الأبواب الذهبية الـ 8 لمغفرة
الذنوب ومعالجة العيوب
إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى
من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا،
من يهد الله تعالى، فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
قال رسول الله صلى : «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ
فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُم».. [رواه مسلم].
من طبيعة البشر ارتكاب الأخطاء ومن طبيعة رب البشر مغفرة هذه الأخطاء عن التوبة
والإنابة من العبد إلى ربه فالله سبحانه وتعالى قد قَدَّر لعباده أن يقعوا لا محالة في
الذنوب والمعاصي، وذلك حتى يتخذوا في محو هذه الذنوب والمعاصي العديد
من الأسباب لمغفرتها؛ حتى يدرك العبد معنى الصلةً بالله عز وجل والتقرب منه.
وقد ذكر العلماء أن المكفرات التي يستطيع المسلم أن يُكَفِّر ذنوبه بواسطتها
هى ثمانى اعمال قد ورد ذكرها في العديد من النصوص الشرعية في الكتاب والسنة
على النحو الآتي:
1- المداومة على الاستغفار:
فبمداومة العبد على الاستغفار وذكر الله أعتراف منه
لربنا الناس بخطائه وطلب العفو والمغفرة كما جاء
بحديث سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:
«مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا،
وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ».
2- التوبة النصوح الصادقة:
وتتحقق التوبة بترك الذنب تركًا مطلقًا، والرجوع عنه، والاستغفار منه، والندم على فعله، والعزم على عدم المعاودة إليه، والإكثار من الأعمال الصالحة، وذلك لقول الله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَظ°ئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا* وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ}.. [النساء : 17].
3- الإكثار من ذكر الله:
وذلك يكون بمداومة العبد على التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، وخاصة بعد أداء صلاة الفرائض، وذلك لحديث عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: « مَنْ سَبَّحَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثَا وَثَلاثِينَ، وَحَمَدَ اللهَ ثَلاثاً وَثَلاثِينَ وَكَبَّرَ اللهَ ثَلاثَاً وَثَلاثِينَ فَتِلْكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ثُمَّ قَالَ: تَمَامَ المائَةِ لا إِله إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وُلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَد يرٌ، غُفِرَتْ لَهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ».. [متفق عليه].
4- إسباغ الوضوء:
ومعناه هو إحسان الوضوء وإتمامه وتعميم الماء على كل أعضاء الجسم الواجب وصول الماء اليها بالوضوء، كما كان يتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكثرة الخُطَا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة كل تلك الأفعال تعتبر من مكفرات الذنوب، وذلك لما ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ؛ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ».. [متفق عليه].
5- الحرص على اداء فريضة الحج:
فمن اهم فضائل هذه الرحلة المباركة أن مأديها يرجع كيوم ولدته أمه، إذا أتم الحج والتزم بشروطه، فقد قال سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».. [متفق عليه].
6- صيام يوم عرفة:
حيث ورد فيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صيامه يكفر سنة ماضية وسنة باقية فى حديث عَنْ أَبِي قَتَادَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ».
7-أداء الصلوات على وقتها:
لما ورد فى الحديث النبوى الشريف عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولُ:
«الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ
مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنّ َإِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ».
8-إتباع السيئة بالحسنة تمحها:
فى حرص العبد اتباع الحسنات طمعاً من الله فى محو السيئات كما وعد بذلك رب العزة فالأعمال الصالحة كلها مكفرات للذنوب، لقوله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ غ? إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ غ? ذَظ°لِكَ ذِكْرَىظ° لِلذَّاكِرِينَ}.. [هود : 114].
واخيراً:
فعلى العبد مراقبة الذات ومحاسبتها دائما على ما تقترف من الذنوب والأثام والحرص على دوام الصلة بالله وطلب العفو والمغفرة وإتباع منهج النبى صلى الله عليه وسلم فى تصحيح الأخطاء والسير على خطاه للفوز بالراحة النفسية فى الدنيا جنة الخلد فى الأخرة.. رزقنا الله واياكم حسن الخاتمة ومغفرة الغفور الرحيم فى الدنيا والأخرة