكُم من في السَّماءِ".
• لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
• ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع.
• ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب.
• إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.
• خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي.
• خيركم خيركم لنسائكم.
• أفضل الإسلام حسن المعاملة والسماحة.
خير الناس أنفعهم للناس
• خير الناس أنفعهم للناس.4
هذا غيض من فيض الأحاديث النبوية التي تفيض بالحكمة والجمال وحسان المبادئ.
كان محمد قدوة حسنة لأنه بدأ بنفسه في ما قال فنفذ، وما وعد فأوفى، فكانت معاملاته وأفعاله مع الآخرين انعكاسا لشخصيته الفريدة والمتميزة من حيث الخلق العظيم والرحمة والأمانة والإخلاص والشفقة والصدق والتواضع والكرم والسماحة والصبر والعفو وغير ذلك الكثير من السمات الكريمة. كما أن الآثار والمواقف والدلائل على تلك السمات الكريمة والأخلاق العظيمة للنبي الخاتم إنما هي أكثر من أن تحصى بالتفصيل هنا، لذا سنكتفي منها بمثال واحد.
• بعد أن طرده أهل مكة وكفروا برسالته ...
• بعد تعذيبه واضطهاده ومحاولة قلته عدة مرات ...
• بعد تعذيب الكثير من أصحابه وأحبابه وقتلهم ...
• بعد محاربته وأصحابه وطردهم من منازلهن وانتزاع ممتلكاتهم وأراضيهم منهم ...
ماذا كان رد فعل النبي محمد على أعدائه من أهل مكة عندما دخل مكة فاتحا ومحررا لها من الوثنية وعبادة الأصنام؟
في مستهل النصر المؤزر لمحمد والمسلمين، وفي ذروة فرحتهم بالانتصار ونشوته وسعادتهم بالعودة إلى ديارهم وإلى مكة المقدسة، جمع النبي محمد الناس أهل مكة الذين تملكهم الخوف حينئذ من إقدامه على أذيتهم أو قتلهم انتقاما من ماضيهم المسيء من اضطهاد وقتل للمسلمين.
سألهم النبي محمد قائلا: "ماذا تظنون أني فاعل بكم؟" فأجابوا: "خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم"، فما كان من النبي برحمته وعفوه وصفحه وكرمه إلا أن عفا عنهم فقال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"5.
• هل سبق لك أن مررت بموقف كهذا؟
• هل سبق لك أن سمعت خبرا كهذا؟
• هل أنت قادر على رؤية فيض الرحمة المنبعث من النبي الأكرم؟
قال الأستاذ جون إسبوزيتو في وصف هذا الحد التاريخي غير المسبوق:
"بدلا من الانتقام والسلب المتوقع بعد الفتح، قبل النبي محمد السلم ووضع أوزار الحرب، ومنح عفوا شاملا بدلا من إعمال السيف في رقاب أعدائه. فما كان من المكيين إلا أن اعتنقوا الإسلام دين السماحة وقبلوا بقيادة محمد ثم اندمجوا في الأمة الوليدة (المجتمع الإسلامي).
في المقابل، هل سمعت عن الفظائع التي ارتكبتها "قوى عظمى" عندما شرعت ظلما وعدوانا في مهاجمة أمم أخرى وغزوها على مر التاريخ؟
إننا كلما اكتشفنا المزيد عن حياة محمد، أدركنا عظمة سلوكه ورقي شخصيته وأنه حقا "رحمة للعالمين" (القرآن الكريم، الأنبياء، آية 107).
وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
وتأكيدا لهذه الحقيقة يقول الله تعالى في قرآنه الكريم: "وإنك لعلى خلق عظيم". (سورة القلم، الآية 4).
أرسل الله الواحد الأحد الكثير من الأنبياء والرسل منهم آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (عليهم جميعا الصلاة والسلام).
أخبرنا الله الواحد الحق أن محمدا هو خاتم رسله إلى الناس كافة (المسلمون واليهود والمسيحيون والهندوس والبوذيون والملحدون واللاأدريون، إلخ).
يعلمنا الإسلام التزام العدل والحكمة والإخلاص والأمانة والموضوعية والانفتاح في بحثنا عن الحق وعند التعامل مع الآخرين أو الحكم عليهم.
