1 |
عاصي الرحباني ، هو آخر الأشياء الجميلة في حياتنا . |
هو آخر قصيدة ، قبل أن ندخل في الأمية. |
وآخر حبة قمحٍ ، قبل أن ندخل في زمن اليَبَاس . |
وآخر قمرٍ ، قبل أن تهاجمنا العُتْمَة . |
وآخر حمامةٍ تحطُّ على أكتافنا .. قبل زمن الخراب . |
وآخر الماء قبل أن تشتعلَ الحرائق في ثيابنا . |
وآخر الطفولة .. قبل أن تسرقَ الحربُ طفولتنا . |
به بدأ الحبُّ ، وبه انتهى . |
وبه بدأ اللونُ الأخضر ... وبه انتهى . |
وبه بدأ النبيذُ .. وبه انتهى . |
وبه صار بحرُ (أنطلياسْ) |
أعظمَ من المحيط الأطلسي. |
3 |
فأحبَبْنَا ... |
وهو الذي شجَّعَنا على أن نذهب لمواعيدنا ... |
فَذَهبنا .. |
وهو الذي علمنا أن تكتب على ضفائر حبيباتنا .. |
فكتبنا ... |
وهو الذي غطَّانا بشراشفِ الحنان .. |
فنمنا ... |
4 |
على يدي عاصي ، تحولت الموسيقى من مُظَاهَرة |
وتحولَ الحبُّ من غَزْوَةٍ بربريةٍ |
إلى صلاةْ .. |
وتحولَ الشعرُ من قرقَعةٍ لغويّة |
إلى جملةٍ حضارية .. |
وتحولنا نحنُ ، من كائناتٍ ترابيةْ |
إلى ضوءٍ مسموعْ ... |
5 |
لم يكنْ عاصي ، حادثاً هامشياً في حياتنا |
كان جبلاً .. ومؤسسةً .. وأكاديميةً .. |
ويومَ يكتبُونَ تاريخ الشَجَرْ .. |
وتاريخَ الدِفْلَى والبَيْلَسَانْ |
والقرميدِ الأحمر .. |
وتاريخ القرى اللبنانيّة التي جعلها عاصي الرحباني |
أهم من باريس، ونيويورك ، وسان فرانسيسكو . |
يوم يُعلِّمون، بعد ألف سنةٍ في مدارسنا ، أسماء |
الجبال في لبنان ، فسيكون عاصي الرحباني أعلى |
وأهم جبلٍ في أطلس لبنان ... |
أهم من باريس، ونيويورك ، وسان فرانسيسكو . |
يوم يُعلِّمون، بعد ألف سنةٍ في مدارسنا ، أسماء |
الجبال في لبنان ، فسيكون عاصي الرحباني أعلى |
وأهم جبلٍ في أطلس لبنان ... |