النظرة السريعة للأطفال وهم داخل سيارات أسرهم .. تؤكد أن سلوكياتنا تكسر كل إشارات سلامتهم .. فتارة نشاهد طفلا يجلس علي " حجر" أبيه الذي يقود السيارة بينما تمتد يد الطفل بين حين وآخر محاولة الإمساك بالمقود .. وتارة نرى أطفالا يطلون برؤوسهم من نوافذ سيارة مسرعة على الطريق الصحراوي .. وتارة يترك الوالدن طفلهما بمفرده داخل السيارة للتسوق .. المؤسف أن الأطفال يدفعون حياتهم أحيانا ثمنا لأخطائنا.. فحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية توفي أكثر من 500 طفل داخل سيارات ذويهم بسبب ارتفاع الحرارة منذ عام 1998 وحتى عام 2014.
" أخبار السيارات" حاولت إضاءة الإشارة الحمراء للسلوكيات الخاطئة للأسرة مع أطفالها داخل السيارة ..فكان هذا التحقيق.
ـ دفتر أحوال الإهمال مليء بمشاهد كارثية .. نذكر منها ماحدث لطفل تركه والده داخل السيارة وهو مقيد بحزام الأمان ليقوم بشراء بعض الأغراض لبضع دقائق ، وحينما عاد اكتشف الكارثة حيث توفى ابنه لاختناقه جراء احتباس الحرارة التى باتت أكثر شدة داخل سيارته المغلقة .
ـ طفل يطل برأسه من نافذة سيارة تسير بسرعة 80 كيلو في الساعة ، وفي إحدى المنحنيات ، انحرف والده بشدة بالسيارة ، مما أطاح بالطفل خارجها ، ليوقف الأب السيارة وينزل منها كالمجنون ، للاطمئنان على طفله الذي أصيب بكدمات بسيطة ، ولولا لطف الله لدهسته سيارة مقابلة .
- قامت سيدة بترك طفلتها الصغيرة فى السيارة لقضاء غرض ما وهى مطمئنة عليها لكونها فى مقعدها وأبواب السيارة مغلقة ، ولكن بمجرد ذهابها جاء لص ليسطو على السيارة والطفلة البريئة بداخلها لم يهدأ صراخها ، ما اضطره إلى إيقاف السيارة وتركها على مسافة بعيدة من المكان الذى كانت فيه وفر هاربا لتنقذها العناية الآلهية بأعجوبة فى الوقت المناسب ، وتمكنت الشرطة من التوصل إلى السيارة بعد قيام والدة الطفلة بالإبلاغ عن سرقتها وطفلتها بداخلها .
ـ أثناء عودته من السعودية بسيارته هو وأسرته ، وبينما كان يسير ليلا في طريق صحراوي ، أوقف السيارة لشراء بعض زجاجات المياه ، وعبر الطريق ، لكنه كاد يغمى عليه عندما وجد طفلته الصغيرة ذات السنوات الخمس تمسك بجلبابه داخل المحل .. فقد تركها في السيارة ، لكنها فتحت الباب وعبرت الطريق السريع المظلم ، لتلحق بوالدها .. وربنا ستر .
شرح وتفسير
- تقول د . إيمان سرور- إستشارى علم النفس ، يزداد تعلق الطفل بالأشياء منذ صغره حيث يدفعه فضوله وحب استطلاعه للتعرف على الأشياء واكتشافها حتى ولو كان ذلك من خلال تخريبها ، كما يدفعه فضوله أيضا لتجريب الأشياء بذاته ، حيث يعد ذلك الفضول بوابة لإكتشاف ما حوله من أشياء لكونه يرى كل ما حوله غامضاً يحتاج إلى شرح وتفسير ، ويهدف الطفل من خلال فضوله إلى الحصول على إجابات لما يحيره وكذا لطمأنة مخاوفه مما حوله من أشياء مبهمة بالنسبة له ، ولذلك نجد الطفل دائما يسعى إلى فك وتركيب أى لعبة تقع بين يديه ويبذل قصارى جهده لفتحها أو كسرها ليكشف عن حقيقتها ، وقد يضيق الآباء والأمهات ذرعا جراء هذا الفضول ولاسيما إذا نجم عنه تخريب تلك الأشياء ، ولكن ينبغى عليهم أن يجيدوا التعامل مع فضول الطفل لكونه يرتبط ارتباطا وثيقا بتنمية مهاراته العقلية منذ طفولته المبكرة .