ينبغي أن يقوم البحث عن الحقيقة على مصادر موثوقة وحقائق مؤكد. كما ينبغي مباشرة التعامل مع آخرين أو الحكم عليهم استنادًا إلى أسس من العدالة والموضوعية وإحقاق الحق والحوار والاحترام المتبادل والفهم المفصل.
فكرة أخيرة
فيما يخص القادة السياسيين والدينيين غير المنصفين ومن على شاكلتهم من الكتاب والمؤرخين ورجال الإعلام الذين اتهموا الإسلام بغير حق وكذلك كل المسلمين بالإرهاب، مدعين أن الإسلام انتشر بالقوة والسيف، وكذلك المغرضون وأصحاب المآرب الذين يسيئون إلى الله ونبيه ويصورونهما بأبشع الرسوم والصور، بالنسبة لكل هؤلاء أتساءل:
• هل هذا هو ما يعنونه بالحرية وحرية التعبير – أليس هناك ازدواجية للمعايير في التعامل مع الإسلام والمسلمين؟ (على سبيل المثال، لماذا لم تُسمَع عبارات من قبيل "الإرهابيون المسيحيون" و"الإرهابيون اليهود"، بالرغم من ارتكاب فظائع كثيرة على أيدي أتباع من هاتين الديانتين؟
• هل أي شخص حر في المجاهرة بالسب والقذف والاحتقار للآخرين ومعتقداتهم أو اتهامهم جملة بالإرهاب؟
• هل هذا هو الأسلوب المناسب لتعليم الأجيال الشابة معنى الحضارة والديمقراطية والحرية في المدارس والجامعات والمجتمع بأسره؟
• هل "سيف الإسلام" هو الوسيلة الحقيقية التي تجعل آلافا من الرجال والنساء الحكماء المتمتعين بالموضوعية والإخلاص يعتنقون الإسلام حاليا؟ (الكثير من الكتب والمقالات والمواقع الإلكترونية تناقش الأسباب والكيفيات التي يعتنق بها الأخوة والأخوات دين الإسلام. على سبيل المثال: أوصي بمطالعة
Islam Our Choice: Portraits of Modern America Muslim Women - تنقيح ديبرا إل ديركس وستيفاني بارلوف. وهذا المقال متاح على الإنترنت).
غيض من فيض
هذا الكتاب يقص عليكم غيض من فيض شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم.
• يحثنا النبي على الإحسان حتى في النية، ويحضنا على مكارم الأخلاق ونبيل المشاعر تجاه الآخرين.
• يعلمنا النبي الصفح عن الآخرين وأن نحب للآخرين ما نحب لأنفسنا.
• يحضنا النبي على الابتسامة الصادقة في وجه الآخرين والعطف عليهم.
• يحضنا النبي على حسن المعاملة.
• يأمرنا النبي الكريم بحسن المعشر والتصرف وإظهار الاحترام.
• يحثنا النبي الأكرم على الرفق بالإنسان والحيوان والطير والبيئة.
• يحثنا النبي على احترام الوالدين والبر بهما والإحسان للشيوخ، وصلة الرحم والإحسان للأزواج والزوجات والرحمة بالأبناء.
• يحثنا النبي على مد يد العون وإطعام الطعام ومساعدة الضعفاء والفقراء والمساكين والعاجزين.
• يحثنا النبي على التفكير والتأمل وإعمال العقل والصدق في الحديث والاستدلال على الأقوال.
هل اكتشفت حقيقة النبي الآن؟
قبل كشف الأستار والبوح بالأسرار ... أضيف لما سبق أنه صلى الله عليه وسلم ....
• يعلمنا أن بني البشر سواسية لا فرق بينهم على أساس العرق أو اللون أو الجنسية.
• يأمرنا بتجنب إيذاء الآخرين أو كراهيتهم أو الاعتداء عليهم أو الإساءة إليهم أو احقارهم.
• يعلمنا بكل وضوح سبب وجودنا ويعرفنا بخالقنا وبمصيرنا المحتوم ومآلنا في المنتهى.
