مؤتمر
تنادتْ إلى المجدِ في مَحفلٍ جُموعٌ تفتَّق عنها الأفُقْ
وكان الحديثُ عن الأمنيات وكيف بِدُنيا العلا نأتلِقْ
وقال الخطيبُ، وكان جريئاً فصيحاً خبيراً بِدُنيا النَّزَقْ
لكم أتحدثُ يا أُمتى مقاليَ دُرٌّ يزيلُ القَلَقْ
فإنَّ الحضارة فنٌّ ورقصٌ ولهوٌ به للعُلا ننطلِقْ
فُرُويِدُ قال ألا فاسمعوا أراهُ نبيِّاً رسولاً لبِقْ
يرى الجِنْس فيه أَساسُ الحياة ألا فأمنوا إنه قد صَدَقْ
فقالوا رضينا بِدُنْيا المُجُونِ فما فى سواه طريقٌ لحقْ
فليس نقاشٌ وليس جدالٌ عرفنا طريقَ العُلا والسَّبَقْ
***
وَمَرَّ زمانٌ فنادى المنادى إلى الحربِ هيا بكلِّ الطُّرُقْ
فهذى الدويلةُ جارتُنا تجنَّتْ علينا وربِّ الفَلَقْ
فجاءَ الرجالُ ، ولكن سُكارى تُحَملِقُ أعينُهم في حَمَقْ
وقالوا لأىِّ الحروبِ تنادى ألسنا بحربٍ بذاتِ النَّسَقْ
أَلسنا ِبميدانِ دنيا المجونِ به قد تهاطَلَ مِنَّا العَرَقْ
فمالَكَ تدعُو لحرب الفنا فَيُنخَرُ لحمٌ وعظمٌ يقَقْ
فقُل للدويلةِ جارَتِنا هلُمِّى بِسلمٍ وطبلٌ يُدَقْ
رضينا احتلالاً فلا حربَ إنا بعزمٍ سنُشبِعُ هذا الشَبَقْ
فقال المنادى تبَّاً لكم ألا فارجعوا بين سَبْىٍ وَرِقْ
أيحمى البلادَ ضعيفُ النُّهى سفيهٌ هَوَى بين خِصرٍ وَزِقْ