- تضيف : يوجد الفضول لدى الجميع الصغار والكبار لكنه يزداد أكثر فى مرحلة الطفولة وحتى تكوين الشخصية واكتمال نضجها العقلى والمعرفى ، حيث يظهر فى مرحلة مبكرة من الطفولة وينمو بشكل تدريجى ، وتلعب الحواس دورا أساسيا فى تعلم الطفل للأشياء واكتشافها من خلال حاسة السمع التى تأتى فى المقام الأول لدى الطفل فى تعرفه على الأشياء من خلال إصغائه لكل ما يدور حوله ، ثم حاسة اللمس حيث تغمره نشوة بالغة بالعبث فى كل شئ يستطيع الوصول إليه ، وحاسة النظر التى يستمتع فيها برؤية الألوان المتمثلة فى اللعب التى أمامه وأبرزها السيارة فنرى شغف وتعلق كثير من الأطفال إن لم يكن معظمهم بالسيارة كلعبة حيث تتولد حالة من العشق للسيارات لاسيما لدى الأطفال الذكور أكثر من الإناث لكونه يفضل اللهو بالأشياء المتحركة على سبيل المثال كالعربات اللعبة أو الموتوسيكل أو الدراجة ، وهناك من يقوم بتصميم عربة من خلال ورقة صغيرة يلهو ويمرح بها وهو فى قمة سعادته وذلك بدافع الفضول الفطرى لديه ليتعرف على تلك الأشياء المتحركة وليجد إجابة للاستفسارات التى تدور فى ذهنه مثل كيف تسير تلك العربة ؟ وما الذى تحتويه بداخلها ؟
واستفسارات أخرى كثيرة .
- أشارت إلى أن أى خطأ يرتكبه الطفل ليس هو المسئول عنه بل تقع المسئولية فيه على الآباء والأمهات لكونه بالطبع غير مدرك ، لافتة فى ذلك إلى الحادث المروع الشهير الذى وقع فى إنجلترا حينما تركت والدة ابنتيها التوءم بمفرديهما داخل السيارة وذهبت لشراء بعض المشتريات وكانت الطفلتان جالستين بالمقعد الخلفى وتمكنتا بكل أسف من الضغط بأنامليهما الصغيرة على زر غلق زجاج النافذة الأتوماتيكى فأغلق على رقبتيهما ووافتهما المنية فى الحال ، وهذه واحدة من أبشع صورالإهمال الجسيمة من قبل الأمهات والآباء فى حق أطفالهم الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة والذى يخلف عنه عواقب وخيمة وحوادث مروعة .
تستطرد سرور قائلة : الفضول يدفع الأطفال للتعرف عما بداخل السيارة واكتشافها ولاسيما فى حالات ترك الآباء أوالأمهات لهم داخل السيارة بمفردهم ، فيقوم الطفل بالعبث واللهو فى السيارة لمحاولة اكتشافها فيحاول تشغيلها ولاسيما إذا كانت فى وضع التشغيل ، أو يحاول العبث بفرامل اليد وتحريكها ما يسبب له خطورة بالغة فى حال تمكنه من إنزالها حيث ستسير السيارة إذا كانت فى وضع التشغيل ويحدث ما لا يحمد عقباه ، وتكمن المشكلة فى أن الآباء والأمهات يفتقرون إلى القدرة على استيعاب وفهم سيكولوجية الطفل الذى يولد لديه الفضول وحب الاستطلاع فى سن مبكرة ، وهنا تقع المسئولية والخطأ على الوالدين لكونهم غير مدركين لنفسيته ، كما أنهم غير مدركين لدورهم وحجم مسئوليتهم تجاه أطفالهم وحمايتهم التى من المفترض أن تأتى فى مقدمة أولوياتهم ولكن الكثير بكل أسف لا يدرك هذا الدور جيدا ! ، وترجع السبب وراء هذا التخاذل فى عدم فهمهم لأدوارهم وعدم القيام بها كما ينبغى أن تكون إلى صعوبة المعيشة حاليا والركض وراء كسب الرزق لتلبية متطلبات الحياة اليومية حيث أن أغلب الأسر مطحونة ، ما أدى إلى غياب دورالأسرة الرئيسى فى تنشئة أبنائها تنشئة سليمة وتوعيتهم ، وبالتالى لم تعد قادرة على القيام بدورها على الوجه الأمثل .
