لم تكن قضية المهدي بمعزلٍ عن اهتمام علماء أهل السنة في القديم والحديث، فالواقع يشهد بما أولوه من عنايتهم بذكرها وتحريرها، وإفرادهم لها بالتصنيف والتأليف، وتضمينهم لها فيما ينظمونه من أشعارهم وأرجوزاتهم، ناهيك عن الاستشهاد بها وإزالة اللبس عمّا يعارضها، ولا شكّ أن هذا الاهتمام الواضح يعكس إيمانهم العميق بهذه المسألة العقديّة وبثبوتها لديهم .
وفيما يلي أسماء بعض تلك المصنفات التي أُفردت في مسألة المهدي المنتظر:
- كتاب "صفة المهدي" للحافظ أبو نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني .
-كتاب "البيان في أخبار صاحب الزمان" للإمام محمد بن يوسف الكَنجي الشافعي .
-كتاب "عقد الدرر في أخبار المنتظر" للإمام جلال الدين يوسف بن يحيى بن علي المقدسي الشافعي .
-كتاب "العواصم عن الفتن القواصم" للعلامة ابن بريدة .
-كتاب "العرف الوردي في أخبارالمهدي" للحافظ جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي.
-كتاب "القول المختصر في علامات المهدي المنتظر" للإمام ابن حجر الهيتمي المكي .
-كتابي "البرهان في علامات مهدي آخر الزمان" و"تلخيص البيان في علامات مهدي آخر الزمان" للملا علي بن حسام الدين الهندي .
-كتاب "المشرب الوردي في مذهب المهدي"للملا علي بن سلطان القاري الهروي.
-كتاب "فوائد الفكر في الإمام المهدي المنتظر" للشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي.
-كتاب "التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح" للقاضي محمد بن علي الشوكاني .
وهناك من العلماء من أفرد أجزاء ومصنفات لهذه المسألة وإن لم نعلم أسماءها، ومن بين هؤلاء: الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادى ، والحافظ عماد الدين بن كثير، والعلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني .
ومن أقوالهم في ذلك :
ما جاء عن الإمام الحافظ أبو جعفر العقيلي في كتابه الضعفاء قوله : "في المهدي أحاديث جياد" أي أن الأحاديث عنده ثابتة .
وفي "شرح السنة" للإمام البربهاري قال: "والإيمان بنزول عيسى بن مريم عليه السلام ينزل فيقتل الدجال ويتزوج، ويصلي خلف القائم من آل محمد - صلى الله عليه و سلم - ".
وفي تفسير الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى ، عند كلامه على قول الله تعالى: {لهم في الدنيا خزي} (البقرة: 144) ، نقل عن السدّي قوله : "أما خزيهم في الدنيا، فإنه إذا قام المهدي وفتحت القسطنطينية قتلهم ، فذلك الخزي ، وأما العذاب العظيم فإنه عذاب جهنم ، الذي لا يخفف عن أهله ، ولا يقضى عليهم فيها فيموتوا " وقد ذكر الحافظ ابن كثير مثل هذا التفسير عن عكرمة ووائل بن داود ، وإن كان قد صحّح أن المقصود بالخزي أعم من ذلك .
والمقصود أن هذه التفسيرات وإن كان الراجح خلافها فإنها تدلّ على أن قضيّة المهدي المنتظر كانت معلومة معروفة يعتقدون بصحّتها.
يقول الحافظ أبو الحسن الآبري في كتاب مناقب الشافعي : " وقد تواترت الأخبار واستفاضت وكثرت بكثرة رواتها عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بخروجه ، وأنه من أهل بيته ، وأنه يملك سبع سنين ، وأنه يملأ الأرض عدلاً ، وأنه يخرج مع عيسى عليه السلام فيساعده على قتل الدجال بباب لُد – وهي قرية معروفة - ، بأرض فلسطين ، وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه".
ونقل الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب قول الإمام البيهقي : "والأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصح ألبتة إسناداً ".
