السلام عليكم و رحمة الله
الوصيَّة بإظهار السُّنَّة وترك المداهنة فيها
المؤلف:
خالد حمُّودة
الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على عبد الله ورسوله محمَّد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.
أمَّا بعد:
فإنَّ من الأمور الَّتي تميَّز بها أئمَّة السُّنَّة والحديث، ولا بدَّ لنا من إحيائها والدَّوام عليها ـ وإن فرَّط فيها من فرَّط ممَّن أضاع حظَّه وغبن رأيه ـ أن يُظهر الإنسانُ السُّنَّة والمنهج الصَّحيح ويجهرَ به، ولا يداهن مَن حوله ممَّن لا يحبُّون الكلام فيها ولا إظهارها، وفي هذا نصرةٌ للدِّين، وإرضاءٌ للربِّ، وراحة للقلب، قال أبو محمَّد ابن أبي حاتم رحمه الله في «تقدمة الجرح والتَّعديل» (1/329): «قرأتُ كتاب إسحاق بن راهويه بخطِّه إلى أبي زرعة: «إنِّي أزدادُ بك كلَّ يوم سرورًا، فالحمد لله الَّذي جعلك ممَّن يحفظ سنَّته، وهذا من أعظم ما يحتاج إليه اليوم طالب العلم، وأحمدُ بن إبراهيم لا يزال في ذكرك الجميل حتَّى يكاد يفرط، وإن لم يكن فيك بحمد الله إفراط، وأقرأني كتابَك إليه بنحو ما أوصيتك من إظهار السُّنَّة وترك المداهنة، فجزاك الله خيرًا، فدُم على ما أوصيتك، فإنَّ للباطل جولةً ثمَّ يضمحل، وإنَّك ممَّن أُحبُّ صلاحه وزَيْنَه، وإنِّي أسمع من إخواننا القادمين ما أنت عليه من العلم والحفظ فأُسرُّ بذلك».
وهذا كتابٌ جليلٌ، قد ـ والله ـ أخذ بمجامع قلبي، وملَكَ عليَّ جوانحي، ولا أمل من التَّأمُّل فيه، فإنَّه كتابُ إمامٍ إلى إمامٍ نقلَهُ إمام، وفيه ما كان عليه أئمَّة السُّنَّة من التَّواصي بالخير والفرح بإجراء الله له على أيدي أهل السنَّة المرجوِّ نفعهم وصلاحهم.
وفيه تناقلُ أخبار أهل السُّنَّة والفرح بذلك والسُّرور به.
وفيه التَّنبيه إلى أهمِّية حفظ السُّنن والحديث، يقول إسحاق: إنَّه من أعظم ما يحتاج إليه طالب العلم، وهو كما قال الشَّافعي رحمه الله: «من كتب الحديث قويت حجَّته».
وفيه المسألة العظيمة الَّتي سُقت من أجلها الكتاب، وهي الوصيَّة بإظهار السُّنة، فإسحاقُ وصَّى بها أبا زرعة، وكتب أبو زرعة بذلك إلى أحمد بن إبراهيم ـ وهو الدَّورقي فيما يظهر ـ، فلمَّا رأى إسحاقُ ذلك فرح به، وكتب إلى أبي زرعة يخبره بسروره بذلك، ويوصيه بالمداومة عليه، وأنَّ ذلك هو سببُ نصرة الحقِّ واضمحلال الباطل، وأنَّ العاقبة الحميدة للحقِّ بإذن الله، فإنَّ للباطل جوله ثمَّ يضمحل كما قال إسحاق رحمه الله.
وإنَّ كثيرًا من المتصدِّرين للدَّعوة يدخل عيله الشَّيطان من جهة الحكمة ورعاية المدعوِّين فربَّما ترك إظهار السُّنَّة وداهن فيها، فيتضرَّر من حولَه باختفاء السُّنة وجهلهم بها، ويتضرَّر هو بأن يطمع فيه المخالفون، وربَّما قَرُبُوا منه فأَغْرَوْه فركن إليهم، وما انحرف كثيرٌ ممَّن انحرف عن السُّنَّة ممَّن كان يُعرف بالاستقامة عليها إلَّا بسبب غفلته عن إظهار السُّنَّة فيكثر حوله المنحرفون فينحرف معهم نسأل الله السَّلامة.
فتأمَّل يا رعاك الله هذا الكتاب، وانظر فيه بعين البصيرة، وخذ بوصيَّة الأئمَّة بعضهم بعضًا فإنَّه والله الهُدَى، رزقنا الله ذلك بمنِّه.