- ولمواجهة تلك المشكلة تشدد د. إيمان سرور على ضرورة أن يكون دورالأسرة الأول والأساسى هو حماية أطفالها وتوفير الأمن والسلامة لهم لتفادى تعرضهم لأى أخطار أو حوادث تهدد سلامتهم وحياتهم ، كما لابد من التنشئة السليمة وترسيخ القيم والمبادئ والأخلاقيات لدى الأبناء منذ الطفولة ، وعليها أن تنشئ الأبناء على احترام القوانين ومن بينها قانون المرور والالتزام بقواعد وآداب المرور كما يحدث فى الخارج ، حيث توجد هناك مدارس لتعليم الأطفال إشارات المرور والإلتزام بها وبآدابها حتى يشب على احترام القانون بوجه عام ، وفى الوقت ذاته يتفادى التعرض للحوادث .
أخطار ووقاية
- حول كيفية حماية الطفل بداخل السيارة وكيفية تعامل الوالدين معه أثناء قيادتهما لها ، والإرشادات التى ينبغى اتباعها من قواعد السلامة والأمان للحفاظ على حياته ووقايته من التعرض لأى أخطار ، يقول المهندس محمد عبد الحميد - مدير الجودة بالشركة العربية الأمريكية للسيارات ، هناك العديد من الممارسات والسلوكيات الخاطئة والمبالغ فيها التى يرتكبها الآباء عند التعامل مع الطفل وهو داخل السيارة من بينها تركه حرا طليقا فى السيارة بحيث يمكنه التصرف كيفما يشاء ، أو يقوم الأب بوضع طفله الصغير في حضنه أثناء قيادة سيارته ، أو أن يجعله يجلس في المقعد الأمامي بجواره وهو يقود ، وقد تتسبب مثل تلك الحالات من الإهمال الجسيم والممارسات الطائشة فى إلحاق أضرار جسيمة بالأطفال ، كما تترك جروحا غائرة فى نفوس الآباء لن تداويها دموع الندم ، ولتفادى حدوث تلك الأضرار والأخطار ، هناك مجموعة من القواعد والإجراءات التى يجب على قائد السيارة اتباعها أثناء القيادة فى وجود الطفل لحمايته وهى : ضرورة جلوس الطفل على المقعد الخلفى فى السيارة لأن جلوسه فى المقعد الأمامى بجوار قائدها قد يعرضه للخطر ، حيث من الممكن أن يقوم ببعض الأفعال التى تؤدى إلى تشتت انتباه قائد السيارة سواء الأب أو الأم وانشغالهما عن القيادة ما يعرضهم لعواقب وخيمة ، كما يجب ربطه بحزام الأمان وعدم تركه دون ذلك لتفادى وقوع أى أخطار أو إصابات كتعرضه للإرتطام بأحد الأجسام فى السيارة فى حال قيام والده أو والدته بالانعطاف المفاجئ أوالتوقف السريع ، كما يمكن ربط الطفل بحزام أمان الكبار وذلك يتوقف على وزن الطفل وعمره ، فبعض الأطفال تكون أوزانهم كبيرة نسبيا وهم فى سن صغيرة ولكن يجب الأخذ بعين الإعتبار ألا يكون حزام الأمان فضفاضا مقارنة بحجم الطفل وبالتالي لا يحقق الفائدة المرجوة منه ، كذا يفضل شراء المقعد المخصص للأطفال لجلوسهم داخل السيارة ، فإذا ما قارن قائد السيارة سعر هذا المقعد بقدر الحماية التى يوفرها للطفل حفاظا على حياته فسوف يقبل على شرائه دون تردد ، كما أنه لن يحتل مساحة أو حيزا كبيرا بالسيارة .