• يأمرنا بالعيش في سلام مع الإحسان في عبادة الله وحده والإحسان للنفس وللآخرين.
• كيف لا وهو المبعوث رحمة للعالمين!
ألك أن تصدق أنه ...... محمد؟
• إن ظلت عقولنا أسيرة الغرور أو الأهواء أو الأحكام المسبقة، فلن نرى الجمال أو الحق في أي شيء.
لربما أدركت الآن المفاهيم السلبية المغلوطة عن الإسلام والنبي، وأنك ربما قرأت عنه أو سمعت عنه من مصادر غير موثوقة أو تفتقر للنزاهة والحياد.
لذلك أدعوك إلى قراءة هذا الكتيب بموضوعية وتجرد وعقل منفتح لما يقدمه من الحق المبين عن محمد (صلى الله عليه وسلم).
هل اكتشفت حقيقته؟
حقيقة الرسول
ولد النبي (صلى الله عليه وسلم) لرجل يدعى عبد الله في مكة قرابة عام 570 لميلاد المسيح. وقد اشتهر في قومه بأنه الصادق الأمين.
عندما بلغ محمد سن الأربعين، نزل عليه الملك جبريل عليه السلام بالوحي، وكان أول ما أمر به محمد أن أنذر عشيرتك الأقربين وادعهم إلى الإسلام، بمن فيهم زوجه خديجة، ثم أوحي إليه أن اصدع بما تؤمر وبلغ الرسالة للعالمين. وفي سنوات عمره التالية للبعثة بلغ محمد رسالة الله للناس، فكان نموذجا راقيا ونعم قدوة للبشرية جمعاء. وفي العام 632 غادر النبي عالمنا وهو في سن الثالثة والستين.
مسجد النبي في المدينة
النبي محمد (صلى عليه وسلم) هو "خاتم الأنبياء"، فهو آخر أنبياء الله ورسله إلى العالمين مصدقا لما بين يديه من وحي، بما في ذلك الإنجيل الموحى إلى عيسى عليه الصلاة والسلام.
يشهد الله في القرآن الكريم "ولكن رسول الله وخاتم النبيين" (الآية 40، الأحزاب).
كما يؤكد النبي الصلة الوثيقة بينه وبين نبي الله عيسى فيقول: "من آمن بعيسى بن مريم ثم آمن بي فله أجران".
ويقول النبي محمد صلى عليه وسلم أيضا: "أنا أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه ليس بيني وبينه نبي".
تلكم الكلمات النبوية الطاهرة تبين لنا مدى تكريم محمد لأخيه عيسى عليهما الصلاة والسلام، وقد كانت تلك نبوءة أوردها نبي الله عيسى في الإنجيل، وسآتي لبيان ذلك لاحقا.
شخصية عظيمة
لطالما شهد المنصفون على مر التاريخ لمحمد كشخصية عظيمة فريدة لما تحلى به من سمات وأخلاق منذ نعومة أظفاره وفي ريعان شبابه وطوال نبوته وحتى لحاقه بالرفيق الأعلى. كان صلى الله عليه وسلم رحيما أمينا مخلصا صادقا رؤوفا متواضعا، وليس أدل على ذلك من تدوين كل صغيرة وكبيرة في حياته الخاصة والعامة من سنة قولية وعملية تدوينا دقيقا أمينا حتى وصلتنا كاملة محفوظة غير منقوصة.
كان نبيا ورسولا ... مبشرا ومصلحا اجتماعيا ... وأسوة حسنة وقائدا ... ورجل دولة وصديقا وفيا ... وخليلا مبهرا وزوجا أمينا وأبا حنونا.
لذلك قال عنه راماكريشنا راو – أستاذ الفلسفة الهندي – في كتابه "محمد: نبي الإسلام": "النموذج الكامل لحياة الإنسان"، ويعضد رأيه قائلا:
"شخصية محمد هي الأصعب من حيث إمكانية سبر أغوارها كاملة، إذ لا يسعني إلا أن أقبس منها قبسا يسيرًا. فيا له من تتابع مبهر للمشاهد ... فهو محمد النبي وهو محمد المحارب، وهو محمد رجل الأعمال ومحمد رجل الدولة وهو محمد الخطيب والمصلح وملاذ اليتامى وحامي المستضعفين والعبيد؛
إنه محمد محرر المرأة والقاضي والقديس الطاهر. والأهم من ذلك كله أنه في إتيانه كل تلك الأدوار الإنسانية المبهرة كان بطلا عز نظيره1.
