.. وكان الوعدُ أن تأتي شتاءً |
لقد رحَلَ الشِتا .. ومضى الربيعُ |
تُطَرِّزُها ، ولا ثوبٌ بديعُ. |
ولا شالٌ يشيلُ على ذرانا |
وهاجرَ كلُّ عصفورٍ صديقٍ |
وماتَ الطيبُ ، وارتمت الجذوعُ |
ولم يسعدْ بك الكوخُ الوديعُ |
ففي بابي يُرى أيلولُ يبكي |
ويسعُلُ صدرُ موقدتي لهيباً |
فيسخنُ في شراييني النجيعُ |
وتذهلُ لَوْحَةٌ .. ويجوعُ جُوعُ |
*** |
وفيما يُضْمِرُ الكَرْمُ الرضيعُ |
وفي تشرينَ ، في الحَطَبِ المُغَنِّي |
وفي كَرَم الغمائم في بلادي |
وفي النَجْمات في وطني تضيعُ |
إليها قبلُ ، ما اهتدتِ القُلوعُ |
ولا ادَّعتِ الضمائرُ والضُلوعُ |
أشمُّ بفيكِ رائحةَ المراعي |
أُقَبِّلُ إذْ أُقَبِّلهُ حُقُولاً |
ويلثُمني على شفتي الربيعُ |
بجسمي ، من هواكِ ، شذاً يضُوعُ |
*** |
فهل يُطْفي جهنَّمَ .. مُسْتَطيعُ؟ |
فلا تخشي الشتاء ولا قواهُ |
أُحِبُّكِ .. لا يَحُدُّ هوايَ حدٌّ |
ولا ادَّعتِ الضمائرُ والضُلوعُ |
أشمُّ بفيكِ رائحةَ المراعي |
ويلهثُ في ضفائركِ القطيعُ.. |
أُقَبِّلُ إذْ أُقَبِّلهُ حُقُولاً |
ويلثُمني على شفتي الربيعُ |
أنا كالحقلِ منكِ .. فكلُّ عضوٍ |
بجسمي ، من هواكِ ، شذاً يضُوعُ |
*** |
جهنَّميَ الصغيرةَ .. لا تَخَافي |
فهل يُطْفي جهنَّمَ .. مُسْتَطيعُ؟ |
فلا تخشي الشتاء ولا قواهُ |
ففي شفتيكِ يحترقُ الصقيعُ |