ويقول الإمام السفاريني في كتابه لوامع الأنوار البهية ما نصّه: " قد روي عن بعض الصحابة بروايات متعددة ، وعن التابعين من بعدهم ، ما يفيد مجموعه العلم القطعي ، فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة" ، وقال في موضع آخر: "وقد كثرت الروايات بخروجه (يعني : المهدي )، حتى بلغت حد التواتر المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السنة حتى عد من معتقداتهم".
ومن نظمه قال :
وما أتى في النص من أشراط.. فـكله حـق بلا شطاط
منها الإمام الـخاتم الفصيح ..مـحمد المهدي والمسيح
وفي معرض ذكر فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن النخعي السهيلي ، في الروض الأنف : ".. ومن سؤددها أن المهدي المبشر به في آخر الزمان من ذريتها، فهي مخصوصة بهذه الفضيلة دون غيرها، عليها السلام".
وفي منهاج السنة النبوية يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة ، رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم، من حديث ابن مسعود وغيره"، وفي الفتاوى المصرية جاء عنه قوله": وأما الأحاديث المأثورة في المهدي فمنها ما هو صحيح ومنها ما هو حسن".
وقد تكلّم الإمام ابن القيم رحمه الله عن المهدي المنتظر في كتابه إغاثة اللهفان فقال: "والمسلمون ينتظرون نـزول عيسى بن مريم من السماء، لكسر الصليب، وقتل الخنـزير، وقتل أعدائه من اليهود وعُبَّادِه من النصارى، وينتظرون خروج المهدي من أهل بيت النبوة، يملأ الأرض عدلاً ، كما ملئت جوراً " .
وقال أيضاً في المنار المنيف - بعد أن ساق بعض أحاديث المهدي – :" وهذه بعض الأحاديث وإن كان في إسنادها بعض الضعف والغرابة ، فهي مما يقوي بعضها بعضاً ويشد بعضها ببعض .." .
ويبقى أن نقول: لقد قام علماء أهل السنة بتخريج الأحاديث والآثار الواردة في شأن المهدي المنتظر في كتبهم ومصنّفاتهم الحديثيّة ، وبوبوا عليها بما يشير إلى المهدي صراحةً أو ما يُفهم منه ذلك، الأمر الذي يشير إلى اعتقادهم إجمالاً بأنّ لخروجه آخر الزمان أصلاً معتبراً، وإن اختلفت آراؤهم في تفاصيل ذلك .
وفيما يلي أسماء بعض تلك المصنفات التي أُفردت في مسألة المهدي المنتظر:
- كتاب "صفة المهدي" للحافظ أبو نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني .
-كتاب "البيان في أخبار صاحب الزمان" للإمام محمد بن يوسف الكَنجي الشافعي .
-كتاب "عقد الدرر في أخبار المنتظر" للإمام جلال الدين يوسف بن يحيى بن علي المقدسي الشافعي .
-كتاب "العواصم عن الفتن القواصم" للعلامة ابن بريدة .
-كتاب "العرف الوردي في أخبارالمهدي" للحافظ جلال الدين عبدالرحمن بن أبي بكر السيوطي.
-كتاب "القول المختصر في علامات المهدي المنتظر" للإمام ابن حجر الهيتمي المكي .
-كتابي "البرهان في علامات مهدي آخر الزمان" و"تلخيص البيان في علامات مهدي آخر الزمان" للملا علي بن حسام الدين الهندي .
-كتاب "المشرب الوردي في مذهب المهدي"للملا علي بن سلطان القاري الهروي.
-كتاب "فوائد الفكر في الإمام المهدي المنتظر" للشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي.
-كتاب "التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح" للقاضي محمد بن علي الشوكاني .
وهناك من العلماء من أفرد أجزاء ومصنفات لهذه المسألة وإن لم نعلم أسماءها، ومن بين هؤلاء: الإمام أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادى ، والحافظ عماد الدين بن كثير، والعلامة محمد بن إسماعيل الصنعاني .
ومن أقوالهم في ذلك :
ما جاء عن الإمام الحافظ أبو جعفر العقيلي في كتابه الضعفاء قوله : "في المهدي أحاديث جياد" أي أن الأحاديث عنده ثابتة .
وفي "شرح السنة" للإمام البربهاري قال: "والإيمان بنزول عيسى بن مريم عليه السلام ينزل فيقتل الدجال ويتزوج، ويصلي خلف القائم من آل محمد - صلى الله عليه و سلم - ".