وباستقراء التاريخ، نجد أن محمدا قد غير وجه شبه الجزيرة العربية على مدار ثلاث وعشرين عاما هي عمر نبوته...
• من الوثنية وعبادة الأصنام إلى التسليم لله الواحد...
• من الشقاق والحروب القبلية إلى التضامن والاتحاد...
• من حياة السكر والفسوق إلى الرزانة والتقوى...
• من الهمجية والفوضى إلى حياة النظام والقانون...
• من الفقر الأخلاقي التام إلى أرقى القيم والسمو الأخلاقي.
إن التاريخ البشري لم يعرف تحولا تاما في مجتمع أو مكان على هذه الشاكلة لا قبل محمد ولا بعده – وتخيل تحقيق كل تلك الإنجازات المبهرة في عقدين من الزمان تقريبا.
أقوال كتب العالم المرجعية في الرسول
إنه وإن لم يكن الموضوع الرئيس لهذا الكتيب تفصيل كل النبوءات التي اشتملت عليها الكتب الدينية المبشرة بمجيء النبي محمد، فإنه يطيب لي أن أبين أن علماء المسلمين قد وجدوا تلك النبوءات في الكتب البارسية والهندوسية والبوذية، و التوراة والإنجيل.
والحق أن محمدا في الكتب الأخرى إنما هو موضوع مثير للبحث والاهتمام تناولته الكثير من الكتب والمقالات بالتفصيل الدقيق، وكذلك على شبكة الإنترنت.
ومن أمثلة الكتب ذات الصلة كتاب إيه إتش فيديارثي ويو علي الصادر بعنوان "محمد في الكتب البارسية والهندوسية والبوذية".
أما الأستاذ عبد الأحد داود (القس ديفيد بنجامين سابقا) فألف كتابا بديعا تحت عنوان "محمد في الإنجيل" ويعلق على نبوءة الإنجيل بقدوم "النبي الآتي الذي هو مثل موسى" قائلا:
نقرأ الكلمات التالية في سفر تثنية الاشتراع (18:18): "أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به"، وإذا لم تكن هذه الكلمات تنطبق على محمد، فإنها تبقى غير متحققة إذا، علما بأن عيسى نفسه لم يدع لنفسه أنه النبي المشار إليه في الإصحاح المذكور ... ذلك بأن عيسى – كما هو في عيون الكنيسة – سيظهر قاضيا لا مشرعا، لكن النبي الموعود جاء "وعن يمينه نار شريعة لهم" (التثنية، 33 : 2).
يؤكد علماء المسلمين أن هذه البشارة لا تنطبق على أحد سوى محمد، فموسى ومحمد متشابهان في الكثير من الجوانب، فأول حرف من اسميهما واحد، وهما متماثلان في الميلاد الطبيعي وفي الزيجات والرسالة والموت الطبيعي، كما أنهما كانا نبيين وحاكمين وقائدين ورجلي دولة، وأنها جاءا "بنار شريعة". في المقابل، يختلف عيسى عن موسى في الكثير من الجوانب، ومن ذلك الميلاد والرسالة والنهاية، كما أن عيسى لم يتزوج ولم يحكم شعبا أو يحارب في حروب كما فعل موسى.
ومن الجدير بالذكر أن عبارة "أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم" إنما تشير إلى نبي من إخوان بني إسرائيل (أي أبناء إسماعيل).
كما أن عيسى بشر في العهد الجديد بقدوم معز آخر إذ يقول: "فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّيًا آخَرَ" (يوحنا، 14 : 16).