ـ يضيف عبد الحميد : يفضل أن تجلس الأم بجوار الطفل فى السيارة أو أحد الأشخاص حتى لو كان يستخدم مقعده الخاص وذلك ليتمكنوا من مساعدته فى حالة تعرضه لأى عوارض طارئة أو أى سبب آخر يتطلب تدخل ومساندة الأخرين له ، كما يجب أن يبتعد مقعد الطفل عن الأكياس الهوائية التى قد تتسبب فى كثير من الأحيان بإلحاق الضرر بالشخص البالغ فما بالك بالطفل الصغير ، لأنه فى حال وقوع حادث يتم فتح الأكياس الهوائية ما يعرض الطفل للإختناق بسببها ، أيضا لابد من تجنب السرعة الزائدة أثناء القيادة فى ظل اصطحاب أطفال بالسيارة ، وشدد عبد الحميد على ضرورة عدم ترك الطفل بمفرده داخل السيارة ولو لفترة زمنية قصيرة ولاسيما فى فصل الصيف حيث ترتفع درجة الحرارة فى غضون دقائق معدودة بداخلها ما يعرض الطفل للإختناق ثم الوفاة ، أو التعرض لخطر الاختطاف من قبل ضعاف النفوس ، وينصح الآباء بضرورة إحكام غلق السيارة بالمفتاح عند توقفها والتأكد من عدم وجود أحد بداخلها حتى لا يتسنى لأحد الأطفال بالخارج الدخول إليها دون علم الأب ، وينبغى عند وصول قائد السيارة أن يقوم بإخراج الطفل من السيارة أولا قبل أى شئ آخر فحياته لاتقدر بثمن
ونتيجة لتكرار بعض الحوادث المؤسفة وقعت للأطفال نتيجة لسلوكيات خاطئة ، أعلنت شركة جارمين عن إطلاق كاميرا جديدة، تتيح لقائدي السيارات مراقبة أطفالهم وما يفعلونه على المقاعد الخلفية أثناء قيادة السيارة وتقوم الكاميرا Babycam الصغيرة بنقل ما يدور على المقاعد الخلفية في السيارات كصورة فيديو على شاشة أجهزة الملاحة المتوافقة معها..وفي حالة أجهزة الملاحة المزودة بوظيفة الاستعمال عن طريق الأوامر الصوتية يكفي أن يقوم قائد السيارة بنطق الأمر الصوتي "Babycam"، لكي يتم تشغيل الكاميرا وإظهار الصورة على شاشة أجهزة الملاحة.
" أخبار السيارات" حاولت إضاءة الإشارة الحمراء للسلوكيات الخاطئة للأسرة مع أطفالها داخل السيارة ..فكان هذا التحقيق.
ـ دفتر أحوال الإهمال مليء بمشاهد كارثية .. نذكر منها ماحدث لطفل تركه والده داخل السيارة وهو مقيد بحزام الأمان ليقوم بشراء بعض الأغراض لبضع دقائق ، وحينما عاد اكتشف الكارثة حيث توفى ابنه لاختناقه جراء احتباس الحرارة التى باتت أكثر شدة داخل سيارته المغلقة .
ـ طفل يطل برأسه من نافذة سيارة تسير بسرعة 80 كيلو في الساعة ، وفي إحدى المنحنيات ، انحرف والده بشدة بالسيارة ، مما أطاح بالطفل خارجها ، ليوقف الأب السيارة وينزل منها كالمجنون ، للاطمئنان على طفله الذي أصيب بكدمات بسيطة ، ولولا لطف الله لدهسته سيارة مقابلة .
- قامت سيدة بترك طفلتها الصغيرة فى السيارة لقضاء غرض ما وهى مطمئنة عليها لكونها فى مقعدها وأبواب السيارة مغلقة ، ولكن بمجرد ذهابها جاء لص ليسطو على السيارة والطفلة البريئة بداخلها لم يهدأ صراخها ، ما اضطره إلى إيقاف السيارة وتركها على مسافة بعيدة من المكان الذى كانت فيه وفر هاربا لتنقذها العناية الآلهية بأعجوبة فى الوقت المناسب ، وتمكنت الشرطة من التوصل إلى السيارة بعد قيام والدة الطفلة بالإبلاغ عن سرقتها وطفلتها بداخلها .
