لماذا سمي شهر ربيع الأول
بهذا الاسم؟
ها هو شهر ربيع الأول قد أقبل، وأقبلت معه أنوار مولد الحبيب المصطفى
سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فتزين الوجود بأنوار طلعته،
ولذلك سماه بعض العلماء بشهر ربيع الأنوار، لما أكرمنا الله فيه من أنوار وبركات
النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وشهر ربيع الأول سمي بهذ الاسم نحو عام 412 ميلاديًا في عهد كلاب بن مُرّة الجدّ
الخامس للرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، واختلفوا في سبب تسميته بهذا
الإسم فقالوا إن: الرَّبيع الأوَّل؛ وهو الفصل الذي تأتي فيه الكمأة والنَّوْر،
وتطلق عليه العرب: ربيع الكلأ.
وكان أبو الغوث يقول: "العرب تجعل السنة ستة أزمنة: شهران منها الربيع الأول،
وشهران صيف، وشهران قيظ، وشهران الربيع الثاني، وشهران خريف، وشهران شتاء".
وعرف العرب ثلاث مراحل من أسماء الشهور قبل أن تستقر على أسمائها التي تعرف
بها حاليًا حوالي مطلع القرن الخامس الميلادي؛ ومن ضمن ذلك شهر ربيع الأول
فلم يأخذ الشهور هذا الأسم في وقت واحد،
بل كان هناك وقت طويل يفرق بين كل تسمية وأخرى.
أما شهر ربيع الأوّل فقد عرفته قوم ثمود باسم "مُورِد"، بينما كانت بقية العرب
العاربة تطلق عليه اسم "طليق". ومن أشهر الأسماء الأخرى التي عرف بها،
اسم "خَوّان"؛ أي كثير الخيانة؛ وذلك لأن الحرب كانت تشتد فيه فتخونهم
فتنقصهم أرواحًا وأموالا.
وقد سمعنا من مشايخنا رضي الله عنهم ونفعنا بهم أنّه يداوي - أي شهر ربيع - أمراضًا
و عللًا في النفس لا تُداوى في غيره من شهور السنة، وذلك ببركة ميلاد
النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاحتفاء به واتباع سنته
صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.