علاوة على ذلك، يقول عيسى:
"لكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ الْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لاَ يَأْتِيكُمُ الْمُعَزِّي، وَلكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ. 8وَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُبَكِّتُ الْعَالَمَ عَلَى خَطِيَّةٍ وَعَلَى بِرّ وَعَلَى دَيْنُونَةٍ: 9أَمَّا عَلَى خَطِيَّةٍ فَلأَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ بِي. 10وَأَمَّا عَلَى بِرّ فَلأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى أَبِي وَلاَ تَرَوْنَنِي أَيْضًا. 11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.
12«إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا
لأَقُولَ لَكُمْ، وَلكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. 13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. 14ذَاكَ يُمَجِّدُنِي.."
(يوحنا، 16: 7 – 14)
فمن هو ذلك المعزي الآخر المبشر به بعد عيسى؟
يقول عملاء المسلمين إن محمدا وحده هو المستوفي لمضمون بشارة عيسى استنادا إلى الكثير من الأسباب، وفيما يلي بيان بعضها:
إشارة عيسى إلى "المعزي الآخر" لا يمكن أن تنطبق على الروح القدس نظرا لأن الروح القدس (الذي هو أحد الأقانيم الثلاثة – الرب الأب والرب الابن والرب الروح القدس، كما يراه المسيحيون) كان موجودًا قبل وأثناء رسالة عيسى وفقا لما يفيد به الإنجيل، أما "المعزي" فمحينه بعد عيسى.
يضاف إلى ذلك أن محمدا جاء ليحذر الناس من المنكر ويأمرهم بالمعروف، فكان حاكما وقاضيا بـ "شريعة" "عن يمينه".
أرشد محمد الناس إلى منتهى الحقيقة بوجود الله الواحد الحق، وحقيقة الغرض من هذه الحياة، وحقيقة الآخرة والحياة الأخرى، وغير ذلك الكثير من الأمور.
لقد بين لنا من حوادث المستقبل بنبوءات كثيرة ومعجزات وفيرة أيده بها الله الواحد الذي أرسله.
كان محمد نبيا "لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ"، كان الأداة التي أوحى الله من خلالها كلمته للبشر، ألا وهي القرآن الكريم. وقد تلا محمد كلمة الله باسم الله، وقد أرسل الإنجيل النبوءة بنصه "الذي يتكلم به باسمي" (التثنية، 18 : 19). ومن المعلوم أن سور القرآن المجيد كافة تبدأ بالبسملة: "باسم الله".
تكريم نبي الله عيسى وافر معلوم في القرآن الكريم وعلى لسان النبي محمد، ومن مظاهر هذا التكريم أن أحب المسلمون تسمية أبنائهم باسم عيسى.
علاوة على ذلك، عندما سأل اليهود يوحنا المعمدان عن هويته نفى عن نفسه أن يكون المسيح أو إيليا أو النبي المشار إليه في نص الكتاب المقدس" إذ قال: "..."مَنْ أَنْتَ؟" فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ، وَأَقَرَّ: "إِنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ". فَسَأَلُوهُ: "إِذًا مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟" فَقَالَ: "لَسْتُ أَنَا". "أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟" فَأَجَابَ: "لاَ". (يوحنا 1 : 19 – 21).
نذكر بأن علماء المسلمين يرون أن النبي محمد هو المشار إليه في النص الإنجيلي "أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟" فَأَجَابَ: "لاَ"، فمن هو هذا النبي إذا؟ لا شك أن "النبي" المشار إليه لا تنطبق أوصافه على يوحنا المعمدان ولا على عيسى المسيح كما شهد بذلك يوحنا نفسه.
وعلى ذلك، فإن الباحث الحكيم الأمين المنصف عن الحقيقة إنما سيطرح الأسئلة التالية من منظور موضوعي:
• من هو ذلك النبي؟
• من النبي الحق الذي جاء بعد يوحنا وعيسى حاملا رسالتهم الأصلية عن الله الواحد الأحد وحده؟
إنه محمد صلى الله عليه وسلم
قالوا عنه
كُتب الكثير عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وفيما يلي سرد بعض ما قاله بعض الأعلام فيه:
قال لامارتين (المؤرخ الشهير): "إذا كان سمو الغاية وضعف الوسائل والنتائج المبهرة هي المعايير الثلاثة للعبقرية البشرية، فمن يجرؤ على مقارنة أي عظيم في التاريخ بمحمد؟"
واستنتج قائلا: "وبإعمال كل المعايير التي تقاس بها عظمة الإنسان، حق لنا أن نتساءل قائلين: هل عرفت الإنسانية من هو أعظم منه؟"
(تاريخ الأتراك، باريس، 1854 – الجزء 2، ص 276 – 277)
قال مايكل هارت في كتابه "المائة الأعظم أثرا في التاريخ": "إن اختياري محمدا على رأس قائمة المائة الأعظم والأكثر تأثيرا قد يدهش بعض القراء بل ويثير شكوك البعض الآخر، لكنه كان الرجل الأوحد - على مر التاريخ - الذي حقق نجاحا منقطع النظير على الصعيدين الديني والدنيوي".
