|
نَموتُ مُصَادَفةً .. |
ككلاب الطريقْ . |
ونجهلُ أسماءَ من يَصْنَعُونَ القَرارْ . |
نموتُ ... |
ولسنا نُنَاقشُ كيف نموتُ ؟ |
وأينَ نموتُ ؟ |
فيوماً نموتُ بسيفِ اليمينْ . |
ويوماً نموتُ بسيفِ اليَسَارْ .. |
نموتُ من القهرِ |
حَرباً وسِلماً .. |
ولا نتذكَّرُ أوجُهَ من قتلونا |
ولا نتذكَّرُ أسماءَ من شَيَعُونا |
فلا فرقَ – في لحْظَة الموتِ – |
بين المَجُوسِ .. |
وبين التََتَارْ ... |
بلادٌ .. |
تُجيدُ كتابةَ ِشعرِ المراثي |
وتمتدُّ بينَ البُكاءِ .. وبين البُكاءْ |
بلادٌ .. |
جميعُ مدائنها كَرْبَلاءْ ... |
3 |
بِكَعْبِ الحذاءِ تُدارْ .. |
فلا من حكيمٍ .. |
ولا من نبيٍّ .. |
ولا من كتابْ . |
بلادٌ .. |
بها الشعبُ يأخذُ شَكْلَ الذُبابْ !! |
4 |
بلادٌ .. |
بلادٌ يُسيِّجُها الخوف ، |
حيثُ العُروبةُ تغدو عقاباً .. |
وحيثُ الدَعَارةُ تصبح طُهْراً |
وحيثُ الهزيمةُ تغدو انتصارْ ... |
5 |
مبادئُ .. بالرطلِ مَطْروحةٌ |
على عرباتِ الخُضارْ .. |
تكفلُ حريَّةَ الرأي .. تُعْرَضُ كالفِجْلِ |
في عَرَبات الخُضَارْ . |
قصائدُ .. ليسَ عليها إزَارْ |
تُضاجعُ في الليل كلَّ خليفَهْ .. |
وتُرْضي جميع جُنُود الخليفَهْ .. |
وتُرمى صباحاً كأيّة جيفَهْ |
عل عرَبات الخُضَارْ .. |
6 |
بلادٌ .. بدون بلادْ |
فأينَ مكانُ القصيدَةِ |
بين الحصارِ ، وبين الحصارْ ؟ |
فِعْلُ انتحارْ .. |
7 |
بلادٌ .. |
تُحاولُ أشجارُها |
من اليأسِ ، |
أن تتوسَّلَ تأشيرةً للسفَرْ .. |
بلادٌ .. |
تخافُ على نَفْسِها من قصيدة شعرٍ .. |
ومن قَمَر الليل ، |
حين يمشّطُ شعرَ المَسَاءْ . |
وتخشى على أَمْنِها |
وعُيُونِ النساءْ .. |
9 |
أُفتّشُ عن وطنٍ لا يَجيءُ ..وأسكنُ في لغةٍ |
ليس فيها جدارْ ... |
10 |
بلادٌ .. |
تُعِدُّ حقائبَها للرحيلْ |
وليس هناكَ رصيفٌ |
11 |
إلى أين يذهبُ مَوتَى الوطَنْ ؟ |
وكلُّ العقارات فيهِ |
ومن يدلكونَ بزيت البَنَفْسجِ صدرَ الرئيسْ .. |
وظهرَ الرئيسْ .. |
وبطنَ الرئيسْ .. |
ومن يحملونَ إليه كؤوسَ اللَّبنْ .. |
إلى أين يذهبُ ؟ |
وما عندهم شِقّةٌ للسَكَنْ !! |
12 |
ولو موتُنا .. |
كانَ من أجل أَمْرٍ عظيمْ |
لكنَّا ذهبنا إلى موتنا ضاحكينْ |
ولو موتُنا كانَ من أجل وقْفة عزٍّ |
وتحرير أرضٍ .. |
وتحريرِ شعْبٍ .. |
سبقنا الجميعَ إلى جنَّة المؤمنينْ |
ولكنَهمْ .. قرّروا أن نموتَ .. |
ليبقى النِظَامْ .. |
وأخوالُ هذا النظامْ .. |
وتبقى تماثيلُ مصنوعةٌ من عجينْ !! |
13 |
يموتُ الملايينُ منّا |
ولا تتحرَّكُ في رأس قائدنا |
شَعْرَةٌ واحدَهْ .. |
ولم أكُ أعرفُ أن الطُغَاةْ |
يضيقُونَ بالآلة الحاسِبَهْ .. |
14 |
أحاولُ بالشِعْرِ .. |
أن أستعيدَ مَرَايا النهارْ . |
وعُشْبَ الحقولِ ، |
وضوءَ النجومِ ، |
وأستنْبِتَ القمحَ من تحت هذا الدَمَارْ . |
15 |
أُحاولُ بالشِعْرِ .. |
إنهاءَ عصر التَخَلُّفِ ، |
حتى أؤسِّسَ عصراً جديداً |
من الوَرْْد والجُلَّنارْ . |
أُحاولُ بالشِعرِ .. |
تفجيرَ عَصْرٍ |
وتغييرَ كَوْنٍ .. |
وإشْعَالَ نارْ .. |
17 |
بحثتُ طويلاً عن المُتَنبِّي |
فلمْ أرَ من عزَّة النفسِ |
بحثتُ عن الكبرياء طويلاً |
ولكنني لم أشاهدْ |
بعَصْر المماليكِ |
إلا الصِغَارَ .. الصِغَارْ ... |
من الوَرْْد والجُلَّنارْ . |
16 |
أُحاولُ بالشِعرِ .. |
تفجيرَ عَصْرٍ |
وتغييرَ كَوْنٍ .. |
وإشْعَالَ نارْ .. |
17 |
بحثتُ طويلاً عن المُتَنبِّي |
فلمْ أرَ من عزَّة النفسِ |
إلا الغُبارْ .. |
بحثتُ عن الكبرياء طويلاً |
ولكنني لم أشاهدْ |
بعَصْر المماليكِ |
إلا الصِغَارَ .. الصِغَارْ ... |