ـ أثناء عودته من السعودية بسيارته هو وأسرته ، وبينما كان يسير ليلا في طريق صحراوي ، أوقف السيارة لشراء بعض زجاجات المياه ، وعبر الطريق ، لكنه كاد يغمى عليه عندما وجد طفلته الصغيرة ذات السنوات الخمس تمسك بجلبابه داخل المحل .. فقد تركها في السيارة ، لكنها فتحت الباب وعبرت الطريق السريع المظلم ، لتلحق بوالدها .. وربنا ستر .
شرح وتفسير
- تقول د . إيمان سرور- إستشارى علم النفس ، يزداد تعلق الطفل بالأشياء منذ صغره حيث يدفعه فضوله وحب استطلاعه للتعرف على الأشياء واكتشافها حتى ولو كان ذلك من خلال تخريبها ، كما يدفعه فضوله أيضا لتجريب الأشياء بذاته ، حيث يعد ذلك الفضول بوابة لإكتشاف ما حوله من أشياء لكونه يرى كل ما حوله غامضاً يحتاج إلى شرح وتفسير ، ويهدف الطفل من خلال فضوله إلى الحصول على إجابات لما يحيره وكذا لطمأنة مخاوفه مما حوله من أشياء مبهمة بالنسبة له ، ولذلك نجد الطفل دائما يسعى إلى فك وتركيب أى لعبة تقع بين يديه ويبذل قصارى جهده لفتحها أو كسرها ليكشف عن حقيقتها ، وقد يضيق الآباء والأمهات ذرعا جراء هذا الفضول ولاسيما إذا نجم عنه تخريب تلك الأشياء ، ولكن ينبغى عليهم أن يجيدوا التعامل مع فضول الطفل لكونه يرتبط ارتباطا وثيقا بتنمية مهاراته العقلية منذ طفولته المبكرة .
- تضيف : يوجد الفضول لدى الجميع الصغار والكبار لكنه يزداد أكثر فى مرحلة الطفولة وحتى تكوين الشخصية واكتمال نضجها العقلى والمعرفى ، حيث يظهر فى مرحلة مبكرة من الطفولة وينمو بشكل تدريجى ، وتلعب الحواس دورا أساسيا فى تعلم الطفل للأشياء واكتشافها من خلال حاسة السمع التى تأتى فى المقام الأول لدى الطفل فى تعرفه على الأشياء من خلال إصغائه لكل ما يدور حوله ، ثم حاسة اللمس حيث تغمره نشوة بالغة بالعبث فى كل شئ يستطيع الوصول إليه ، وحاسة النظر التى يستمتع فيها برؤية الألوان المتمثلة فى اللعب التى أمامه وأبرزها السيارة فنرى شغف وتعلق كثير من الأطفال إن لم يكن معظمهم بالسيارة كلعبة حيث تتولد حالة من العشق للسيارات لاسيما لدى الأطفال الذكور أكثر من الإناث لكونه يفضل اللهو بالأشياء المتحركة على سبيل المثال كالعربات اللعبة أو الموتوسيكل أو الدراجة ، وهناك من يقوم بتصميم عربة من خلال ورقة صغيرة يلهو ويمرح بها وهو فى قمة سعادته وذلك بدافع الفضول الفطرى لديه ليتعرف على تلك الأشياء المتحركة وليجد إجابة للاستفسارات التى تدور فى ذهنه مثل كيف تسير تلك العربة ؟ وما الذى تحتويه بداخلها ؟
واستفسارات أخرى كثيرة .
- أشارت إلى أن أى خطأ يرتكبه الطفل ليس هو المسئول عنه بل تقع المسئولية فيه على الآباء والأمهات لكونه بالطبع غير مدرك ، لافتة فى ذلك إلى الحادث المروع الشهير الذى وقع فى إنجلترا حينما تركت والدة ابنتيها التوءم بمفرديهما داخل السيارة وذهبت لشراء بعض المشتريات وكانت الطفلتان جالستين بالمقعد الخلفى وتمكنتا بكل أسف من الضغط بأنامليهما الصغيرة على زر غلق زجاج النافذة الأتوماتيكى فأغلق على رقبتيهما ووافتهما المنية فى الحال ، وهذه واحدة من أبشع صورالإهمال الجسيمة من قبل الأمهات والآباء فى حق أطفالهم الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة والذى يخلف عنه عواقب وخيمة وحوادث مروعة .