وانتهى مايكل هارت إلى نتيجة مفادها "... فهذا الجمع منقطع النظير بين التأثير الديني والدنيوي – كما أراه – يخول محمدا لقب الأكثر تأثيرا في تاريخ الإنسانية"2.
وقال السير جورج برنارد شو في كتابه "الإسلام الحقيقي": "أعتقد أنه لو قدر لرجل مثله أن يتولى قيادة العالم الحديث لأفلح في حل مشكلاته على نحو يجلب السلام والسعادة اللذين يتحرق إليهما العالم".
وأضاف الرجل قائلا: "كان أبرز من وطأت قدمه الأرض دون مقارب، بشر بدين وأسس دولة وبنى أمة ووضع قانونا أخلاقيا واستهل العديد من الإصلاحات الاجتماعية والسياسية، وأوجد مجتمعا حيويا قويا لممارسة
تعاليمه واحترامها، وأحدث ثورة شاملة في عوالم الفكر البشري وسلوكيات البشر على مر عصور المستقبل".
(الإسلام الحقيقي، الجزء 1، 1936).
أما المهاتما غاندي فقال: "أضحيت على يقين راسخ بأن السيف لم يكن سبيل الإسلام لحجز مكان له على خريطة الحياة في تلك الأيام، بل كانت البساطة المتناهية من النبي وإمعانه في إنكار الذات هما السبيل، وكذلك الوفاء الشديد بعهوده وإخلاصه المتناهي لأصدقائه وأتباعه، وبسالته وجرأته وثقته المطلقة في الله ورسالته".
(صحيفة "يانغ إنديا")
وأما وولفغانغ جوته (الشاعر الأوروبي الشهير) فقال: "هو نبي لا شاعر، لذلك يُنظر إلى قرآنه كقانون إلهي لا ككتاب من صنع البشر غرضه التوجيه أو الترفيه".
تورد الموسوعة البريطانية (في جزئها 12) ما يلي:
... تبين التفاصيل الكثير في المصادر القديمة أنه كان رجلا أمينا مستقيما اكتسب احترام الآخرين وإخلاصهم، وقد كانوا على شاكلته من الأمناء المستقيمين.
"... محمد أنجح الأنبياء والشخصيات الدينية".
وهذا توماس كارلايل يقول في كتابه "الأبطال والبطولة": "أنى لرجل وحيد أن يجمع القبائل المتحاربة والبدو الرحل في أمة قوية حضارية في أقل من عقدين". "... والأكاذيب (التشويه الغربي) التي أطلقت بحماس شديد عن هذا الرجل (محمد) إنما هي عار علينا وحدنا".
وقال جون إسبوزيتو (الأستاذ الجامعي المتخصص في الأديان والعلاقات الدولية، ومدير مركز الدراسات الدولية بكلية الصليب المقدس، ومدير ومؤسس مركز PABT للتفاهم الإسلامي المسيحي بجامعة جورجتاون في الولايات المتحدة الأمريكية) في كتاب حديث له بعنوان:
"الإسلام: الصراط المستقيم": "كان محمد من أعظم الشخصيات الدينية والأنبياء ومؤسسي الأديان الذين ألهمت شخصيتهم وسماتهم
الثقةَ والالتزامَ في عز فيه ذلك. كما أن نجاحه المبهر في اجتذاب الأتباع وإنشاء دولة ومجتمع ساد الجزيرة العربية لا يمكن عزوه إلا لحقيقة واحدة هي أنه كان مخططا إستراتيجيا عسكريا بارعا، وأنه كان رجلا غير عادي في الوقت ذاته... لقد وجد أتباع محمد فيه الصلاح والثقة والتقوى والأمانة والعطف". (إسبوزيتو، 2004).
