نوعٌ من أنواع الطبّ البديل معروفٌ منذ القدم، وتكون بمصّ وسحب الدّم الفاسد من الجسم بواسطة آلة مناسبة كالكؤوس الزجاجية، وتستخدم لعلاج الكثير من الأمراض، استخدمها الصينيون القدماء والبابليون والفراعنة ومازالت مستمرةً حتى الآن، ولعلّ أكثر من أوصى بالحجامة هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولهذا أصبحت من السنن التي يُستحبُّ أداؤها، وسيتحدّث هذا المقال عن الأحاديث النبويّة الصحيحة التي وردت عن النبيّ الكريم في موضوع الحجامة.[١] الأحاديث النبويّة الصحيحة عن الحجامة نظرًا لأهمية التداوي بالحجامة والذي أصبح من أشهر أنواع الطبّ البديل وانتشر انتشارًا عالميًا، كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يُرغّب الناس بالتداوي بالحجامة، وجاء ذلك في كثيرً من الأحاديث النبويّة الصحيحة ومنها:[٢] قال -عليه الصلاة والسلام- بعد أن احتجم على يد أبي طيبة "إنَّ أَفْضَلَ ما تَدَاوَيْتُمْ به الحِجَامَةُ، أَوْ هو مِن أَمْثَلِ دَوَائِكُمْ"[٣] أمر الرسول الكريم أصحابه بالتداوي بالحجامة بقوله: "إنْ كانَ في شيءٍ مِن أدْوِيَتِكُمْ - أوْ: يَكونُ في شيءٍ مِن أدْوِيَتِكُمْ - خَيْرٌ، فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أوْ لَذْعَةٍ بنارٍ تُوافِقُ الدَّاءَ، وما أُحِبُّ أنْ أكْتَوِيَ"[٤] جاء أيضًا عن الرسول الكريم "إذا هاج بأحدِكم الدمُ فلْيحتجمْ فإنَّ الدمَ إذا تبيَّغَ بصاحبِه يقتُلُه".[٥] أوصى النبيّ الكريم بالاحتجام في حالة آلام الرأس "ما كان أحدٌ يشتكي إلى رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- وجَعًا في رأسهِ ؛ إلا قال : احتجِمْ ولا وجعًا في رجليهِ ؛ إلا قال : اختَضِبْهُما".[٦] وفي بيّان مكان الاحتجام ورد عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- "كان يحتجِمُ في الأخْدَعَيْنِ والكاهِلِ، وكان يحتجِمُ لسبْعَ عشرَةَ، وتسعَ عشرَةَ، وإحدى وعشرينَ"،[٧] أمّا الأخدعين فهما عرقان في جانبيّ الرَّقبة، وأمّا الكاهل فهو ما بين الكتفين من ناحية الظَّهرِ. أمّا عن أيام الشهر التي يستحب فيها أداء الحجامة، قال -عليه الصلاة والسلام- "من احتجم لِسبعَ عشرةَ في الشهرِ وتسعَ عشرةَ وإحدى وعشرينَ كان له شفاءً من كلِّ داءٍ".[٨] وجاء أيضًا في بيان وقت الحجامة، "الحِجامةُ على الرِّيقِ أمثلُ، وَهيَ تزيدُ في العقلِ، وتزيدُ في الحِفظِ، وتزيدُ الحافِظَ حفظًا، فمن كانَ مُحتَجمًا، فيومَ الخميسِ، على اسمِ اللَّهِ، واجتنِبوا الحجامةَ يومَ الجمُعةِ، ويومَ السَّبتِ، ويومَ الأحدِ، واحتَجِموا يومَ الاثنينِ، والثُّلاثاءِ، واجتَنِبوا الحجامةَ يومَ الأربعاءِ، فإنَّهُ اليومُ الَّذي أصيبَ فيهِ أيُّوبُ بالبلاءِ، وما يَبدو جذامٌ، ولا برصٌ إلَّا في يومِ الأربعاءِ، أو ليلةِ الأربعاءِ".[٩] بالنسبة للحجامة للصائم ورد عن الرسول الكريم "عن أنسٍ رضي الله تعالى عنه قال : أوَّلُ ما كُرِهتِ الحجامةُ للصائمِ ، أنَّ جعفرَ بنَ أبي طالبٍ احتجمَ وهو صائمٌ ، فمر به النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- فقال : أفطر هذان . ثم رخَّص النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- بعدُ في الحجامةِ للصائمِ ، وكان أنسٌ يحتجمُ وهو صائمٌ".[١٠] احتجم الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- وهو صائمٌ ومُحرم، فقد جاء في نصّ الحديث الشريف "أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- احْتَجَمَ وهو مُحْرِمٌ، واحْتَجَمَ وهو صَائِمٌ".[١١] وعندما سُئل أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن أجر الحجّام قال: "احْتَجَمَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، حَجَمَهُ أبو طَيْبَةَ، وأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ مِن طَعَامٍ، وكَلَّمَ مَوَالِيَهُ فَخَفَّفُوا عنْه، وقَالَ: إنَّ أمْثَلَ ما تَدَاوَيْتُمْ به الحِجَامَةُ، والقُسْطُ البَحْرِيُّ وقَالَ: لا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بالغَمْزِ مِنَ العُذْرَةِ، وعلَيْكُم بالقُسْطِ".[١٢] تلك كانت باقةً من الأحاديث النبويّة الصحيحة التي وردت عن الحجامة، وقد مدح الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- العبد الذي يؤدي الحجامة في حديثٍ إسناده ضعيف فقد قال: "نِعمَ العبدُ الحجَّامُ يَذهبُ بالدَّمَ ويخفُّ الصُّلبَ ويجلو عنِ البصَرِ".[١٣] فوائد الحجامة ذُكرت الحجامة في كثيرٍ من الأحاديث النبويّة الصحيحة لما لها من فوائد مدهشة، وقد أصبحت علاجًا لكثيرٍ من الأمراض وفي أماكن مختلفة من الجسم، فقد لاحظ الأطباء أنّ الحجامة تقوم بتحسين وظائف الكبد وتساعد مرضى السكري و حساسية الربو، وهي علاجٌ مساعدٌ في حالات ضغط الدّم المرتفع والصداع النصفيّ وتنشيط الدورة الدمويّة وتقوية مناعة الجسم وتقلل من نسبة الكوليسترول في الدم وتعالج النقرس والخمول وتحفّز المواد المضادة للأكسدة وتزيد من إفراز الكورتيزون الطبيعي في الدم، وكما أنها ساعدت كثيرًا في علاج الأطفال الذين يعانون من شلل مخي وكذلك الشلل النصفي وشلل الوجه