تستطرد سرور قائلة : الفضول يدفع الأطفال للتعرف عما بداخل السيارة واكتشافها ولاسيما فى حالات ترك الآباء أوالأمهات لهم داخل السيارة بمفردهم ، فيقوم الطفل بالعبث واللهو فى السيارة لمحاولة اكتشافها فيحاول تشغيلها ولاسيما إذا كانت فى وضع التشغيل ، أو يحاول العبث بفرامل اليد وتحريكها ما يسبب له خطورة بالغة فى حال تمكنه من إنزالها حيث ستسير السيارة إذا كانت فى وضع التشغيل ويحدث ما لا يحمد عقباه ، وتكمن المشكلة فى أن الآباء والأمهات يفتقرون إلى القدرة على استيعاب وفهم سيكولوجية الطفل الذى يولد لديه الفضول وحب الاستطلاع فى سن مبكرة ، وهنا تقع المسئولية والخطأ على الوالدين لكونهم غير مدركين لنفسيته ، كما أنهم غير مدركين لدورهم وحجم مسئوليتهم تجاه أطفالهم وحمايتهم التى من المفترض أن تأتى فى مقدمة أولوياتهم ولكن الكثير بكل أسف لا يدرك هذا الدور جيدا ! ، وترجع السبب وراء هذا التخاذل فى عدم فهمهم لأدوارهم وعدم القيام بها كما ينبغى أن تكون إلى صعوبة المعيشة حاليا والركض وراء كسب الرزق لتلبية متطلبات الحياة اليومية حيث أن أغلب الأسر مطحونة ، ما أدى إلى غياب دورالأسرة الرئيسى فى تنشئة أبنائها تنشئة سليمة وتوعيتهم ، وبالتالى لم تعد قادرة على القيام بدورها على الوجه الأمثل .
- ولمواجهة تلك المشكلة تشدد د. إيمان سرور على ضرورة أن يكون دورالأسرة الأول والأساسى هو حماية أطفالها وتوفير الأمن والسلامة لهم لتفادى تعرضهم لأى أخطار أو حوادث تهدد سلامتهم وحياتهم ، كما لابد من التنشئة السليمة وترسيخ القيم والمبادئ والأخلاقيات لدى الأبناء منذ الطفولة ، وعليها أن تنشئ الأبناء على احترام القوانين ومن بينها قانون المرور والالتزام بقواعد وآداب المرور كما يحدث فى الخارج ، حيث توجد هناك مدارس لتعليم الأطفال إشارات المرور والإلتزام بها وبآدابها حتى يشب على احترام القانون بوجه عام ، وفى الوقت ذاته يتفادى التعرض للحوادث .
