فوائد من كتاب ذكر الموت للامام الغزالي
يروى أن أعرابيا سمع ابن عباس يقرأ (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) فقال الأعرابي فوالله ما انقذكم منها وهو يريد أن يوقعكم فيها فقال ابن عباس خذوها من غير فقيه
.................................................. .................................................. ......................
قال مالك بن دينار مررت بالمقبرة فأنشأت أقول: أتيت القبور فناديتها -- فأين المعظم والمحتقر وأين المدل بسلطانه -- وأين المزكى إذا ما أفتخر قال فنوديت من بينها أسمع صوتا ولا أرى شخصا وهو يقول: تفانوا جميعا فما مخبر وماتوا جميعا ومات الخبر تروح وتغدو بنات الثرى فتمحو محاسن تلك الصور فيا سائلي عن أناس مضوا أما لك فيما ترى معتبر
.................................................. .................................................. .............
كان الربيع بن خيثم قد حفر في داره قبرا فكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فيه فاضطجع ومكث ما شاء الله ثم يقول رب إرجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت يرددها ثم يرد على نفسه يا ربيع قد رجعتك فاعمل
.................................................. .................................................. .........................
دخل المزني على الشافعي رحمة الله عليهما في مرضه الذي توفي فيه فقال له كيف أصبحت يا أبا عبد الله فقال أصبحت من الدنيا راحلا وللإخوان مفارقا ولسوء عملي ملاقيا ولكأس المنية شاربا وعلى الله تعالى واردا ولا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها أم إلى النار فأعزيها ثم أنشأ يقول : ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي -- جعلت رجائي نحو عفوك سلما تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظما فما زلت ذا عفو عن الذنب لم -- تزل تجود وتعفو منة وتكرما ولولاك لم يغوي بإبليس عابد --- فكيف وقد أغوى صفيك آدما
.................................................. .................................................. ......................................
لما حضرت عامر بن عبد القيس الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك قال ما أبكى جزعا من الموت ولا حرصا على الدنيا ولكن ابكي على ما يفوتني من ظمأ الهواجر وعلى قيام الليل في الشتاء .
.................................................. .................................................. ..................................................
لما حضرت ابن المنكدر الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك فقال والله ما أبكى لذنب أعلم أني أتيته ولكن أخاف أني أتيت شيئا حسبته هينا وهو عند الله عظيم
.................................................. .................................................. .................................................. .........
لما حضرت إبراهيم النخعي الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك قال انتظر من الله رسولا يبشرني بالجنة أو بالنار