الطيب صالح .. ترجمة الأدب العربي كانت ستحد من سوء الفهم عند الغرب
تحدث عن هيمنة الدين.. وعدم فاعلية صوته على الأدب
الإثنين 02 ربيع الأول 1426هـ - 11 أبريل 2005م
القاهرة - وريترز
يقول الروائي السوداني الطيب صالح إن نقص ترجمة الأدب العربي عزز من الأحكام المسبقة المتحيزة ضد العرب في الغرب وأن نشر الأدب العربي بصورة أكبر في الخارج من شأنه أن يقلل من "الجهل التام" بالمنطقة.
ولا يحظى الأدب العربي بكثير من الاعتراف العالمي لكن صالح يدافع عنه ضد الانتقادات التي تعتبره محدودا وخاضعا لهيمنة الدين. وهو يقول إن الرواية العربية لديها الكثير لتقدمه مثل أدب أمريكا اللاتينية الذي قدم مجموعة من الكتاب الذين أشاد بهم العالم في العقود الأخيرة.
لقد ترجم أبرز الناشرين في الغرب وطبعوا رواية صالح الشهيرة جدا "موسم الهجرة إلى الشمال" التي كتبها عام 1966. إلا أنه يقول إن ناشري الأدب باللغة الإنجليزية غير مستعدين لمنح الكتاب العرب فرصة حقيقية.
قال صالح (76 عاما) المتزوج من اسكتلندية والذي عاش معظم سنوات حياته في انجلترا "لو وجدت ناشرا مقتنعا بالأدب العربي وقرر أن يخوض المغامرة وليس مجرد طبع آلاف قليلة من النسخ فستجد له قراء".
وأضاف "وصلت الرواية العربية إلى مستوى رفيع جدا يمكن مقارنته بأي مستوى آخر في أي مكان بالعالم. كون أنه ليس معترفا به في الخارج هي أما مسألة تتعلق بالمعايير أو نقص في الحماس للأدب الأجنبي".
وأصبح الروائي المصري الشهير نجيب محفوظ أول روائي عربي والوحيد الذي فاز بجائزة نوبل في اللأدب في عام 1988.
وتحكي "موسم الهجرة إلى الشمال" التي نشرت مترجمة في السبعينات واعتبرت من كلاسيكيات الأدب العربي قصة مصطفي سعيد السوداني الذي يعيش في لندن ويستغل ملامحه الغريبة لإغواء النساء. ويقتل مصطفى إحداهن فيما فسره القراء على أنه انتقام من الاستعمار البريطاني للسودان.
قال صالح "كتبت هذه الرواية في الستينات حيث كانت مسِألة الاستعمار مازالت حاضرة في أذهان الناس". وتابع "للأسف سوء التفاهم نفسه مازال قائما لكن بأشكال مختلفة. مركز الثقل تحول من أوروبا إلى الولايات المتحدة".
ويقول صالح الذي غادر السودان في 1953 للعمل في القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية إن نقص الأدب العربي المترجم عبر عقود لم يساعد في مزيد من الفهم للعالم العربي والإسلامي في أوساط الغرب.
وتابع "أصبح العرب والمسلمون هم الآخر (أي) هذا الكم غير المعلوم. يتبنى الناس مثل هذه الافتراضات والاخطاء المريعة بشأن العرب من باب الجهل الشديد. لا أريد أن أقول الحقد. لكنه التجاهل".
وأضاف "عندما تكون هناك أزمة سياسية يقفز الناس إلى الاستنتاجات الخاطئة لأنه ليس ثمة مرجعيات"، وكان صالح الذي مازال يعيش في لندن يزور القاهرة للحصول على جائزة الرواية العربية التي تقدمها الحكومة المصرية.
وقال "من موريتانيا إلى عمان ستجد هناك الكثير من المهرجانات الثقافية. لا أعتقد أن ثمة فراغ أو عقم في حقل الثقافة بالعالم العربي".
وقال تقرير من الأمم المتحدة بشأن التنمية البشرية في عام 2002 إن ثمة "نقص حاد" في التأليف بالعالم العربي. وقال التقرير إن جزءا كبيرا من السوق العربية تتشكل من كتب دينية وتعليمية ذات مضمون إبداعي محدود. وانتقد التقرير أيضا نقص ترجمة الكتب الأجنبية إلى اللغة العربية.
ويظهر عدد الكتب المنشورة في المنطقة أن العرب الذين يزيد عددهم عن 280 مليون يقرؤون القليل للغاية. والكتاب الذي يبيع ما بين خمسة آلاف إلى عشرة آلاف نسخة يعتبر انه حقق مبيعات قياسية في منطقة تتفشى فيها الأمية.
إلا أن صالح يقول إن العرب يقرؤون بنهم أكثر مما يقول المنتقدون. وتابع "الناشرون لا يريدون أن يعترفوا بحجم المبيعات الحقيقي. إنهم لا يريدون أن يمنحوا المؤلفين حقوقهم".
وغالبا ما يضطر القراء للتحايل على قرارت رسمية من السلطات الدينية والحكومية بحظر نشر بعض الكتب من أجل الحصول على بعض الروايات. قال صالح "الناس تحصل عليها في النهاية. موسم الهجرة إلى الشمال مازالت محظورة في بعض الدول العربية".