وفي تفسير الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى ، عند كلامه على قول الله تعالى: {لهم في الدنيا خزي} (البقرة: 144) ، نقل عن السدّي قوله : "أما خزيهم في الدنيا، فإنه إذا قام المهدي وفتحت القسطنطينية قتلهم ، فذلك الخزي ، وأما العذاب العظيم فإنه عذاب جهنم ، الذي لا يخفف عن أهله ، ولا يقضى عليهم فيها فيموتوا " وقد ذكر الحافظ ابن كثير مثل هذا التفسير عن عكرمة ووائل بن داود ، وإن كان قد صحّح أن المقصود بالخزي أعم من ذلك .
والمقصود أن هذه التفسيرات وإن كان الراجح خلافها فإنها تدلّ على أن قضيّة المهدي المنتظر كانت معلومة معروفة يعتقدون بصحّتها.
يقول الحافظ أبو الحسن الآبري في كتاب مناقب الشافعي : " وقد تواترت الأخبار واستفاضت وكثرت بكثرة رواتها عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بخروجه ، وأنه من أهل بيته ، وأنه يملك سبع سنين ، وأنه يملأ الأرض عدلاً ، وأنه يخرج مع عيسى عليه السلام فيساعده على قتل الدجال بباب لُد – وهي قرية معروفة - ، بأرض فلسطين ، وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه".
ونقل الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب قول الإمام البيهقي : "والأحاديث في التنصيص على خروج المهدي أصح ألبتة إسناداً ".
ويقول الإمام السفاريني في كتابه لوامع الأنوار البهية ما نصّه: " قد روي عن بعض الصحابة بروايات متعددة ، وعن التابعين من بعدهم ، ما يفيد مجموعه العلم القطعي ، فالإيمان بخروج المهدي واجب كما هو مقرر عند أهل العلم ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة" ، وقال في موضع آخر: "وقد كثرت الروايات بخروجه (يعني : المهدي )، حتى بلغت حد التواتر المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السنة حتى عد من معتقداتهم".
ومن نظمه قال :
وما أتى في النص من أشراط.. فـكله حـق بلا شطاط
منها الإمام الـخاتم الفصيح ..مـحمد المهدي والمسيح
وفي معرض ذكر فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن النخعي السهيلي ، في الروض الأنف : ".. ومن سؤددها أن المهدي المبشر به في آخر الزمان من ذريتها، فهي مخصوصة بهذه الفضيلة دون غيرها، عليها السلام".
وفي منهاج السنة النبوية يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "الأحاديث التي يحتج بها على خروج المهدي أحاديث صحيحة ، رواها أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم، من حديث ابن مسعود وغيره"، وفي الفتاوى المصرية جاء عنه قوله": وأما الأحاديث المأثورة في المهدي فمنها ما هو صحيح ومنها ما هو حسن".
وقد تكلّم الإمام ابن القيم رحمه الله عن المهدي المنتظر في كتابه إغاثة اللهفان فقال: "والمسلمون ينتظرون نـزول عيسى بن مريم من السماء، لكسر الصليب، وقتل الخنـزير، وقتل أعدائه من اليهود وعُبَّادِه من النصارى، وينتظرون خروج المهدي من أهل بيت النبوة، يملأ الأرض عدلاً ، كما ملئت جوراً " .
وقال أيضاً في المنار المنيف - بعد أن ساق بعض أحاديث المهدي – :" وهذه بعض الأحاديث وإن كان في إسنادها بعض الضعف والغرابة ، فهي مما يقوي بعضها بعضاً ويشد بعضها ببعض .." .
ويبقى أن نقول: لقد قام علماء أهل السنة بتخريج الأحاديث والآثار الواردة في شأن المهدي المنتظر في كتبهم ومصنّفاتهم الحديثيّة ، وبوبوا عليها بما يشير إلى المهدي صراحةً أو ما يُفهم منه ذلك، الأمر الذي يشير إلى اعتقادهم إجمالاً بأنّ لخروجه آخر الزمان أصلاً معتبراً، وإن اختلفت آراؤهم في تفاصيل ذلك .