==================================
الوصيَّة بإظهار السُّنَّة وترك المداهنة فيها
المؤلف:
خالد حمُّودة
الحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على عبد الله ورسوله محمَّد، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان.
أمَّا بعد:
فإنَّ من الأمور الَّتي تميَّز بها أئمَّة السُّنَّة والحديث، ولا بدَّ لنا من إحيائها والدَّوام عليها ـ وإن فرَّط فيها من فرَّط ممَّن أضاع حظَّه وغبن رأيه ـ أن يُظهر الإنسانُ السُّنَّة والمنهج الصَّحيح ويجهرَ به، ولا يداهن مَن حوله ممَّن لا يحبُّون الكلام فيها ولا إظهارها، وفي هذا نصرةٌ للدِّين، وإرضاءٌ للربِّ، وراحة للقلب، قال أبو محمَّد ابن أبي حاتم رحمه الله في «تقدمة الجرح والتَّعديل» (1/329): «قرأتُ كتاب إسحاق بن راهويه بخطِّه إلى أبي زرعة: «إنِّي أزدادُ بك كلَّ يوم سرورًا، فالحمد لله الَّذي جعلك ممَّن يحفظ سنَّته، وهذا من أعظم ما يحتاج إليه اليوم طالب العلم، وأحمدُ بن إبراهيم لا يزال في ذكرك الجميل حتَّى يكاد يفرط، وإن لم يكن فيك بحمد الله إفراط، وأقرأني كتابَك إليه بنحو ما أوصيتك من إظهار السُّنَّة وترك المداهنة، فجزاك الله خيرًا، فدُم على ما أوصيتك، فإنَّ للباطل جولةً ثمَّ يضمحل، وإنَّك ممَّن أُحبُّ صلاحه وزَيْنَه، وإنِّي أسمع من إخواننا القادمين ما أنت عليه من العلم والحفظ فأُسرُّ بذلك».
وهذا كتابٌ جليلٌ، قد ـ والله ـ أخذ بمجامع قلبي، وملَكَ عليَّ جوانحي، ولا أمل من التَّأمُّل فيه، فإنَّه كتابُ إمامٍ إلى إمامٍ نقلَهُ إمام، وفيه ما كان عليه أئمَّة السُّنَّة من التَّواصي بالخير والفرح بإجراء الله له على أيدي أهل السنَّة المرجوِّ نفعهم وصلاحهم.
وفيه تناقلُ أخبار أهل السُّنَّة والفرح بذلك والسُّرور به.
وفيه التَّنبيه إلى أهمِّية حفظ السُّنن والحديث، يقول إسحاق: إنَّه من أعظم ما يحتاج إليه طالب العلم، وهو كما قال الشَّافعي رحمه الله: «من كتب الحديث قويت حجَّته».
وفيه المسألة العظيمة الَّتي سُقت من أجلها الكتاب، وهي الوصيَّة بإظهار السُّنة، فإسحاقُ وصَّى بها أبا زرعة، وكتب أبو زرعة بذلك إلى أحمد بن إبراهيم ـ وهو الدَّورقي فيما يظهر ـ، فلمَّا رأى إسحاقُ ذلك فرح به، وكتب إلى أبي زرعة يخبره بسروره بذلك، ويوصيه بالمداومة عليه، وأنَّ ذلك هو سببُ نصرة الحقِّ واضمحلال الباطل، وأنَّ العاقبة الحميدة للحقِّ بإذن الله، فإنَّ للباطل جوله ثمَّ يضمحل كما قال إسحاق رحمه الله.
وإنَّ كثيرًا من المتصدِّرين للدَّعوة يدخل عيله الشَّيطان من جهة الحكمة ورعاية المدعوِّين فربَّما ترك إظهار السُّنَّة وداهن فيها، فيتضرَّر من حولَه باختفاء السُّنة وجهلهم بها، ويتضرَّر هو بأن يطمع فيه المخالفون، وربَّما قَرُبُوا منه فأَغْرَوْه فركن إليهم، وما انحرف كثيرٌ ممَّن انحرف عن السُّنَّة ممَّن كان يُعرف بالاستقامة عليها إلَّا بسبب غفلته عن إظهار السُّنَّة فيكثر حوله المنحرفون فينحرف معهم نسأل الله السَّلامة.
فتأمَّل يا رعاك الله هذا الكتاب، وانظر فيه بعين البصيرة، وخذ بوصيَّة الأئمَّة بعضهم بعضًا فإنَّه والله الهُدَى، رزقنا الله ذلك بمنِّه.
==================================