إذا تَرك العاطسُ قولَ (الحمدلله)، فهل يُذكَّر به؟
قولان: الأول: يُذكَّر، وهو مروي عن النخعي ورجحه النووي؛ لأنه من باب النصيحة، والأمر بالمعروف.
والثاني: لا يُذكَّر؛ لأن النبيَّ ﷺ لم يشمت الذي عطس ولم يحمدالله، ولم يُذكِّره، واختاره ابن العربي وابن القيم.
قال ابن القيّم رحمه ﷲ:
«وَظَاهِرُ السُّنَّةِ يُقَوِّي قَوْلَ ابن العربي لِأَنَّ النَّبِيَّ ﷺ لَمْ يُشَمِّتِ الَّذِي عَطَسَ، وَلَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ، وَلَمْ يُذَكِّرْهُ.
وَهَذَا تَعْزِيرٌ لَهُ وَحِرْمَانٌ لِبَرَكَةِ الدُّعَاءِ لَمَّا حَرَمَ نَفْسَهُ بَرَكَةَ الْحَمْدِ، فَنَسِيَ اللَّهَ، فَصَرَفَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْسِنَتَهُمْ عَنْ تَشْمِيتِهِ وَالدُّعَاءِ لَهُ.
وَلَوْ كَانَ تَذْكِيرُهُ سُنَّةً، لَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ أَوْلَى بِفِعْلِهَا وَتَعْلِيمِهَا، وَالْإِعَانَةِ عَلَيْهَا».
[زاد المعاد (٤٠٤/٢)]