• قال إسبوزيتو أيضا: "لم يكن محمد مؤسس الإسلام، فهو لم ينشئ دينا جديدًا".
أكد الأستاذ إسبوزيتو على هذه الحقيقة فقال: "جاء الإسلام مصلحا، فكان النداء المتجدد بالتسليم (الإسلام) التام لله وتنفيذ إرادته كما أوحيت بشكلها الواحد النهائي للمرة الأخيرة من السماء إلى محمد خاتم الأنبياء والرسل. وبذلك لم يكن الإسلام – بالنسبة لمحمد – دينا جديدًا، بل كان إصلاحا للإيمان الحق...3
بدائع مأثورات
هل ما زلت تذكر ما ورد في الفصل الأول (غيض من فيض) من هذا الكتيب؟ إن المفاهيم الواردة هنا تستند إلى توجيه القرآن وتعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وفيما بعض أمثلة من أقوال النبي لتقف بنفسك على ما فيها من روعة وجمال:
• الكلمة الطيبة صدقة.
• تبسمك في وجه أخيك صدقة.
• إن خياركم أحاسنكم أخلاقا.
• إماطة الأذى عن الطريق صدقة.
• أفضل الإيمان الصبر والسماحة.
• جاء رجل إلى النبي فسأله: "أي الإسلام خير؟" فقال: "تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف".
علاوة على ذلك، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
• "الرَّاحمُونَ يَرحمُهُم الرّحمنُ ارْحَموا مَنْ في الأرض يرحمْكُم من في السَّماءِ".
• لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
• ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع.
• ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب.
• إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.
• خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي.
• خيركم خيركم لنسائكم.
• أفضل الإسلام حسن المعاملة والسماحة.
خير الناس أنفعهم للناس
• خير الناس أنفعهم للناس.4
هذا غيض من فيض الأحاديث النبوية التي تفيض بالحكمة والجمال وحسان المبادئ.
كان محمد قدوة حسنة لأنه بدأ بنفسه في ما قال فنفذ، وما وعد فأوفى، فكانت معاملاته وأفعاله مع الآخرين انعكاسا لشخصيته الفريدة والمتميزة من حيث الخلق العظيم والرحمة والأمانة والإخلاص والشفقة والصدق والتواضع والكرم والسماحة والصبر والعفو وغير ذلك الكثير من السمات الكريمة. كما أن الآثار والمواقف والدلائل على تلك السمات الكريمة والأخلاق العظيمة للنبي الخاتم إنما هي أكثر من أن تحصى بالتفصيل هنا، لذا سنكتفي منها بمثال واحد.
• بعد أن طرده أهل مكة وكفروا برسالته ...
• بعد تعذيبه واضطهاده ومحاولة قلته عدة مرات ...
• بعد تعذيب الكثير من أصحابه وأحبابه وقتلهم ...
• بعد محاربته وأصحابه وطردهم من منازلهن وانتزاع ممتلكاتهم وأراضيهم منهم ...
ماذا كان رد فعل النبي محمد على أعدائه من أهل مكة عندما دخل مكة فاتحا ومحررا لها من الوثنية وعبادة الأصنام؟
في مستهل النصر المؤزر لمحمد والمسلمين، وفي ذروة فرحتهم بالانتصار ونشوته وسعادتهم بالعودة إلى ديارهم وإلى مكة المقدسة، جمع النبي محمد الناس أهل مكة الذين تملكهم الخوف حينئذ من إقدامه على أذيتهم أو قتلهم انتقاما من ماضيهم المسيء من اضطهاد وقتل للمسلمين.
سألهم النبي محمد قائلا: "ماذا تظنون أني فاعل بكم؟" فأجابوا: "خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم"، فما كان من النبي برحمته وعفوه وصفحه وكرمه إلا أن عفا عنهم فقال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"5.