أخطار ووقاية
- حول كيفية حماية الطفل بداخل السيارة وكيفية تعامل الوالدين معه أثناء قيادتهما لها ، والإرشادات التى ينبغى اتباعها من قواعد السلامة والأمان للحفاظ على حياته ووقايته من التعرض لأى أخطار ، يقول المهندس محمد عبد الحميد - مدير الجودة بالشركة العربية الأمريكية للسيارات ، هناك العديد من الممارسات والسلوكيات الخاطئة والمبالغ فيها التى يرتكبها الآباء عند التعامل مع الطفل وهو داخل السيارة من بينها تركه حرا طليقا فى السيارة بحيث يمكنه التصرف كيفما يشاء ، أو يقوم الأب بوضع طفله الصغير في حضنه أثناء قيادة سيارته ، أو أن يجعله يجلس في المقعد الأمامي بجواره وهو يقود ، وقد تتسبب مثل تلك الحالات من الإهمال الجسيم والممارسات الطائشة فى إلحاق أضرار جسيمة بالأطفال ، كما تترك جروحا غائرة فى نفوس الآباء لن تداويها دموع الندم ، ولتفادى حدوث تلك الأضرار والأخطار ، هناك مجموعة من القواعد والإجراءات التى يجب على قائد السيارة اتباعها أثناء القيادة فى وجود الطفل لحمايته وهى : ضرورة جلوس الطفل على المقعد الخلفى فى السيارة لأن جلوسه فى المقعد الأمامى بجوار قائدها قد يعرضه للخطر ، حيث من الممكن أن يقوم ببعض الأفعال التى تؤدى إلى تشتت انتباه قائد السيارة سواء الأب أو الأم وانشغالهما عن القيادة ما يعرضهم لعواقب وخيمة ، كما يجب ربطه بحزام الأمان وعدم تركه دون ذلك لتفادى وقوع أى أخطار أو إصابات كتعرضه للإرتطام بأحد الأجسام فى السيارة فى حال قيام والده أو والدته بالانعطاف المفاجئ أوالتوقف السريع ، كما يمكن ربط الطفل بحزام أمان الكبار وذلك يتوقف على وزن الطفل وعمره ، فبعض الأطفال تكون أوزانهم كبيرة نسبيا وهم فى سن صغيرة ولكن يجب الأخذ بعين الإعتبار ألا يكون حزام الأمان فضفاضا مقارنة بحجم الطفل وبالتالي لا يحقق الفائدة المرجوة منه ، كذا يفضل شراء المقعد المخصص للأطفال لجلوسهم داخل السيارة ، فإذا ما قارن قائد السيارة سعر هذا المقعد بقدر الحماية التى يوفرها للطفل حفاظا على حياته فسوف يقبل على شرائه دون تردد ، كما أنه لن يحتل مساحة أو حيزا كبيرا بالسيارة .
ـ يضيف عبد الحميد : يفضل أن تجلس الأم بجوار الطفل فى السيارة أو أحد الأشخاص حتى لو كان يستخدم مقعده الخاص وذلك ليتمكنوا من مساعدته فى حالة تعرضه لأى عوارض طارئة أو أى سبب آخر يتطلب تدخل ومساندة الأخرين له ، كما يجب أن يبتعد مقعد الطفل عن الأكياس الهوائية التى قد تتسبب فى كثير من الأحيان بإلحاق الضرر بالشخص البالغ فما بالك بالطفل الصغير ، لأنه فى حال وقوع حادث يتم فتح الأكياس الهوائية ما يعرض الطفل للإختناق بسببها ، أيضا لابد من تجنب السرعة الزائدة أثناء القيادة فى ظل اصطحاب أطفال بالسيارة ، وشدد عبد الحميد على ضرورة عدم ترك الطفل بمفرده داخل السيارة ولو لفترة زمنية قصيرة ولاسيما فى فصل الصيف حيث ترتفع درجة الحرارة فى غضون دقائق معدودة بداخلها ما يعرض الطفل للإختناق ثم الوفاة ، أو التعرض لخطر الاختطاف من قبل ضعاف النفوس ، وينصح الآباء بضرورة إحكام غلق السيارة بالمفتاح عند توقفها والتأكد من عدم وجود أحد بداخلها حتى لا يتسنى لأحد الأطفال بالخارج الدخول إليها دون علم الأب ، وينبغى عند وصول قائد السيارة أن يقوم بإخراج الطفل من السيارة أولا قبل أى شئ آخر فحياته لاتقدر بثمن
ونتيجة لتكرار بعض الحوادث المؤسفة وقعت للأطفال نتيجة لسلوكيات خاطئة ، أعلنت شركة جارمين عن إطلاق كاميرا جديدة، تتيح لقائدي السيارات مراقبة أطفالهم وما يفعلونه على المقاعد الخلفية أثناء قيادة السيارة وتقوم الكاميرا Babycam الصغيرة بنقل ما يدور على المقاعد الخلفية في السيارات كصورة فيديو على شاشة أجهزة الملاحة المتوافقة معها..وفي حالة أجهزة الملاحة المزودة بوظيفة الاستعمال عن طريق الأوامر الصوتية يكفي أن يقوم قائد السيارة بنطق الأمر الصوتي "Babycam"، لكي يتم تشغيل الكاميرا وإظهار الصورة على شاشة أجهزة الملاحة.