وتابع "الرواية ليست ضد الدين بصورة مباشرة لكن بعض الشخصيات ربما تقول أشياء هي محل اعتراض السلطات الدينية. إنهم يعتقدون أنه إذا ما كان هناك أي كلام سلبي (على لسان بعض الشخصيات في الرواية) فلابد أنها وجهة نظر الكاتب". وأضاف "الأمور تتجه نحو مزيد من التحرر. تدريجيا أصبحت الأصوات الدينية غير فعالة في هذه الأمور"
العربية
تحدث عن هيمنة الدين.. وعدم فاعلية صوته على الأدب
الإثنين 02 ربيع الأول 1426هـ - 11 أبريل 2005م
القاهرة - وريترز
يقول الروائي السوداني الطيب صالح إن نقص ترجمة الأدب العربي عزز من الأحكام المسبقة المتحيزة ضد العرب في الغرب وأن نشر الأدب العربي بصورة أكبر في الخارج من شأنه أن يقلل من "الجهل التام" بالمنطقة.
ولا يحظى الأدب العربي بكثير من الاعتراف العالمي لكن صالح يدافع عنه ضد الانتقادات التي تعتبره محدودا وخاضعا لهيمنة الدين. وهو يقول إن الرواية العربية لديها الكثير لتقدمه مثل أدب أمريكا اللاتينية الذي قدم مجموعة من الكتاب الذين أشاد بهم العالم في العقود الأخيرة.
لقد ترجم أبرز الناشرين في الغرب وطبعوا رواية صالح الشهيرة جدا "موسم الهجرة إلى الشمال" التي كتبها عام 1966. إلا أنه يقول إن ناشري الأدب باللغة الإنجليزية غير مستعدين لمنح الكتاب العرب فرصة حقيقية.
قال صالح (76 عاما) المتزوج من اسكتلندية والذي عاش معظم سنوات حياته في انجلترا "لو وجدت ناشرا مقتنعا بالأدب العربي وقرر أن يخوض المغامرة وليس مجرد طبع آلاف قليلة من النسخ فستجد له قراء".
وأضاف "وصلت الرواية العربية إلى مستوى رفيع جدا يمكن مقارنته بأي مستوى آخر في أي مكان بالعالم. كون أنه ليس معترفا به في الخارج هي أما مسألة تتعلق بالمعايير أو نقص في الحماس للأدب الأجنبي".
وأصبح الروائي المصري الشهير نجيب محفوظ أول روائي عربي والوحيد الذي فاز بجائزة نوبل في اللأدب في عام 1988.
وتحكي "موسم الهجرة إلى الشمال" التي نشرت مترجمة في السبعينات واعتبرت من كلاسيكيات الأدب العربي قصة مصطفي سعيد السوداني الذي يعيش في لندن ويستغل ملامحه الغريبة لإغواء النساء. ويقتل مصطفى إحداهن فيما فسره القراء على أنه انتقام من الاستعمار البريطاني للسودان.
قال صالح "كتبت هذه الرواية في الستينات حيث كانت مسِألة الاستعمار مازالت حاضرة في أذهان الناس". وتابع "للأسف سوء التفاهم نفسه مازال قائما لكن بأشكال مختلفة. مركز الثقل تحول من أوروبا إلى الولايات المتحدة".
ويقول صالح الذي غادر السودان في 1953 للعمل في القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية إن نقص الأدب العربي المترجم عبر عقود لم يساعد في مزيد من الفهم للعالم العربي والإسلامي في أوساط الغرب.
وتابع "أصبح العرب والمسلمون هم الآخر (أي) هذا الكم غير المعلوم. يتبنى الناس مثل هذه الافتراضات والاخطاء المريعة بشأن العرب من باب الجهل الشديد. لا أريد أن أقول الحقد. لكنه التجاهل".
وأضاف "عندما تكون هناك أزمة سياسية يقفز الناس إلى الاستنتاجات الخاطئة لأنه ليس ثمة مرجعيات"، وكان صالح الذي مازال يعيش في لندن يزور القاهرة للحصول على جائزة الرواية العربية التي تقدمها الحكومة المصرية.
وقال "من موريتانيا إلى عمان ستجد هناك الكثير من المهرجانات الثقافية. لا أعتقد أن ثمة فراغ أو عقم في حقل الثقافة بالعالم العربي".
وقال تقرير من الأمم المتحدة بشأن التنمية البشرية في عام 2002 إن ثمة "نقص حاد" في التأليف بالعالم العربي. وقال التقرير إن جزءا كبيرا من السوق العربية تتشكل من كتب دينية وتعليمية ذات مضمون إبداعي محدود. وانتقد التقرير أيضا نقص ترجمة الكتب الأجنبية إلى اللغة العربية.
ويظهر عدد الكتب المنشورة في المنطقة أن العرب الذين يزيد عددهم عن 280 مليون يقرؤون القليل للغاية. والكتاب الذي يبيع ما بين خمسة آلاف إلى عشرة آلاف نسخة يعتبر انه حقق مبيعات قياسية في منطقة تتفشى فيها الأمية.
إلا أن صالح يقول إن العرب يقرؤون بنهم أكثر مما يقول المنتقدون. وتابع "الناشرون لا يريدون أن يعترفوا بحجم المبيعات الحقيقي. إنهم لا يريدون أن يمنحوا المؤلفين حقوقهم".
وغالبا ما يضطر القراء للتحايل على قرارت رسمية من السلطات الدينية والحكومية بحظر نشر بعض الكتب من أجل الحصول على بعض الروايات. قال صالح "الناس تحصل عليها في النهاية. موسم الهجرة إلى الشمال مازالت محظورة في بعض الدول العربية".
وتابع "الرواية ليست ضد الدين بصورة مباشرة لكن بعض الشخصيات ربما تقول أشياء هي محل اعتراض السلطات الدينية. إنهم يعتقدون أنه إذا ما كان هناك أي كلام سلبي (على لسان بعض الشخصيات في الرواية) فلابد أنها وجهة نظر الكاتب". وأضاف "الأمور تتجه نحو مزيد من التحرر. تدريجيا أصبحت الأصوات الدينية غير فعالة في هذه الأمور"
العربية