• هل سبق لك أن مررت بموقف كهذا؟
• هل سبق لك أن سمعت خبرا كهذا؟
• هل أنت قادر على رؤية فيض الرحمة المنبعث من النبي الأكرم؟
قال الأستاذ جون إسبوزيتو في وصف هذا الحد التاريخي غير المسبوق:
"بدلا من الانتقام والسلب المتوقع بعد الفتح، قبل النبي محمد السلم ووضع أوزار الحرب، ومنح عفوا شاملا بدلا من إعمال السيف في رقاب أعدائه. فما كان من المكيين إلا أن اعتنقوا الإسلام دين السماحة وقبلوا بقيادة محمد ثم اندمجوا في الأمة الوليدة (المجتمع الإسلامي).
في المقابل، هل سمعت عن الفظائع التي ارتكبتها "قوى عظمى" عندما شرعت ظلما وعدوانا في مهاجمة أمم أخرى وغزوها على مر التاريخ؟
إننا كلما اكتشفنا المزيد عن حياة محمد، أدركنا عظمة سلوكه ورقي شخصيته وأنه حقا "رحمة للعالمين" (القرآن الكريم، الأنبياء، آية 107).
وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
وتأكيدا لهذه الحقيقة يقول الله تعالى في قرآنه الكريم: "وإنك لعلى خلق عظيم". (سورة القلم، الآية 4).
أرسل الله الواحد الأحد الكثير من الأنبياء والرسل منهم آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (عليهم جميعا الصلاة والسلام).
أخبرنا الله الواحد الحق أن محمدا هو خاتم رسله إلى الناس كافة (المسلمون واليهود والمسيحيون والهندوس والبوذيون والملحدون واللاأدريون، إلخ).
يعلمنا الإسلام التزام العدل والحكمة والإخلاص والأمانة والموضوعية والانفتاح في بحثنا عن الحق وعند التعامل مع الآخرين أو الحكم عليهم.
ينبغي أن يقوم البحث عن الحقيقة على مصادر موثوقة وحقائق مؤكد. كما ينبغي مباشرة التعامل مع آخرين أو الحكم عليهم استنادًا إلى أسس من العدالة والموضوعية وإحقاق الحق والحوار والاحترام المتبادل والفهم المفصل.
فكرة أخيرة
فيما يخص القادة السياسيين والدينيين غير المنصفين ومن على شاكلتهم من الكتاب والمؤرخين ورجال الإعلام الذين اتهموا الإسلام بغير حق وكذلك كل المسلمين بالإرهاب، مدعين أن الإسلام انتشر بالقوة والسيف، وكذلك المغرضون وأصحاب المآرب الذين يسيئون إلى الله ونبيه ويصورونهما بأبشع الرسوم والصور، بالنسبة لكل هؤلاء أتساءل:
• هل هذا هو ما يعنونه بالحرية وحرية التعبير – أليس هناك ازدواجية للمعايير في التعامل مع الإسلام والمسلمين؟ (على سبيل المثال، لماذا لم تُسمَع عبارات من قبيل "الإرهابيون المسيحيون" و"الإرهابيون اليهود"، بالرغم من ارتكاب فظائع كثيرة على أيدي أتباع من هاتين الديانتين؟
• هل أي شخص حر في المجاهرة بالسب والقذف والاحتقار للآخرين ومعتقداتهم أو اتهامهم جملة بالإرهاب؟
• هل هذا هو الأسلوب المناسب لتعليم الأجيال الشابة معنى الحضارة والديمقراطية والحرية في المدارس والجامعات والمجتمع بأسره؟
• هل "سيف الإسلام" هو الوسيلة الحقيقية التي تجعل آلافا من الرجال والنساء الحكماء المتمتعين بالموضوعية والإخلاص يعتنقون الإسلام حاليا؟ (الكثير من الكتب والمقالات والمواقع الإلكترونية تناقش الأسباب والكيفيات التي يعتنق بها الأخوة والأخوات دين الإسلام. على سبيل المثال: أوصي بمطالعة
Islam Our Choice: Portraits of Modern America Muslim Women - تنقيح ديبرا إل ديركس وستيفاني بارلوف. وهذا المقال متاح على الإنترنت).