أدب الحوار في الإسلام:
للحديث مع الغير في الإسلام أصول وآداب ينبغي للمسلم مراعاتها حتى يكون المرء ملتزماً حدود الله، عاملاً في مرضاته، متجنباً مساخطه، فما أكثر عثرات اللسان حين يتكلم، وما أكثر مزالقه حين يتحدث…
وقد قال الله تعالى: ﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً﴾ (الإسراء:53).
• فكم من حوار بين زوجٍ وزوجته لم يُراع فيه أصول الحوار وآدابه كانت نهايته إلى الطلاق..
• وكم من حوار نزغ الشيطان فيه بين المرء وصاحبه فكانت عاقبته الفراق.
فمن آداب الحوار:
(1) أن يكون الكلام هادفاً إلى الخير:
• ﴿لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً﴾ (النساء:114).
• وفي حديث أبي هريرة عنه عليه أفضل الصلاة والسلام: [من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت].
(2) البعد عن الخوض في الباطل: والمراد بالباطل كل معصية.
• فالحديث في الأغاني وليالي الطرب على سبيل الإعجاب هذا من الخوض في الباطل.
• والحديث في أحوال الممثلين والممثلات على سبيل التعلق بهم وإشاعة أفعالهم والدعوة للإقتداء بهم من الخوض بالباطل.
• الحديث عن عادات وتقليعات المرأة الغربية على سبيل الدعوة للتشبه بها وتقليدها من الخوض في الباطل.
• الحديث في أعراض المسلمات بالغيبة والنميمة هذا من الخوض بالباطل.
وأنواع الباطل.. وهي كثيرة كما يقول الإمام الغزالي لا يمكن حصرها لكثرتها وتفننها…
(3) البعد عن المماراة والجدل:
كم من القلوب تشتت بسبب الجدل الذي لا طائل منه ولا فائدة من ورائه ولا يقصد منه إلا إفحام الخصم.. أو التشهير به، وإظهار الخلل في كلامه أو فعله أو قصده..
• وعن أبي أمامه الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [أنا زعيمُ بيتٍ في ربض الجنة (ما يحيط بها خارجاً عنها) لمن ترك المِرَاء وإن كان محقاً] رواه أبو داوود بإسناد صحيح.
(4) إن يخاطب كلَ إنسانٍ بما يناسبهُ شرعاً وعرفاً:
• فيخاطب الوالدين بالتوقير والإجلال، والرحمة وخفض الجانب لهما. ﴿فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً﴾ (الاسراء: من الآية23)
• أن لا يعظم الفاسق والكافر [لا تقولوا للمنافق سيداً، فإنه إن يكن سيداً فقد أسخطتم ربكم عز وجل] رواه أبو داوود بإسنادٍ صحيح.
(5) البعد عن عبارات المدح للنفس أو للغير إلا لمصلحة وبالضوابط الشرعية:
﴿فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ (النجم: من الآية32)
منقول